فارْتاعَ من صَوْتِ كَلّابٍ فبَاتَ لَهُ |
|
طَوْعَ الشَّوَامِتِ من خَوْفٍ ومِنْ صَرَدَ |
يَعْنِي بالشَّوَامِتِ الكِلابَ ، وقِيلَ : أَرادَ بها القَوَائِمَ.
وفي التَّهْذِيبِ : يُقَالُ : فُلانٌ طَوْعُ المَكَارِهِ ، إِذا كانَ مُعْتَاداً لها ، مُلَقًّى إِيّاهَا ، وأَنْشَدَ بيتَ النّابِغَةِ ، وقالَ : «طَوْعَ الشَّوَامِتِ» بنَصْبِ العَيْنِ ورَفْعِها ، فمَنْ رَفَعَ أَرَادَ : باتَ لَه ما أَطاع شَامِتُه من البَرْدِ والخَوْفِ ، أَي باتَ لَهُ ما اشْتَهَى شَامِتُه وهو طَوْعُه ، ومِنْ ذلِكَ تَقُولُ : اللهُمَّ لا تُطِيعَنَّ بِنَا شَامِتاً ، أَي لا تَفْعَلْ بِي ما يَشْتَهِيهِ ويُحِبُّه ، ومن نَصَبَ أَرَادَ بالشَّوَامِت قوائِمَه ، وَاحِدُهَا شَامِتَةٌ ، يَقُولُ : فباتَ الثَّوْرُ طَوْعَ قَوَائِمِهِ ، أَي باتَ قَائماً ، وقد مَرَّ تَحْقِيقُه في «ش م ت» فَرَاجِعْه.
ونَاقَةٌ طَوْعُ القِيَادِ وطَيِّعَةُ القِيَادِ : ليِّنَةٌ لا تُنَازِعُ قائِدَها.
وِتَطَوَّعَ للشَّيءِ ، وتَطَوَّعَهُ ، كِلاهُمَا : حَاوَلَه. وقِيلَ :تَكَلَّفَه ، وقِيلَ : تَحَمَّلَه طَوْعاً.
ومِنْ أَسْمَائه صلىاللهعليهوآلهوسلم : المُطَاعُ ، أَي المُجَابُ المُشَفَّعُ في أُمَّتِهِ.
وحَكَى سِيبَوَيْهٌ : ما أَسْتَتِيعُ ، بتاءَيْنِ ، وعَدَّ ذلِكَ في البَدَلِ.
وِالمُطَّوِّعَةُ بتَشْدِيدِ الطّاءِ والواوِ : الَّذِينَ يَتَطَوَّعُون بالجِهَادِ ، أُدْغِمَتِ التّاءُ في الطّاءِ ، وحكاهُ أَحْمَدُ بنُ يَحْيَى ، بِتَخْفِيفِ الطّاءِ وشَدِّ الواوِ. ورَدَّ عليهِ الزَّجَّاجُ ذلِكَ.
وِاسْتَطَاعَ كأَطاعَ ، بمَعْنَى أَجابَ.
وقِيلَ : طَاعَتْ ، وطَوَّعَتْ بمَعْنًى.
وِاسْتَطَاعَه : اسْتَدْعَى طَاعَتَه وإِجابَتَه.
ويُقَالُ : هُو من قَوْمٍ مَطَاوِيعَ. ورَجُلٌ طَيِّعُ اللِّسَانِ :
فَصِيحٌ ، وهُو مَجَازٌ.
وِطَاوَعَ له المُرَادُ : أَتَاهُ طائِعاً سَهْلاً ، وهو مَجَاز.
وأَبُو مُطِيعٍ : من كُناهُم.
وِمُطِيعُ بنُ أَبِي الطّاعَةِ القُشَيْرِيُّ : جَدٌّ خامِسٌ لابْنِ دَقِيق العِيدِ.
وطُوَيْعٌ (١) ، كزُبَيْرٍ : ماءٌ لبَنِي العَجْلانِ ابنِ كَعْبِ بنِ رَبِيعَةَ.
[طيع] : طاعَ يَطِيعُ طَيْعاً ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ ، وقالَ الزَّجّاجُ : لُغَةٌ في يَطُوعُ ، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ في «ط و ع» اسْتِطْرَاداً ، وفِي التَّكْمِلَةِ اسْتِدْرَاكاً ، وزادَ صاحِبُ اللِّسَانِ : الطَّيْعُ : لغةٌ في الطَّوْعِ ، مُعاقبَةٌ ، وأَشارَ الزَّمَخْشَرِيُّ في الأَسَاسِ.
فصل الظاءِ مع العين
[ظلع] : ظَلَعَ البَعِيرُ ، كمَنَعَ وكَذا الإِنْسَانُ ظلْعاً : غَمَزَ فِي مَشْيِه وعَرِجَ ، قال مُدْرِكُ بنُ حِصْن :
رَغَا صاحِبِي بعدَ البُكَاءِ كمَا رَغَتْ |
|
مُوَشَّمَةُ الأَطْرَافِ رَخْصٌ عَرِينُها |
من المِلْحِ لا نَدْرِي أَرِجْلٌ شِمَالُها |
|
بها الظَّلْعُ لَمَّا هَرْوَلَتْ ، أَم يَمِينُهَا |
وقال كُثَيِّر :
وِكُنْتُ كذَاتِ الظَّلْعِ لَمَّا تَحَامَلَتْ |
|
عَلَى ظَلْعِهَا يَوْمَ العِثَارِ اسْتَقْلَّتِ |
وقال أَبُو ذُؤَيْبٍ يَذْكُرُ فَرَساً ، كما فِي الصّحّاحِ ، وفي العبَابِ يَصِفُ شُجَاعاً ، والصَّوابُ ما قَالَه الجَوْهَرِيُّ ، ـ كما فِي شَرْحِ الديوانِ ـ :
يَعْدُو به نَهِشُ المُشَاشِ كأَنَّهُ |
|
صَدَعٌ سَلِيمٌ رَجْعُه لا يَظْلَعُ (٢) |
وِقال أَبو عُبَيْدٍ : ظَلَعَتِ الأَرْضُ بأَهْلِهَا ، أَي ضاقَتْ بِهِمْ من كَثْرَتهِم ، كما في الصّحاحِ ، قالَ الزَّمَخْشَرِيُّ : وهذا تَمْثِيلٌ مَعْنَاه : لا تَحْمِلُهم لكَثْرَتِهِمْ فهي كالدَّابَّةِ تَظْلَعُ بحِمْلِهَا لِثِقَلِه. ومن المَجَازِ : ظَلَعَت الكَلْبَةُ وصَرَفَتْ ، وأَجْعَلَتْ ، واسْتَجْعَلَت واسْتَطارَتْ ، إِذا اشْتَهَت الفَحْلَ ، قالَهُ الأَصْمَعِيُّ.
وِالظَّالِعُ : المُتَّهَمُ ، هذا بالظّاءِ لا غَيْرُ.
وِالظالِعُ : المائِلُ ، وهذا يُرْوَى بالضّادِ أَيْضاً ، وبِكَلَيْهِما فُسِّر قولُ النّابِغَةِ الذُّبْيَانِيِّ :
__________________
(١) في معجم البلدان ومن مياه بني العجلان طوعة وطُوَيع.
(٢) ويروى عظمه بدل رجعه. وقوله : كأنه صدع يعني الفرس كأنه ظبي لا صغير ولا كبير.