الحجال» قام إليه رجل آدم طوال ، فقال : ما أنت بمحمد ، ولا نحن بأُولئك الذين ذكرت ، فقال عليهالسلام : «أحسن سمعاً تُحسن إجابة ، ثكلتكم الثواكل! ما تزيدونني إلاّ غمّاً! هل أخبرتكم أنّي محمد ، وأنّكم الأنصار! إنّما ضربت لكم مثلاً ، وإنما أرجو أن تتأسّوْا بهم» (١).
ثم قام رجل آخر ، فقال : ما أحوج أمير المؤمنين اليوم وأصحابه إلى أصحاب النهروان. ثم تكلّم الناس من كل ناحية ولغطوا ، وقام رجل منهم ، فقال بأعلى صوته : استبان فقدُ الأشتر على أهل العراق! أشهد لو كان حياً لقلّ اللغط ، ولعلم كلّ امرئ ما يقول.
فقال علي عليهالسلام : «هبلتكم الهوابل! أنا أوجب عليكم حقّاً من الأشتر ، وهل للأشتر عليكم من الحقّ إلاّ حقّ المسلم على المسلم»!
فقام حجر بن عدي الكندي وسعيد بن قيس
____________________
١. شرح نهج البلاغة : ١ / ٨٩ ـ ٩٠.