مكتوبٌ في سائِرِ الأُصُولِ بِالحُمرَةِ ، على أَنَّه مُسْتَدْرَكٌ على الجَوْهَرِيِّ ، وليس كذلِك ، فإِنَّ الجَوْهَرِيَّ ذَكَرَ في آخِرِ تَرْكِيبِ «شحط» ما نَصُّه : والشُّمْحُوط : الطَّوِيلُ ، والمِيمُ زائِدَةٌ. وأَمَّا الصّاغَانِيُّ فإِنَّهُ ذَكَره في المَحَلَّيْنِ ، ونَبَّه على زِيَادَة المِيمِ عن بعضٍ ، فالصَّوَابُ إِذَنْ كِتَابَتُه بالسوَادِ ، فتأَمَّلْ.
[شمرط] : * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه :
في العُبَابِ : شَمْرَطَ الشَّعْرُ : قَلَّ وخَفَّ ، أَهْمَلَهُ الجَمَاعَة ، ونَقَلَه ابن القَطَّاع.
[شمشط] : شَمْشَاطٌ كخَزْعَالٍ (١) ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ وصاحِبُ اللِّسَانِ ، وقال ياقَوت والصّاغَانِيُّ : هو : د ، من بِلادِ رَبِيعَةَ قَرِيبٌ من دِيَار بَكْرٍ ، ويُقَال : هوو «قاليِ قَلَا» من الحَدِّ الرّابعِ من حُدُودِ إِرْمِينِيَةَ ، وضَبَطَه الحَافِظُ في التَّبْصِير بكَسْرِ الأَوّل قال : ومنه أَبُو الربِيعِ مُحَمَّدُ بنُ زِيَادٍ الشَّمْشَاطِيُّ المُحَدِّثُ رَوَى عنه منْصُورُ بنُ عَمّارٍ ، وطائفةٌ من أَهْلِ شَمْشَاطٍ.
[شمط] : الشَّمَطُ ، مُحَرَّكَةً : بيَاض شَعرِ الرَّأْسِ يُخَالِطُ سَوَادَه ، كذا في الصّحاحِ ، وفي المُحْكَمِ : الشَّمَطُ في الشَّعرِ : اخْتِلافُه بلَوْنَيْنِ من سَوَادٍ وبَياضٍ.
شَمِطَ الرَّجلُ كفَرِحَ يَشْمَطُ شَمَطاً وأَشْمَطَ ، كأَكْرَمَ ، واشْمَطَّ اشْمِطَاطاً ، قال الأَغْلَبُ العِجْلِيُّ :
قد عَرفَتْنِي سَرْحَتِي وأَطَّتِ |
|
وقد شَمِطْتُ بَعْدَها واشْمَطَّتِ |
وتَقَدَّمَ في «أَ ط ط» أَنَّ الرَّجَزَ للرّاهِبِ المُحَارِبيِّ. وقال المُتَنَخِّلُ الهُذَلِيُّ :
وما أَنْتَ الغَدَاةَ وذِكْرُ سَلْمَى |
|
وأَمْسَى الرَّأْسُ مِنْكَ إِلى اشْمِطاطِ (٢) |
واشْمَاطَّ (٣) ، كاطْمَأَنَّ اشْمِئْطاطاً.
فهو أَشْمَطُ ، من قَوْم شُمْطٍ ، وشُمْطانٍ ، بضَمِّهما ، مثلُ : أَسْوَدَ وسُودٍ وسُودَانٍ ، وأَعْوَرَ وعُورٍ وعُورَانٍ.
قال الجَوْهَرِيُّ : والمَرْأَةُ شَمْطَاءُ.
قلتُ : ومنه قولُ عَمْرِو بنِ كُلْثُومٍ.
ولا شَمْطاءُ لم يَتْرُكْ شَقَاهَا |
|
لَهَا من تِسْعَةٍ إِلاّ جَنِينَا (٤) |
وقال اللَّيْثُ : الشَّمَطُ في الرَّجُلِ : شَيْبُ اللَّحْيَةِ ، وفي المَرْأَةِ شَيْب الرَّأْسِ ، لا يقَالُ للمَرْأَةِ : شَيْباءُ ، ولكِن شَمْطاءُ.
وشَمَطَه ، أَي الشَّيْءَ يَشْمِطُه شَمْطاً ، من حَدِّ ضَرَب : خَلَطَه ، كأَشْمَطَه ، وهذِه عن أَبِي زَيْدٍ قال : ومن كَلَامِهِم : أَشْمِطْ عَمَلَك بصَدَقَة ، أَي اخْلِطْهُ ، فهو شَمِيطٌ ومَشْمُوطٌ ، وكُلُّ لَوْنَيْن اخْتَلَطا فَهُما شَمِيطٌ. وكان أَبُو عَمْرِو بنُ العَلاءِ يَقُول لأَصْحابِه : «اشْمِطُوا» ، أَي خُذُوا مَرّةً في قُرآنٍ ، وَمَرَّةً في حَدِيثٍ ومَرَّةً في غَرِيبٍ ، ومَرَّةً في شِعْرٍ ، ومَرَّةً في لُغَةٍ ، أَي خُوضُوا ، وهو مَجَازٌ.
وشَمَطَ الإِنَاءَ : مَلأَه ، وكذلِك شَحَطَهُ ، عن أَبِي عَمْرٍو.
ومن المَجَازِ : شَمَطَت النَّخْلَةُ إِذا انْتَثَرَ بُسْرُهَا ، عن أَبي عَمْرٍو ، قال : وكذلِك الشَّجَرُ ، إِذا انْتَثَرَ وَرَقُه ، يَشْمِطُ.
ومن المَجَازِ : طَلَعَ الشَّمِيطُ ، أَي الصُّبْحُ ، لاخْتِلَاطِ لَوْنَيْه من الظُّلْمة والبَيَاضِ. وقيل : لاخْتِلاطِ بَيَاضِ النَّهَارِ بسَوَادِ اللَّيْلِ. وفي الصّحاح : لِاخْتِلاطِ بَيَاضِه ببَاقِي ظُلْمَةِ اللَّيْلِ.قالَ الكُمَيْتُ :
وأَطْلَعَ منه اللِّيَاحَ الشَّمِيطَ |
|
خُدُودٌ كما سُلَّتِ الأَنْصُلُ |
وقال البَعِيث :
وأَعْجَلَها عن حَاجَةٍ لَمْ تَفُهْ بِهَا |
|
شَمِيطٌ يُتَلِّي (٥) آخِرَ اللّيْلِ سَاطِعُ |
ومن المَجَازِ : الشَّمِيطُ : الوُلْدُ نِصْفُهُمْ ذُكُورٌ ونِصْفُهُمْ إِناثٌ. كَذا في اللِّسَانِ.
__________________
(١) قيدها ياقوت بكسر أوله وسكون ثانيه وشين مثل الأولى وآخره طاء مهملة.
(٢) ديوان الهذليين ٢ / ١٩ وفيه وأضحى بدل وأمسى.
(٣) كذا بالأصل ، والذي في القاموس : واشْماطّ واشْمأَطّ كاطّمَأَنّ».
(٤) معلقته ، شرح المعلقات العشر ص ٩٨ وبالأصل لم ينزل والمثبت عن المعلقة.
(٥) عن الأساس وبالأصل «تبكي».