مُركَّباً ، سُمِّيَ به لأَنَّهُ مَقْطُوعٌ من الحَدِيدِ ، كذا في التَّهْذِيبِ ج : أَقْطُعٌ كأَفْلُسِ ، وأَقْطَاعٌ ، وقِطَاعٌ ، بالكَسْرِ ، قالَ بَعْضُ الأَغْفَالِ يَصِفُ دِرْعاً :
لَهَا عُكَنٌ تَرُدُّ النَّبْلَ خُنْساً |
|
وِتَهْزَأُ بالمَعَابِلِ والقِطَاعِ |
وقد مَرَّ شاهِدُ أَقْطعٍ من قَوْلِ أَبِي ذُؤَيْبٍ ، وهكَذا أَنْشَدَهُ الجَوْهَرِيُّ هُنَا ، والأَزْهَرِيُّ ، وصَرَّحَ به شارِحُ الدِّيوانِ.
وِمن المَجَازِ : القِطْعُ : ظُلْمَةُ آخِرِ اللَّيْلِ ، ومنه قَوْلُه تَعَالَى : (فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ) (١). قالَ الأَخْفَشُ :بسَوادٍ مِنَ اللَّيْلِ ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ ، وأَنْشَدَ :
افْتَحِي البابَ فانْظُرِي في النُّجُومِ |
|
كَمْ عَلَيْنَا مِنْ قِطْعِ لَيْلٍ بَهِيمِ |
أَو القِطْعَةُ منه يُقَال : مَضَى مِن اللَّيْلِ قِطْعٌ ، أَي : قِطْعَةٌ صالِحَةٌ ، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ كالقِطَعِ ، كعِنَبٍ وبِهِمَا قُرِىءَ قولُه تَعَالَى : (قِطَعاً مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِماً) (٢) وقَرَأَ نُبَيْجٌ ، وأَبُو واقِدِ ، والجَرّاحُ ـ في سُورَتَيْ هُودِ والحِجْرِ ـ : «بقِطَعٍ» بكَسْرٍ ففَتْحٍ ، قالَ ثَعْلَبٌ : مَنْ قَرَأَ «قِطْعاً» جَعَلَ المُظْلِمَ مِنْ نَعْتِهِ ، ومَنْ قَرَأَ «قِطَعاً» جَعَلَ المُظْلِمَ قِطَعاً مِنَ اللَّيْلِ ، وهُوَ الَّذِي يَقُولُ له البَصْرِيُّونَ : الحَالُ ، أَو القِطَعُ : جَمْع قطْعَةٍ ، وهي الطّائِفَةُ من الشَّيْءِ ومنهالحَدِيثُ : «إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السّاعَةِ فِتَناً كقِطَعِ اللَّيْلِ المُظْلِمِ» أَرادَ فِتْنَةً مُظْلِمَةً سَوْدَاءَ ؛ تَعْظِيماً لِشَأْنِها ، أَو القِطْعُ والقِطَعُ : طَائِفَةٌ من اللَّيْلِ تَكُونُ مِن أَوَّلِه إِلَى ثُلُثِهِ. وقِيلَ للفَزارِيِّ : ما القِطْعُ مِنَ اللّيْلِ؟ فقالَ : حُزْمَةٌ تَهُورُهَا ، أَي : قِطْعَةٌ تَحْزُرهَا ، ولا تَدْرِي كَمْ هِيَ.
وِالقِطْعُ : الرَّدِيءُ من السِّهَامِ يُعْمَلُ مِنَ القِطْعِ أَو القَطِيعِ اللَّذَيْنِ هُمَا المَقْطُوعُ من الشَّجَرِ ، وقِيلَ : هو السَّهْمُ العَرِيضُ ، والجَمْعُ : أَقْطُعٌ وقُطُوعٌ.
وِالقِطْعُ : البِسَاطُ أَو النُّمْرُقَةُ ، ومنه حَدِيثُ ابنِ الزُّبَيْرِ والجِنِّيِّ : «فجَاءَ وَهُوَ عَلَى القِطْعِ ، فنَفَضَهُ» وقالَ الأَعْشَى :
هِيَ الصّاحِبُ الأَوْفَى وبَيْنِي وبَيْنَها |
|
مَجُوفٌ غِلافِيٌّ وقِطْعٌ ونُمْرُقُ (٣) |
أَوْ هُوَ طِنْفِسَةٌ يَجْعَلُها الرّاكِبُ تَحْتَه وتُغَطِّي ، وفي بَعْضِ نُسَخِ الصِّحاحِ : تُغَطِّي ، بغيرِ واو كَتِفَي البَعِيرِ ، ج : قُطُوعٌ ، وأَقْطَاعٌ وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ للأَعْشَى :
أَتَتْكَ العِيسُ تَنْفُخُ فِي بُرَاهَا |
|
تَكَشَّفُ عن مَنَاكِبِهَا القُطُوعُ(٤) |
قالَ ابنُ بَرِّيّ : الشِّعْرُ لعَبْدِ الرَّحْمن بنِ الحَكَمِ بنِ أَبِي العاصِ يَمْدَحُ مُعَاوِيَةَ ، ويُقَالُ : لزِيَادٍ الأَعْجَم. قلتُ : ومالَ الصّاغَانِيُّ إِلى الأَوَّل ، وقد تَقَدَّمَتْ قِصَّتُه في «ص ن ع» فراجِعْه.
وِثَوْبٌ قِطْعٌ بالكَسْرِ ، وأَقْطاعٌ عن اللِّحْيَانِيِّ ، كأَنَّهُم جَعَلُوا كُلَّ جُزْءٍ مِنْهُ قِطْعاً ، أَي : مَقْطُوعٌ ، وكَذلِكَ حَبْلٌ أَقْطَاعٌ ، أَي : مَقْطُوعٌ.
وِمن المَجَازِ : القُطْعُ ، بالضَّمِّ : البُهْرُ يَأْخُذُ الفَرَسَ وغَيْرَه ، ويُقَالُ : أَصابَهُ قُطْعٌ أَو بُهْرٌ ، وهُوَ : النَّفَسُ العالِي مِنَ السِّمَنِ وغَيْرِه.
وِقالَ ابنُ الاثِيرِ : القُطْعُ : انْقِطَاعُ النَّفَسِ وضِيقُه ، ومنه حَدِيثُ ابنِ عُمَرَ : «أَنَّهُ أَصابَه قُطْعٌ أَو بُهْرٌ ، فكان يُطْبَخُ لهُ فِي الحَسَاءِ فيَأْكُلُه» يُقَالُ منه : قُطِعَ كُعِنيَ ، فهُوَ مَقْطُوعٌ.
وِالقُطْعُ ، بالضَّمِّ : جَمْعُ الأَقْطَعِ للمَقْطُوعِ اليَدِ ، كأَسْوَدَ وسُودٍ.
وِالقُطْعُ أَيضاً : جَمْعُ القَطِيعِ كأَمِيرٍ للمَقْطُوعِ ، فَعِيلٌ بمَعْنَى مَفْعُولٍ.
وِمن المَجَازِ : أَصابَهُم قُطْعٌ وقُطْعَةٌ بضَمِّهِمَا ، أَو تُكْسَرُ الأُولَى أَيضاً عن ابنِ دُرَيْدٍ ، وأَبَى الأَصْمَعِيُّ إِلّا الضَّمَّ : إِذا انْقَطَعَ ماءُ بِئْرِهِمْ في القَيْظِ كَما في الصِّحاح ، وفي الحَدِيثِ : «كانَ يَهُودُ قَوْماً لَهُم ثِمَارٌ لا تُصِيبُها قُطْعَةٌ» يعنِي عَطَشاً بانْقِطَاعِ الماءِ عنها ، ويُقَالُ للقَوْمِ إِذا جَفَّتْ (٥) مِياهُهُم [أصابتهم] (٦) قُطْعَةٌ مُنْكَرَةٌ.
وِالقِطْعَةُ بالكسْرِ : الطّائِفَةُ من الشّيْءِ كاللَّيلِ وغيرِه ، وهو مَجَاز.
__________________
(١) سورة هود الآية ٨١.
(٢) سورة يونس الآية ٢٧.
(٣) ديوانه ص ١١٨ وفيه : الأدنى بدل الأوفى ، وعلافيّ بدل غلافي.
(٤) ليس في ديوانه المطبوع. وفي اللسان : تنفح بالحاء المهملة.
(٥) عن التهذيب واللسان وبالأصل «خفت».
(٦) زيادة عن التهذيب ، وفيه : جفت مياه ركاياهم.