[شوط] : شَوْطُ بَرَاحٍ : ابْنُ آوَى ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ والزَّمَخْشَرِيُّ (١) ، وهو في العُبَابِ عن ابْنِ دُرَيْدٍ وقال : فأَمَّا قَوْلُهم : آوِي فخَطَأٌ. وزادَ اللِّسَانِ : أَوْ دابَّةٌ غيرُه.
ويُقَالُ : فُلانٌ شَوْطُه شَوْطُ بَاطِلٍ ، وهو الهَبَاءُ الَّذِي يَدْخُل من الكُوَّة إِلى البَيْت في الشَّمْسِ ، أَي ليس بشَيْءٍ ، نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ والجَوْهَرِيُّ. وقال ابنُ دُرَيْدٍ : ليس بثَبَتٍ ، وقالوا : خَيْطُ بَاطِلٍ ، وهو أَصَحُّ الوَجْهَيْنِ إِنْ شَاءَ الله تَعالَى وقال المُثْبِتُون لِهذِه اللُّغَةِ : هي لُغَةٌ في السِّينِ المُهْمَلَة.
والشَّوْطُ : الجَرْيُ مَرةً إِلى عَايَةٍ ، وقد شاط يَشُوطُ ، إِذا عَدَا شَوْطاً إِلى غايَةٍ ، ويُقَال : عَدَا شَوْطاً ، أَي طَلَقاً ، كما في الصّحاحِ ، ج : أَشْوَاطٌ ، ، قال العَجّاجُ :
والضَّغْن من تَتابُعِ الأَشْوَاطِ
ويُقَال : طَاف بالبَيْتِ سَبْعَةَ أَشْوَاطٍ ، منَ الحَجَرِ إِلى الحَجَرِ شَوْطٌ وَاحِدٌ ، كَما في الصّحاحِ ، وهُو في الأَصْلِ مَسَافَةٌ من الأَرْضِ يَعْدُوهَا الفَرَسُ ، كالمَيْدَانِ ونَحْوه. وكَرِهَ جَماعَةٌ من الفُقَهَاءِ أَنْ يُقَالَ لطَوْفاتِ الطَّوَافِ : أَشْوَاطٌ.
قلتُ : هو مَأْخُوذ من قَوْلِ ابْنِ فَارِسٍ ، ونَصُّه : كان بعضُ الفُقَهَاءِ يَكْرَهُ أَن يُقَالَ طَافَ بالبَيْتِ أَشْوَاطاً ، وكان يَقُول : الشَّوْطُ بَاطِل ، والطَّوافُ بالبَيْتِ من الباقِيَاتِ الصّالِحَاتِ.
قلتُ : فهو قَدْ بَيَّنَ وَجْهَ الكَرَاهَةِ ، فإِنّ أَصْلَ وَضْعِ الشَّوْطِ في مُضِيٍّ في غير تَثَبُّتٍ ولا في حَقٍّ ، ونَقَلَ شَيْخُنَا أَنّه رُوِيَ ذلِكَ عن الشَّافِعيِّ ومُجَاهِدٍ.
والشَّوْطُ : حَائِطٌ عند جَبَلِ أُحُدٍ ، من بَسَاتِينِ المَدِينَةِ ، وقد جاءَ ذِكْرُه في حَدِيثِ المَرْأَة الجَوْنِيَّة. وفي العُبَابِ : ومِنْ ثَمَّ انْخَزَل عبدُ الله بنُ أُبَيِّ بنِ سَلُولَ يومَ أُحُدٍ رَاجِعاً ، قال قيس بنُ الخَطيم الأَنصاريّ.
وبالشَّوْطِ مِنْ يَثْرِبَ أَعْبُدٌ |
|
ستَهْلِكُ في الخَمْرِ أَثْمَانُها |
وقال ابنُ شُمَيْلٍ : الشَّوْطُ : مَكَانٌ بَيْنَ شَرَفَيْنِ من الأَرْضِ يَأْخُذُ فيه الماءُ والنّاسُ ، كأَنَّهُ طَرِيقٌ طُولُه مِقْدَارُ الدَّعْوَةِ ، أَي مَبْلَغُ صَوْتِ داعٍ ثُمّ يَنْقَطِعُ ، وضَبَطَه الزَّمَخْشَرِيُّ بالسّين المُهْمَلَة ، وقد مَرّ ذِكْرُه هناك ، وج شِيَاطٌ ، ككِتَابٍ وأَصْلُه شِوَاطٌ ، قُلِبت الوَاوُ ياءً لانْكِسَار ما قَبْلها ، كسَوْطٍ وسِيَاطٍ. قال : ودُخُوله في الأَرْضِ أَنَّه يُوَارِي البَعِيرَ ورَاكِبَه ، ولا يَكُون إِلاّ في سُهُولِ الأَرْضِ يُنْبِتُ نَبْتاً (٢) حَسَناً.
وقال ابنُ الأَعْرَابِيِّ : شَوَّطَ الرَّجُلُ تَشْوِيطاً ، إِذا طَالَ سَفَرُه.
وقال الكِلابِيُّ : شَوَّطَ القِدْرَ وشَيَّطَها ، إِذ أَغْلَاها.
وقال ابنُ عَبّادٍ : شَوَّطَ اللَّحْمَ وشَيَّطَه : أَنْضَجَه ، هكَذا نَقَلَه عَنْه الصّاغَانِيُّ ، وسَيَأْتِي أَنَّ تَشْيِيطَ اللَّحْمِ وتَشْوِيطَه ، هو : أَنْ يُدَخِّنَه ولا يُنْضِجَه.
وشَوَّطَ الصَّقِيعُ النَّبْتَ : أَحْرَقَه ، وكَذلِكَ الدَّوَاءُ تَذُرُّه على الجُرْحِ.
وتَشَوَّطَ الفَرَسَ ، إِذا أَدامَ طَرْدَه إِلى أَنْ أَعْيَا (٣) ولَغَبَ.
وشوط : ع ، ببِلادِ طَيِّىءٍ ظاهِرُه أَنَّه بالفَتْحِ ، وقال الصّاغَانِيُّ في كِتَابَيْه : إِنَّه بالضَّمِّ ، وأَنْشَدَ لامْرِىءِ القَيْسِ :
فَهَلْ أَنَا مَاشٍ بينَ شُوطَ وحَيَّةٍ |
|
وهَلْ أَنَا لاقٍ حَيَّ قَيْسِ بنِ شَمَّرَا |
ويُرْوَى : «بَيْنَ (٤) شَحْطَ وحَيّةٍ» وقد تَقَدَّمَ.
وشَوْطَانُ ، كسَكْرَانَ : ع ، قال كُثَيِّرٌ :
وفي رَسْمِ دِارٍ بَيْن شَوْطانَ قَدْ خَلَتْ |
|
ومَرَّ لها عَامَانِ عَيْنُك تَدْمَعُ |
وقال أَبُو سَهْمٍ الهُذَلِيّ :
بَذَلْتُ لهم بذِي شَوْطَانَ شَدِّي |
|
غَداتَئِذٍ ولم أَبْذُلْ قِتَالِي |
* ومّما يُسْتَدْرَك عليه :
وقد يُسْتَعْمَلُ الشَّوْطُ في الرِّيحِ ، نَقَلَه اللَّيْثُ ، وأَنْشَدَ :
ونازِح مُعْتَكِر الأَشْوَاطِ
يَعْنِي الرِّيحَ.
__________________
(١) لم أجده في الأساس في شوط وبرح وأدى وشيط.
(٢) عن معجم البلدان «شوط» وبالأصل «نباتاً».
(٣) بهامش المطبوعة المصرية : «هنا في نسخة المتن زيادة نصها : وشاطٌ : حصن بالأندلس. وسيأتي في المستدركات».
(٤) بالأصل «من» والمثبت عن مادة «شحط».