لأَسْنَانِها قَعْقَعَةٌ» ، وتَقَدَّمَ تَمَامُه في «ق ي س».
وِالقَعْقَعَةُ : تَحْرِيكُ الشَّيْءِ يُقَال : قَعْقَعَهُ ، وتَقَعْقَعَ بهِ قَعْقَعَةً وقِعْقَاعاً ، بالكَسْرِ ، والاسْمُ القَعْقَاعُ ، بالفَتْحِ ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ ، وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ : القَعْقَعَةُ ، والعَقْعَقَةُ ، والشَّخْشَخَةُ ، والخَشْخَشَةُ ، والخَفْخَفَةُ والفَخْفَخَةُ ، والنَّشْنَشَةُ ، والشَّنْشَنَةُ ، كُلُّه : حَرَكَةُ القِرْطاسِ والثَّوْبِ الجَدِيدِ.
وقال غَيْرُه : القَعْقَعَةُ : حِكَايَةُ حَرَكَةِ شَيْءٍ يُسْمَعُ لَهُ صَوْتٌ ، وقِيلَ : هُوَ تَحْرِيكُ الشَّيْءِ اليَابِسِ الصُّلْبِ مَعَ صَوْتٍ.
وِالقَعْقَعَةُ أَيْضاً : طَرْدُ الثَّوْرِ بِقَعْقَعْ بفَتْحِهِمَا ، وقد قَعْقَعَ بهِ : طَرَدَه ، وإِذا زَجَرَهُ قَالَ : وَحْ وَحْ ، نَقَلَه الأَصْمَعِيُّ.
وِالقَعْقَعَةُ. إِجَالَةُ القِدَاحِ في المَيْسَرِ ، وَهُوَ مُقَعْقِعٌ ، ومنه قَوْلُ كُثَيِّرٍ يَصِفُ نَاقَةً :
وِتُؤْبَنُ مِنْ نَصِّ الهَوَاجِرِ والضُّحَى |
|
بِقِدْحَيْنِ فَازَا مِنْ قِدَاحِ المُقَعْقِعِ (١) |
وِالقَعْقَعَةُ : الذَّهَابُ في الأَرْضِ ، وقَدْ قَعْقَعَ فِيها.
وِالقَعْقَعَةُ : تَتابُعُ صَوْت الرَّعْدِ في شِدَّةٍ ، والجَمْعُ :القَعَاقِعُ.
وِقالَ اللَّيْثُ : القَعْقَعَةُ : حِكَايَةُ أَصْواتِ السِّلاحِ والتِّرَسَةِ كعِنَبَةٍ ، جمعُ تُرْسٍ ، والجُلُودِ اليابِسَةِ ، والحجَارَةِ والبَكَرَةِ والحُلِيِّ ونَحْوِهَا (٢) وأَنْشَدَ سِيبَوَيْه للنّابِغَةِ الذُّبْيَانِيِّ في قَطْعِ حِلْفِ (٣) بَنِي أَسَدٍ :
كأَنَّكَ مِنْ جِمَالِ بَنِي أُقَيْشٍ |
|
يُقَعْقَعُ خَلْفَ رِجْلَيْهِ بشَنِّ (٤) |
وزَعَمَ الأَصْمَعِيُّ أَنَّهُ مَصْنُوعٌ ، وقد تَقَدَّمَ ، وأَنْشَدَ اللَّيْثُ لِلنَّابِغَةِ :
يُسَهَّدُ مِنْ لَيْلِ التَّمَامِ سَلِيمُهَا |
|
لِحَلْيِ النِّسَاءِ في يَدَيْهِ قَعاقِعُ |
وذلِكَ أَنَّ المَلْدُوغَ يُوضَعُ في يَدَيْهِ شَيْءٌ من الحُلِيِّ ونَحْوِه ، يُحَرِّكُه ، يُسَلِّي به الغَمَّ ، ويُقَال : يَمْنَعُ به النَّوْمَ ؛ لئِلّا يَدِبَّ فيهِ السّمُّ فيَقْتُلَهُ.
وِفي المَثَلِ : «مَا يُقَعْقَعُ له بالشِّنَانِ» بفَتْحِ القَافَيْنِ ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ. وقالَ الصّاغَانِيُّ : يُضْرَبُ لمَنْ لا يَتَّضِعُ لِحَوَادِثِ الدَّهْرِ ، ولا يَرُوعُه ما لَا حَقِيقَةَ لهُ ، وفي اللِّسَانِ :أَي لا يُخْدَعُ ولا يُرَوَّعُ ، والشِّنانُ ، بالكَسْرِ : جَمْعُ شَنٍّ ، وهو الجِلْدُ اليابِسُ يُحَرَّكُ لِلْبَعِيرِ ، لِيَفْزَعَ.
وِالقَعَاقِعُ : تَتَابُعُ أَصْوَاتِ الرَّعْدِ كَذا في الصِّحَاحِ ، وهُوَ جَمْعُ قَعْقَعَةِ ، ولا يَخْفَى أَنَّه تَقَدَّمَ لَهُ : القَعْقَعَةُ : صَوْتُ الرَّعْدِ ، فهُوَ تَكْرَارٌ.
وِمن المَجَازِ : قَعْقَعَتْ عُمُدُهُمْ ، وتَقَعْقَعَتْ : ارْتَحَلُوا واحْتَمَلُوا عَنْ بَلَدٍ كَانُوا نُزُولاً فيهِ ، وبالوَجْهَيْنِ يُرْوَى قَوْلُ جَرِيرٍ يَمْدَحُ عَبْدَ العَزِيزِ بنَ الوَليدِ :
لَقَدْ طَيبْتَ نَفْسِي عَنْ صَدِيقِي |
|
وِقَدْ طَيَّبْتُ نَفْسِي عن بِلادِي |
فأَصْبَحْنَا وكُلُّ هَوًى إِلَيْكُم |
|
تَقَعْقَعُ نَحْوَ أَرْضِكُمُ عِمَادِي |
وِفي المَثَل : «مَنْ يَجْتَمِعْ تَتَقَعْقَعْ عُمُدُه» ويُرْوَى : مَنْ يَتَجَاوَرْ أَي : لا بُدَّ مِن افْتِرَاقٍ بَعْدَ الاجْتِمَاعِ قالَ الجَوْهَرِيُّ :كَما يُقَالُ :«إِذا تَمَّ أَمْرٌ دَنَا نَقْصُه» أَو مَعْنَاهُ : إِذا اجْتَمَعُوا وتَقَارَبُوا وَقَعَ بَيْنَهُم الشَّرُّ ، فَتَفَرَّقُوا ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ أَو مَنْ غُبِطَ بكَثْرَةِ العَدَدِ ، واتِّسَاقِ الأَمْرِ (٥) ، فهُوَ بمَعْرَضِ (٦) الزَّوَالِ والانْتِشَارِ وهذا كقَوْلِ لَبِيدٍ يَصِفُ تَغَيُّرَ الزَّمَانِ بأَهْلِهِ :
إِنْ يُغْبَطُوا يُهْبَطُوا ، وإِنْ أَمِرُوا |
|
يَوْماً يَصِيرُوا لِلهُلْكِ والنَّكَدِ |
__________________
(١) نسبه الأزهري في التهذيب لابن مقبل ، والصواب أنه لكثير عزة ، ديوانه ١ / ١٢٦ الميسر والقداح لابن قتيبة ص ١٢١.
(٢) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : ونحوها هكذا في نسخ الشارح وهو المناسب لسوق عبارته والذي في نسخ المتن : ونحوهما بالتثنية ، وهو المناسب لعبارة المصنف اه» وفي القاموس ط الرسالة بيروت ، ونسخة القاموس ط مصر «ونحوها».
(٣) عن المطبوعة الكويتية وبالأصل «خلف بن أسد».
(٤) ديوانه صنعة ابن السكيت ص ١٩٨.
(٥) التهذيب : واتساق الأسباب.
(٦) التهذيب واللسان : بعرض الزوال.