وِالمُذَرِّعُ : المَطَرُ الَّذِي يَرْسَخُ في الأَرْضِ قَدْرَ ذِرَاعٍ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ.
وِالمُذَرَّعَةُ ، كمُعَظَّمَة : الضَّبُعُ في ذِرَاعِها خُطُوطُ ، صِفَةٌ غالِبَةٌ. قال ساعِدَةُ بنُ جُؤَيِّة :
وِغُودِرَ ثَاوِياً وتَأَوَّبَتْهُ |
|
مُذَرَّعَةٌ أُمَيْمَ لَها فَلِيلُ (١) |
وقيل : إنَّمَا سُمِّيَتْ مُذَرَّعَةً بِسَوادٍ في أَذْرُعِها.
وِذَرَّعَ فُلانٌ بكَذَا تَذْرِيعاً : أَقرَّ بِه ، وبه لُقِّبَ المُذَرِّعُ الخَفَاجِيّ ، وقَدْ تَقَدَّمَ قَرِيباً.
وِمن المَجَازِ : سَأَلْتُه عَنْ أَمْرِه فَذَرَّعَ ليْ* شَيْئاً من خَبَرِه ، أي خَبَّرَنِي به.
وِذَرَّعَ فُلانٌ لبَعيرِهِ : إذا قَيَّدَهُ بِفَضْلِ خِطَامه في ذِرَاعه ، وقد ذُرِّعَ البَعيرُ ، وذُرِّعَ لهُ : قُيِّدَ في ذِراعَيْه جَميعاً.
وِفي اللِّسَان ، والمُحيط : ذَرَّعَ الرَّجُلُ في السَّبَاحَة تَذْرِيعاً ، إذا اتَّسَعَ ومَدَّ ذرَاعَيْه.
وِذَرَّعَ بِيَدَيْه في السَّقْيِ ، هكذا بالقَاف في سائرِ النُّسَخ ، ومثْلهُ في العُبَابِ والمُحيط ، والصَّوابُ بالعَيْنِ المُهْمَلَة كما في اللِّسَان ، وذلكَ إذا اسْتَعانَ بِيَدَيْه عَلَى السَّقْيِ (٢) وحَرَّكَهُمَا فيه.
وِالبَشيرُ ، إذا أَوْمأَ بِيَده ، يُقَالُ : قَدْ ذَرَّعَ البَشيرُ. ومنْهُمْ مَنْ عَمَّ فقالَ : ذَرَّعَ الرَّجُلُ ، إذا رَفَعَ ذِرَاعَيْه ، قالَ :
تُوَمِّلُ أَنْفَالَ الخَمِيس وقَدْ رَأَتْ |
|
سَوَابِقَ خَيْلٍ لَمْ يُذَرِّعْ بَشيرُهَا |
ومنهُم مَنْ عَمَّ فقالَ : ذَرَّعَ الرَّجُلُ : إذَا رَفَعَ ذِرَاعَيْه مُبَشِّراً أَو مُنْذراً.
وِذَرَّعَ في المَشْيِ : حَرَّكَ ذرَاعَيْه ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ هكَذا. وفَرَّقَ الصّاغَانِيّ بَيْنَ هذا القَوْلِ والَّذِي تَقَدَّمَ ، وهُمَا وَاحدٌ ، والمُصَنَّف تَبعَ الصّاغَانِيَّ منْ غَيْرِ تَنْبِيهِ ، فَلْيُحْذَرْ منْ ذلكَ.
وِالْانذِراعُ : الانْدفاعُ كالانْدِراعِ والانْدِراءِ. والانْذِراعُ في السَّيْرِ : الانْبِسَاطُ فيه.
وِالمُذارَعَةُ : المُخَالَطَةُ ، يُقَالُ : ذارَعْتُهُ مُذارَعَةً ، إذا خالَطْتَهُ.
وِالمُذارَعَةُ : البَيْعُ بالذَّرْعِ يُقالُ : بِعْتُهُ الثَّوْبَ مُذارَعَةً ، أيْ بالذَّرْعِ لا بالعَدِد والجُزافِ.
وِالتَّذرُّعُ : كَثْرَةُ الكلامِ والإفْرَاطُ فيه ، نقلهُ الجَوْهَرِيُّ.
وهذا قَدْ تقَدَّم لهُ عنْدَ قوله : أَذْرَع في الكلامِ : أَفْرَط ، فإعادَتُه ثانياً تَكْرارٌ.
وِقال ابنُ عَبّادٍ : التَّذَرُّعُ : تشقُّقُ الشَّيْءِ شُقَّةً عَلى قَدْرِ الذِّرَاعِ طُولاً.
وِقال غيْرُه : التَّذَرُّعُ : تقْديرُ الشَّيْءِ بذِرَاع اليَد. قالَ قَيْسُ بنُ الخَطيمِ الأَنْصَارِيُّ :
تَرَى قِصَدَ المُرّانِ تُلْقَى كَأَنَّهَا |
|
تَذَرُّعُ خِرْصانٍ بِأَيْدي الشَّوَاطبِ |
قال الأَصْمَعيّ : تَذَرَّعَ : فُلانٌ الجَرِيدَ : إذا وَضَعَهُ في (٣) ذِرَاعه فشَطَبَهُ. والخِرْصانُ : أَصْلُها القُضْبانُ من الجَرِيد.
والشَّوَاطبُ : جَمْعُ شَاطبَةٍ ، وهي المَرْأَةُ الَّتي تَقْشِرُ العَسِيبَ ثُمَّ تُلْقِيهِ إلَى المُنَقِّيَةِ ، فتَأْخُذُ كُلَّ مَا عَلَيْهِ بسِكِّينِها ، حَتَّى تَتْرُكَهُ رَقِيقاً ، ثُمَّ تُلْقِيه المُنَقِّيَةُ إلَى الشاطِبَةِ ثانِيَةً ، فتَشْطُبُهُ عَلَى ذِرَاعِها ، وتَتَذَرَّعُهُ.
وِمِنَ المَجَازِ : تَذَرَّعَ فُلانٌ بذَرِيعَةٍ ، أيْ تَوَسَّلَ بوَسِيلَةٍ ، وكَذلِكَ تَذَرَّعَ إلَيْهِ : إذا تَوَسَّلَ.
وِتَذَرَّعَتِ الإِبِلُ الكَرَعَ ، أَي الماءَ القَلِيلَ : وَرَدَنْهُ فخَاضَتْهُ بأَذْرُعِها.
وِقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : تَذَرَّعَتِ المَرْأَةُ إذا شَقَّت الخُوصَ لنَجْعَلَ مِنْهُ حَصِيراً ، وبه فُسِّرَ قَوْلُ ابنِ الخَطِيمِ الأَنْصَارِيّ المُتَقَدِّم.
وِقالَ ابنُ عَبّادٍ : اسْتَذْرَعَ به أَي بالشَّيْءِ : اسْتَتَرَ بهِ وجَعَلَهُ ذَرِيعَةً له.
* وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه :
حِمَارُ مُذَرَّعٌ لمَكَانِ الرَّقْمَةِ في ذِرَاعِهِ.
__________________
(١) ديوان الهذليين ١ / ٢١٥.
(*) كذا بالأصل والكويتية : (إليّ).
(٢) في التهذيب واللسان : في السعي.
(٣) في التهذيب «على» والأصل كاللسان.