وِالنَّسْبَةُ أَذْرَعِيُّ بالفَتْحِ ، أَيْ بِفَتْحِ الرّاءِ فَراراً مِن تَوالِي الكَسرَاتِ ، كتَغْلَبِيّ ، ويَثْرَبِيّ ، وشَقَرِيّ ، ونَمَرِيّ.
وِأَوْلادُ ذَارِع ، أَوْ ذِرَاعٍ ، بالكَسْرِ : الكِلَابُ والحَمِيرُ ، أَخَذَهُ من قَوْلِ ابنِ دُرَيْدٍ. وفِيْهِ مُخَالَفَةٌ لِنَصِّ الجَمْهَرَةِ في مَوْضِعَتَيْن ، وأَنا أَسُوقُ لَكَ نَصِّها ، لِيَظْهَر لك ذلِكَ ، قَالَ : يُقَال لِلْكِلابِ : أَوْلادُ ذَارِع ، وأَوْلادُ زَارِع ، وأَوْلادُ وازِع ، بالذّال والزّاي والواو ، وسَيَأْتِي ذلِكَ في مَوْضِعِه ، وهكَذَا نَقَلَهُ عنه الصّاغانِيّ في كِتَابَيْهِ ، وصاحِبُ اللِّسَانِ.
وِالذَّرَعُ ، مُحَرَّكَةً : الطَّمَعُ ، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ ، وأَنْشَدَ : قَوْلَ الرَّاجِزِ :
وِقَدْ يَقُودُ الذَّرَعُ الوَحْشِيَّا
قالَ : والذَّرَعُ أَيْضاً : وَلَدُ البَقَرَةِ الوَحْشِيَّةِ ، زادَ الصّاغَانيّ : ج : ذِرْعَانٌ : بالكَسْرِ ، مِثالُ شَبَثٍ وشِبْثَانٍ. قالَ الأعْشَى يَصِفُ ناقَتَه :
كَأَنَّهَا بَعْدَ ما جَدَّ النَّجَاءُ بِهَا |
|
بالشَّيِّطَيْنِ مَهاةٌ تَبْتَغِي ذَرَعَا |
وقِيلَ : إِنَّمَا يَكُونُ ذَرعاً إِذا قَوِيَ عَلَى المَشْي ، عَنْ ابنِ الأَعْرَابِيّ.
وِالذَّرَعُ : النَّاقَةُ الَّتِي يَسْتَتِرُ بها رَامِيِ الصَّيْدِ ، وذلِكَ أَنْ يَمْشِيَ بِجَنْبِها فيَرْمِيَهُ إذا أَمْكَنَهُ ، وتِلْكَ النَّاقَةُ تَسِيبُ أَوَّلاً مَعَ الوَحْشِ حَتَّى تَأْلَفَهَا ، كالذَّرِيعَةِ ، والجَمْعُ ذُرُعٌ ، بِضَمَّتَيْنِ.
قال ابنُ الأَعْرَابِيّ : سُمِّيَ هذا البَعِيرُ الدَّرِيئَةَ والذَّرِيعَةَ ، ثُمَّ جُعِلَت الذَّرِيعَةُ مَثَلاً لِكُلِّ شَيْءٍ أَدْنَى مِنْ شَيْءٍ ، وقَرَّبَ منه ، وأَنْشَد :
وِلِلْمَنِيَّةِ أَسْبَابٌ تُقَرِّبُها |
|
كَما تُقرِّبُ لِلْوَحْشِيَّةِ الذُّرُعُ (١) |
وِالذَّرُوعُ ، كَصَبُورٍ وأَمِيرٍ : الخَفِيفُ السَّيْرِ ، الوَاسِعُ الخَطْوِ البَعِيْدُهُ ، مِنَ الخَيْلِ ، يُقَالُ : فَرسٌ ذَرُوعٌ وذَرِيعٌ ، بَيِّنُ الذَّرَاعَةِ. وعِبَارَةُ الجَوْهَرِيّ : فَرَسٌ ذَرِيعٌ : وَاسِعُ الخَطْوِ ، بَيِّنُ الذَّرَاعَةِ.
وقال ابنُ عَبّادٍ : الذَّرُوعُ : الخَفِيفُ السَّيْرِ ، وجَمَعَ بَيْنَهُمَا ابنُ سِيدَه. والذَّرُوعُ : البَعِيرُ ، هكذا هو في النُّسَخِ ، وهو السَّرِيعُ السَّيْرِ : فَلِذَا لَوْ قَال ـ بَعْدَ قَوْلِه مِنَ الخَيْلِ ـ : ومِنَ الإِبِلِ ، لَكَان أَشْمَلَ.
وِمِن المَجَازِ : الذَّرِيعَةُ ، كسَفِينَةٍ : الوَسِيلَةُ والسَّبَبُ إلى شَيْءٍ. يُقَال : فُلَانٌ ذَرِيعَتِي إلَيْكَ ، أَي سَبَبِي ووُصْلَتِي الَّذِي أَتَسَبَّبُ به إلَيْكَ ، قالَ أَبُو وَجْزَةَ يَصِفُ امْرَأَةً :
طَافَتْ بِها ذَاتُ ألْوانٍ مُشبَّهَة |
|
ذَرِيعَةُ الجِنَّ لا تُعْطِي ولا تَدَعُ |
أَرادَ كَأَنَّهَا جِنَيَّةٌ لا يَطْمَع فِيها ولا يَعْلَمها في نَفْسِها.
كالذُّرْعَةِ ، بالضَّمِّ ، وهذِه عن ابنِ عَبّادٍ.
وِالمَذَارِعُ مِن الأَرْضِ : النَّوَاحي ومِنَ الوَادِي :أَضْواجُه (٢) ، قالَهُ الخَلِيلُ. قالَ ابنُ دُرَيْدٍ : ولم يَجِيءْ بها البَصْرِيّون.
أَو المَذارِع : المَزَالِفُ والبَراغِيلُ ، وهي القُرَى والبِلادُ الَّتِي بَيْنَ الرِّيفِ والبَرِّ كالقَادِسِيَّة والأَنْبَارِ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ.
وقَالَ الحَسَنُ البَصْرِيّ في قَوْلِه تَعالَى : (إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ) (٣) قالَ : «قَوْماً كانُوا بِمَذارِع اليَمَن».
كالمَذَارِيعِ عَلَى القِيَاسِ ، كمِخْلافٍ ومَخالِيفَ ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيّ. وقَالَ : كانَ القِيَاسُ هكَذا.
وِالمَذَارِعُ : قَوَائمُ الدَّابَّةِ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ ، وأَنْشَدَ لِلأَخْطَل :
وِبِالهَدَايَا إذا احْمَرَّتْ مَذَارِعُها |
|
فِي يَوْمِ ذَبْحٍ وتَشْرِيقٍ وتَنْحَارِ |
كالمَذَارِيعِ. وإنَّمَا سُمِّيَت قائِمَةُ الدَّابَة مِذْرَاعاً لأَنَّهَا تَذْرَع بِهَا الأَرْضَ وقِيلَ : مِذْرَعُها : ما بَيْنَ رُكْبَتِها إلى إبْطِها.
وِالمَذَارعُ : النَّخِيلُ القَرِيبَةُ مِنَ البُيُوتِ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ. وَاحِد الكُلِّ مِذْرَاعٌ ، كمِحْرابٍ.
وِقالَ ابنُ عَبّادٍ : الذَّرِيعُ ، كأَمِير : الشَّفِيعُ.
وِالذَّرِيعُ : السَّرِيعُ. يُقَالُ : رَجُلٌ ذَرِيعٌ بالكِتَابَةِ ، أَي سَرِيعٌ ، وقَتْلُ ذَرِيعٌ ، أَي سَرِيعٌ ، وأَكَلَ أكْلاً ذَرِيعاً ، أَيْ سَرِيعاً كَثِيراً.
__________________
(١) البيت للراعي في ديوانه ص ١٥٥ وتخريجه فيه.
(٢) أضواج الأرض واحدها ضوج ، وهي منعطفاتها.
(٣) سورة البروج الآية ١٠.