وبما أنّنا نسلك غير مسلكنا ونسير على
غير مذهبنا ، لا نصل إلى المراد أبداً. بل يُرى عبر هذه التّخيّلات ، والاعتماد
على المصطلح العلميّ ـ الّذي لا اعتبار ولا اعتداد بكلّه ، بل ولا بشيء منه ، وأكثره
من صناعة افكار البلاد المنحطّة ـ انّه قد ضاعت التّربية الاسلاميّة الشّيعيّة في
اكثر المجتمعات حتّى المراكز العلميّة والدّينيّة ، والمدارس الحديثة والقديمة ، وصار
صبياننا ضياعا وعاقبتهم فناء ، وصرنا نبيع مذهبنا بثمن بخس ، ونميل إلى اليمين والشّمال
، بل ونرجع إلى أدبارنا ، كما يرى المتأمّل.
إنّا نعلم أنّ علم النّفس الّذي في
متناول أيدينا هو المعيار للتّربية الشّرقيّة والغربيّة ، حسب مذهبهم واعتقاداتهم
الدّينيّة أو الدّنيويّة. فليس لنا أن نأخذ به ؛ لأنّ لنا ـ بأنّنا مسلمون شيعيّون
ـ ، موازين اخرى كاملة يلزمنا العمل بها والمشى على وفقها ، وهي الّتي وصلت الينا
من أنوار الدّجى وتشعشعت علينا من ائمّة الهدى ، عليهم أفضل الصّلوة والسّلام ، بعدد
ما احاط به علم اللّه الملك العلاّم.
لنا الويل كلّ الويل بتركنا أنوار
المعرفة ، وارتجاعنا إلى الجاهلية الأولى ، وغرورنا باللّه العليّ الأعلى والأئمّة
الأخيار التّقى عليهم صلوات اللّه زنة السّموات العلى.
وحقيق علينا إذا تركنا أولياءنا ، ونسينا
الرّجوع اليهم ، أن يختلّ كلّ نظامنا ، ويظلم نهارنا ، ولايصعد دعاؤنا ، ولاتنتج
أعمالنا ، بل ندور حول أنفسنا ثمّ ندور وندور.
إذا أردنا النّجاة ونحن في مثل هذا
العصر ، فلابدّ لنا أن نشرب من عين لاتجفّ وبحر لا ينزف. وهذا هو الّذي بعثَنا إلى
جمع الرّوايات الّتي وصلت إلينا من معادن الوحي والأئمّة الهداة المهديّين عليهم
الصّلوة والسّلام والتّحيّة والاكرام ؛ راجين من فضلهم وكرمهم أن يقبلوا منّا هذا
القليل ويبدّلوا هذه البضاعة المزجاة إلى ما يقتضيه فضلهم. واللّه المستعان.
تقرير العمل :
قد رُمنا أن نجمع كلّ رواية تشتمل
معاشرة المعصومين عليهمالسلام
مع الصّبيان ، ومشافهتهم ومصادفتهم ، والتّوصيفات والتّأكيدات والأوامر الّتي وردت
في الصّبيان بما هم صبيان ، والأولاد بما هم أولاد ، وفي الأبوّة والأمومة ، فيما
أردنا من شؤونات الحياة والممات ، من التّناسل والزّواج والنّشوء والولاية و ....
فأخذنا بعون اللّه وفضله نتورّق وندقّق ونحقّق في الكتب الّتي سنذكرها فيما بعد ،
واستخرجنا الأخبار الّتي تدلّ كلّها أو بعضها أو مضمونها على الموضوعات المختارة ،
أو ترتبط وتلازم تلك الموضوعات. ثمّ استخدمنا البرامج الكمبيوتريّة للحصول على
المآخذ الأخرى والتّجنّب عن التّكرار المخلّ.
ولم نلاحظ في ذلك ، الاعتبار والضّعف ،
والصّحّة وعدمها ، لأنّ ملاك الاعتبار عند بعض المحقّقين ، غير