«إِخْرَاج ما في كِتَابِ العَيْنِ من الغَلَط» وبه يُرَدُّ على شَيْخِنَا حيثُ قال : هي قاعِدَةٌ صَحِيحَةٌ. ومع ذلِكَ إِنَّمَا هي أَكْثَرِيَّةٌ ، وليس هذا مِنْهَا. والفِعْلُ منه ثابِتٌ ، نَقَلَه الشَّيْخُ ابنُ مالِكٍ وغَيْرُه من أَئمَّةِ اللُّغَةِ فتَأَمَّلْ.
[عذفط] : العُذْفُوطُ ، بالضَّمِّ ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ ، وصاحِبُ اللِّسَانِ ، والصّاغَانِيُّ في التَّكْمِلَةِ ، وأَوْرَدَه في العُبَابِ ، قال : هي دُوَيْبَّةٌ بَيْضَاءُ ناعِمَةٌ تُسَمَّى العِسْوَدَّة ، يُشَبَّه بها أَصابعُ الجَوَارِي ، قالَ : وكَذلِكَ العُضْفُوطُ والعَضْرَفُوط.
[عذلط] : لَبَنٌ عُذَلِطٌ وعُذالِطٌ ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ وصاحِبُ اللّسَان ، وقال ابنُ عَبّادٍ : هو كعُثَلِطٍ وعُثَالِطٍ زِنَةً ومَعْنًى ، كما في العُبَابِ ، ولم يَذْكُره في التَّكْمِلَة. ويُسْتَدْرَكُ على ابْنِ بَرِّيٍّ أَيْضاً فيما جاء على فُعَلِلِ ، كما تَقَدَّم في عُجَلِطٍ.
[عرط] : عَرَطَتِ النّاقَةُ الشَّجَرَ تَعْرطُهَا عَرْطاً ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ ، وقال الفَرّاءُ : أَي أَكَلَتَهَا حَتَّى ذَهَبَتْ أَسْنَانُهَا ، فهي عَرُوطٌ ، كصَبُورٍ. ج عُرُطٌ ، ككُتُبٍ.
وقال ابنُ الأَعْرَابِيِّ : عَرَطَ فُلانٌ عِرْضَهُ ، إِذا اقْتَرَضَهُ بالغِيبَةِ ، كاعْتَرَطَهُ ، وهو مَجَازٌ.
وقال اللِّحْيَانِيُّ : عِرَيْطٌ ، كحِذْيَمٍ ، وأُمُّ عِرْيَطٍ وأُمُّ العِرْيَطِ كُلُّ ذلِكَ : العَقْرَبُ.
* ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عليه :
اعْتَرَطَ الرَّجُلُ : أَبْعَدَ في الأَرْضِ ، عن ابْنِ دُرَيْدٍ.
والعَرْطُ : الشَّقُّ حتَّى يَدْمَى ، عن ابْنِ الأَعْرَابِيِّ.
[عرفط] : العُرْفُطُ ، بالضَّمِّ : شَجَرٌ من العِضَاهِ يَنْضَحُ المُغْفُورَ ، وبَرَمَتُه بيْضَاءُ مُدَحْرَجَةٌ ، كما في الصّحاحِ ، وفي اللِّسَانِ : وله صَمْغٌ كَرِيهُ الرّائحَةِ ، فإِذَا أَكَلَتْهُ النَّحْلُ حَصَلَ في عَسَلِها من رِيحِهِ ، ومِنْهُ الحَدِيثُ : «ولكِنِّي شَرِبْتُ عَسَلاً. فقالت : إِذَنْ جَرسَتْ نَحلهُ العُرْفُطَ».
وقال أَبُو حَنِيفَةَ : قال أَبُو زِيادٍ : من العِضَاهِ العُرْفُطُ وهو فَرْشٌ (١) على الأَرْضِ لا يَذْهَبُ في السَّمَاءِ ، وله وَرَقَةٌ عَرِيضةٌ ، وشَوْكةٌ حديدةٌ حَجْنَاءُ ، وهو مِمّا يُلْتَحَى لِحَاؤُه ، وتُصْنَعُ منه الأَرْشِيَةُ الَّتي يُسْتَقَى بها ، وتَخْرُج في بَرَمِهِ العُلَّفَة كأَنَّهُ الباقِلاءُ ، تَأْكُلُه الإِبِلُ والغَنَم ، وقال غيرُه : [يقال] (٢) لِبَرمَتِه : الفَتَلَةُ ، وهِي بَيضاءُ كأَنَّ هَيَادِبَها القُطْنُ. قال أَبو زِيَادٍ : وهو خَرِجُ العِيدَانِ ، وليس له خَشَبٌ يُنْتَفَعُ بهِ فِيمَا يُنْتَفَعُ من الخَشَبِ ، وصَمْغُه كثِيرٌ ورُبَّمَا قَطَرَ عَلَى الأَرْضِ حَتّى يَصِيرَ تَحْتَ العُرْفُطِ مثلُ الأَرْجَاءِ العِظَام ، قال الشَّمّاخُ يَصِفُ إِبلاً.
إِنْ تُمْسِ في عُرْفُطٍ صُلْعٍ جَمَاجِمُه |
|
من الأَسَالِقِ عَارِي الشَّوْكِ مَجْرُودِ |
وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيُّ :
كأَنَّ غُصْنَ سَلَمٍ أَو عُرْفُطِهْ |
|
مُعْتَرِضاً بشَوْكِهِ في مَسْرَطِهْ |
وقال شَمِرٌ : العُرْفُط : شَجَرةٌ قَصِيرَةٌ مُتَدَانِيَةُ الأَغْصَانِ ذاتُ شَوْكٍ كَثِيرٍ ، طُولُهَا في السَّمَاءِ كطُولِ البَعِيرِ بَارِكاً ، لها وُرَيْقَةٌ صَغِيرَةٌ ، تَنْبُتُ في الجبَال تَأْكلُ الإِبِلُ بفِيها أَعْرَاضَ غِصَنَتِهَا ، وقال ابنُ هَرْمَةَ :
أُغْضِي ولو أنِّي أَشاءُ كَسَوْتَهُ |
|
جَرَباً وكُنْتُ له كشَوْكِ العُرْفُطِ |
الوَاحِدَةُ عُرْفُطَةٌ ، وبها سُميَ عُرْفُطَةُ بنُ الحُبَاب بنِ جبيرَةَ القُرَشِيُّ (٣) الصَّحابِيُّ رضِيَ الله عنه ، كما في العُبَابِ. وفي مُعْجَمِ الذَّهَبِيِّ وابنِ فَهْدٍ : هو الأَزْدِيُّ الَّذِي استُشْهِدَ بالطّائفِ.
وفَاتَه : عُرْفُطةُ الأَنْصَارِيُّ ، وعُرْفُطَةُ بنُ نَضْلَةَ الأَسَدِيُّ ، وعُرْفُطَةُ بنُ نهيكٍ (٤) التَّمِيميُّ : صحابِيّون. وقال شُعْبَةُ : مالِكُ بنُ عُرْفُطَةَ عن عَبْدِ خَيْرٍ ، قال البُخَارِيُّ : هذا وَهَمٌ ، والصّوابُ : خَالِدُ بنُ عَلْقَمَةَ الهَمْدانِيُّ.
واعْرَنْفَطَ الرَّجُلُ : انْقَبَضَ ، عن ابْنِ الأَعْرَابِي.
والمُعْرَنْفِطُ : الهَنُ ، أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ لرَجُلٍ قَالَتْ له امْرَأَتُه ، وقد كَبِرَ :
يا حَبَّذا ذَباذِبُكْ |
|
إِذا الشَّبابُ غَالِبُكْ |
__________________
(١) اللسان : مفترش.
(٢) زيادة عن المطبوعة الكويتية.
(٣) في أسد الغابة : لمرفطة بن الحباب بن حبيب وقيل ابن جبير الأزدي حليف لبني أمية. قال : وذكره ابن إسحاق إلا أنه قال ابن جناب بالجيم والنون.
(٤) عن أسد الغابة وبالأصل : «نهيط».