وِالذَّرِيعُ من الأُمُورِ : الوَاسِعُ. وفي الحَدِيثِ : «كانَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله ذَرِيع المَشْيِ» ، أَي سَرِيعَهُ ، وَاسِعَ الخَطْوِ.
وِمِنَ المَجَازِ : المَوْتُ الذَّرِيعُ هُو السَّرِيعُ الفاشِي الَّذِي لا يَكادُ النَّاسُ يَتَدافَنُون.
وِالذَّرِعُ ، كَكَتِفٍ : الطَّوِيلُ اللِّسَانِ بالشَّرِّ. وهُوَ أَيْضاً :السَّيَّارُ لَيْلاً ونَهَاراً.
وِالذَّرِعُ أَيْضاً : الحَسَنُ العِشْرَةِ والمُخَالَطَةِ ، ومنه قَوْلُ الخَنْسَاءِ :
جِلْدٌ جَمِيلٌ مُخِيلٌ بَارِعٌ ذَرعٌ |
|
وِفي الحُرُوبِ ـ إذا لا قَيْتَ ـ مِسْعَارُ |
وِالذَّرِعَاتُ ، كفَرِحَاتٍ : السَّرِيعَاتُ مِن القَوَائم ، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ ، ويُقَالُ : ذَرِعَاتُ الدّابَّةِ : قوائمُها ، قال يَزِيدُ بن خَذّاقٍ العَبْدِيُّ :
فآضَتْ كَتَيْسِ الرَّمْلِ تَنْزُو إذا نَزَت (١) |
|
عَلَى ذَرِعَاتٍ يَعْتَلِينَ خُنوسَا |
ويُرْوَى : «رَبِذَاتٍ» أَيْ عَلَى قَوَائمَ يَعتَلِينَ مَنْ جاراهُنَّ وهُنّ يَخْنِسْنَ بَعْضَ جَرْيِهِنَّ ، أَي يُبْقِينَ مِنْهُ ، يَقُولُ : لَمْ يَبْذُلْنَ جَمِيعَ مَا عِنْدَهُنَّ مِنَ السَّيْرِ.
وفي العُبَابِ : الذَّرِعَات : الوَاسِعَات الخَطْوِ ، البَعِيداتُ الأَخْذِ من الأَرْضِ.
وِأَذْرَعَت البَقَرَةُ فهي مُذْرِعٌ ، كما في الصّحاح : صارَتْ ذاتَ ذَرَعٍ ، أَيْ وَلَدٍ. قالَ اللَّيْثُ : هُنَّ المُذْرِعَات ، أَيْ ذَواتُ ذِرْعَانٍ.
وِأَذْرَعَ في الكَلَامِ : أَفْرَطَ وأَكْثَرَ فيه ، كتَذَرَّعَ وهو مَجَازٌ.
قال الجَوْهَرِيّ : وأُرَى أصْلَهُ مِن مَدَّ الذِّراعِ ، لأَنَّ المُكْثِرَ قَدْ يَفْعَل ذلِكَ ، ومِثْلُه قَوْلُ ابنِ سِيدَه.
وِأَذْرَعَ : قَبَضَ بالذِّرَاعِ. ويُقَالُ : أَذْرَعَ ذِرَاعَيْهِ مِنْ تَحْتِ الجُبَّةِ ، أيْ أَخْرَجَهُما ومَدَّهُما ، كادَّرَعَهُما ، على افْتَعَلَ ، كادَّكَر مِن الذِكْرِ. قال ابنُ شُمَيْلٍ : ورُوِيَ في الحَدِيثِ بالوَجْهَيْنِ. ونَصّ الحَدِيث «أَنَّ النَّبِيَّ صلىاللهعليهوآله أَذْرَعَ ذِرَاعَيْه من أَسْفَلِ الجُبَّةِ إذْرَاعاً» وفي حَدِيثٍ آخَرَ : «وعَلَيْه جُمَّازَةٌ فأَذْرَعَ منها يَدَهُ» أَي أخْرَجها.
وِالمُذَرَّعُ ، كمُعَظَّم : الَّذِي وُجِيءِ في نَحْرِه ، فسَالَ الدَّمُ عَلَى ذِرَاعهِ. قال عَبدُ الله بنُ سَلِمَةَ الغامِدِيّ :
وِلَمْ أَرَ مِثْلَها بِأُنَيْفِ فَرْعٍ |
|
عَلَيَّ إذَنْ مُذَّرَعَةٌ خَضِيبُ |
وِالمُذَرَّعُ : الفَرَسُ السابِقُ. أَو أَصْلُهُ هو الَّذِي يَلْحَقُ الوَحْشِيَّ ، وفَارِسُهُ عَلَيْه ، فيَطْعَنُهُ طَعْنَةً تَفُورُ بالدَّمِ فتُلَطِّخ ذِرَاعَيِ الفَرَسِ بذلِكَ الدَّمِ ، فَتَكُون عَلَامَةَ سَبْقِهِ (٢). قالَ ابنُ مُقْبِلٍ.
خِلالَ بُيوتِ الحَيَّ مِنْهَا مُذَرَّعٌ |
|
بطَعْنٍ ومنها عَاتِبٌ مُتَسَيَّفُ |
وِالمُذَرَّعُ مِنَ الثِّيرَان : ما فِي أَكَارِعِهِ لُمَعٌ سُودٌ.
وِالمُذَرَّعُ مِنَ النّاسِ : مَنْ أُمُّهُ أَشْرَفُ مِن أَبِيهِ ، والهَجِينُ : مَنْ أَبُوهُ عَرَبِيُّ وأُمُّه أَمَةٌ ، وأَنْشَد الأَزْهَرِيّ في التَّهْذِيب :
إذا بَاهِليٌّ عِنْدَهُ حَنْظَلِيَّةٌ |
|
لَها وَلَدٌ مِنْهُ فَذاك المُذَرَّعُ (٣) |
قال الجَوْهَرِيّ : كأَنَّهُ سُمِّيَ مُذَرَّعاً بالرَّقْمَتَيْن (٤) في ذِراع البَغْل ، لأَنَّهما أَتَتاهُ من ناحِيَةِ الحِمارِ.
وفي اللِّسَانِ : إنَّمَا سُمِّيَ مُذرَّعاً تشْبِيهاً بالبَغْلِ ، لأَنَّ في ذِرَاعَيْه رَقْمَتَيْنِ كرْقَمَتَيْ ذِرَاعِ الحِمَارِ ، نَزَع بهما إلى الحِمَارِ في الشَّبَهِ ، وأُمُّ البَغْلِ أَكْرَمُ مِنْ أَبِيهِ ، هَكَذَا ذَكَرَهُ الأَزْهَرِيُّ شَرْحاً للبَيْتِ المُتَقَدِّم.
وِالمُذَرِّعُ ، كمُحَدِّثٍ : لَقَبُ رَجُلٍ من بَنِي خَفاجَةَ بنِ عُقَيْلٍ ، وكانَ قَتَلَ رَجُلاً مِن بَنِي عَجْلَانَ ، ثُمَّ أَقَرَّ بقَتْلِهِ ، فأُقِيدَ به ، فقِيْلَ لَهُ : المُذَرِّعُ. يقال : ذَرِّع فُلانٌ بكذا ، إذا أَقَرّ به.
__________________
(١) صدره في التهذيب :
فأمست كتيس الربل تعدو إذا عدت |
|
وِفي اللسان تغدو إذا غدت |
(٢) في التكملة : فيكون علامةً لسبقه.
(٣) البيت للفرزدق ديوانه ١ / ٤١٦ وعجزه فيه له ولد منها فذاك المذرع.
ومعه بيتان آخران وجاء في الكامل للمبرد ٢ / ٦٥١ شاهداً على قوله : إذا كانت الأم كريمة والأب خسيساً قيل له المذرّع.
(٤) الرقمتان واحدتهما رقمة ، وهما أثران بباطن الذراعين لا ينبتان الشعر كما في رغبة الآمل ٥ / ٥٨.