خلاّقين ، فيقولان : يا ربّ ما تخلق؟ ذكرا أو انثى؟ فيؤمران ؛ فيقولان : يا ربّ شقيّا أو سعيدا؟ فيؤمران ؛ فيقولان : يا ربّ ما اجله؟ وما رزقه؟ وكلّ شيء من حاله ، (و عدد من ذلك اشياء) ؛ ويكتبان الميثاق بين عينيه ؛ فاذا اكمل اللّه له الأجل ، بعث اللّه ملكا فزجره زجرة ، فيخرج ، وقد نسى الميثاق. فقال الحسن بن الجهم : فقلت له : أفيجوز ان يدعو اللّه فيحوّل الأنثى ذكرا والذّكر انثى؟ فقال : انّ اللّه يفعل ما يشاء.
«الكافي ، ج ٦ ، ص ١٣ ، ح ٣».
٧٨٧ : محمّد بن يحيى عن احمد بن محمّد ، وعليّ بن ابراهيم عن ابيه جميعا عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن زرارة عن أبي جعفر عليهالسلام قال :
انّ اللّه عزّ وجلّ اذا اراد ان يخلق النّطفة الّتي ممّا اخذ عليها الميثاق في صلب آدم ، أو ما يبدو له فيه ، ويجعلها في الرّحم ، حرّك الرّجل للجماع ، واوحى إلى الرّحم : ان افتحي بابك حتّى يلج فيك خلقي وقضائي النّافذ وقدري ؛ فتفتح الرّحم بابها ، فتصل النّطفة إلى الرّحم ، فتردّد فيه اربعين يوما ، ثمّ تصير علقة اربعين يوما ، ثمّ تصير مضغة اربعين يوما ، ثمّ تصير لحما تجري فيه عروق مشتبكة ، ثمّ يبعث اللّه ملكين خلاّقين ، يخلقان في الأرحام ما يشاء اللّه ، فيقتحمان في بطن المرأة من فم المرأة ، فيصلان إلى الرّحم ، وفيها الرّوح القديمة المنقولة في اصلاب الرّجال وارحام النّساء ، فينفخان فيها روح الحياة والبقاء ، ويشقّان له السّمع والبصر ، وجميع الجوارح وجميع ما في البطن باذن اللّه ، ثمّ يوحي اللّه إلى الملكين : اكتبا عليه قضائي وقدري ونافذ امري ، واشترطا لي البداء فيما تكتبان ؛ فيقولان : يا ربّ ما نكتب؟ فيوحي اللّه اليهما ان ارفعا رؤوسكما إلى رأس امّه فيرفعان رؤوسهما ، فاذا اللّوح يقرع جبهة امّه ، فينظران فيه ، فيجدان في اللّوح صورته وزينته ، واجله وميثاقه ، شقيّا أو سعيدا ، وجميع شأنه ، قال : فيملى احدهما على صاحبه ، فيكتبان جميع ما في اللّوح ، ويشترطان البداء فيما يكتبان ؛ ثمّ يختمان الكتاب ويجعلانه بين عينيه ؛ ثمّ يقيمانه قائما في بطن امّه ؛ قال : فربما عتى فانقلب ، ولا يكون ذلك الاّ في كلّ عات أو مارد ؛ واذا بلغ اوان خروج الولد تامّا أو غير تامّ اوحى اللّه عزّ وجلّ إلى الرّحم ان افتحي بابك حتّى يخرج خلقي إلى ارضي وينفذ فيه امري ، فقد بلغ اوان خروجه ؛ قال : فيفتح الرّحم باب بالولد ، فيبعث اللّه اليه ملكا يقال له زاجر ، فيزجره زجرة ، فيفزع منها الولد ، فينقلب فيصير رجلاه فوق رأسه ورأسه في اسفل البطن ليسهّل اللّه على المرأة وعلى الولد الخروج ؛ قال : فاذا احتبس ، زجره الملك زجرة اخرى ، فيفزع منها ، فيسقط