أَي جَاوَزَتْ مَزَار العَاشِقِين ، فعَدَّاه حَمْلاً على مَعْنَى جَاوَزَتْ ،وفي الصّحاح : وفي حَدِيث تَمِيمٍ الدّارِيِّ «إِنّك لشَاطِّي» أَي جائرٌ عليَّ في الحُكْمِ. قلتُ : ونَصُّ الحَدِيثِ : أَنَّ رَجُلاً كَلَّمَه في كَثْرةِ العِبَادَةِ فقال : «أَرأَيْتَ إِنْ كنتُ أَنا مُؤْمِناً ضَعِيفاً وأَنتَ مُؤْمِنٌ قَوِيٌّ أَإِنَّكَ (١) لَشَاطِّي حَتّى أَحْمِلَ قُوَّتَك على ضَعْفِي فلا أَسْتَطِيعَ فأَنْبَتَّ» قال أَبُو عُبَيْدٍ :هو من الشَّطَطِ ، وهو الجَوْرُ في الحُكْمِ ، يَقُول : إِذا كَلَّفْتَنِي مثلَ عَمَلِك وأَنْتَ قَوِيٌّ وأَنا ضَعِيفٌ فهو جَوْرٌ منكَ عليَّ.
قال الأَزْهَرِيُّ : جَعَلَ قولَه : شاطِّي بمَعْنَى ظالِمِي ، وهو مُتَعَدٍّ.
وقال أَبُو زَيْدٍ ، وأَبو مالِكٍ : شَطَّ فُلَاناً يَشُطُّه شَطًّا وشُطُوطاً ، إِذا شَقَّ عَلَيْهِ وظَلَمَهُ ، قال الأَزْهَرِيُّ : أَراد تَمِيمٌ بقوله : «شَاطِّي» هذا المَعْنَى الَّذِي قالَهُ أَبو زَيْدٍ.
والشَّطُّ : شاطِئ النَّهرِ وجَانِبُه ، وقال أَبُو حَنِيفَةَ : شَطُّ الوَادِي : سَنَدُه الَّذِي يَلِي بَطْنَهُ.
ج : شُطُوطٌ ، وشُطّانٌ ، بضَمِّهِمَا ، وأَنْشَدَ اللَّيْثُ :
رَكُوبُ البَحْرِ شَطًّا بَعْدَ شَطِّ
وقالَ غَيْرُهُ :
وتَصَوَّحَ الوَسْمِيُّ من شُطَّانِه |
|
بَقْلٌ بظَاهِرِه وبَقْلُ مِتَانِهِ |
ويُرْوى : «مِنْ شُطْآنِه» جمعُ شاطِئٍ.
ومِنَ المَجَازِ : الشَّطُّ : جَانِبُ السَّنَامِ وشِقُّه أَو نِصْفُه ، ولكُلِّ سَنَامٍ شَطَّانٍ ، وقال أَبُو النَّجْمِ :
عُلِّقْتُ خَوْداً من بَنَاتِ الزُّطِّ |
|
ذاتَ جَهَازٍ مِضْغَطٍ مِلَطِّ |
كأَنَّ تَحْتَ دِرْعِهَا المُنْعَطِّ |
|
شَطًّا رَمَيْتَ فَوْقَه بِشَطِّ |
لم يَنْزُ في الرَّفْعِ ولَمْ يَنْحَطِّ
ج شُطُوطُ ، بالضَّمّ.
والشَّطُّ : ة ، باليَمَامَةِ ، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ.
وشَطُّ عُثْمَانَ : ع بالبَصْرَةِ ، يُضَافُ إِلى عُثْمَانَ بنِ أَبِي العَاصِ الثَّقَفِيِّ الصَّحَابِيِّ رَضِيَ الله عنه ، كما في العُبَابِ ، وراجَعْتُ في مَعَاجِم الصَّحابَةِ فوَجَدْتُ مَن اسْمُه عُثْمَانُ مِن بَنِي ثَقِيفٍ رَجُلَيْن : عُثْمَان بن عامِرِ بنِ مُعْتب الثَّقَفِيُّ ، ذكره السُّهَيْلِيُّ ، وعُثْمَان بن عُثْمَانَ الثَّقَفِيّ نَزِيل حِمْصَ ، ولم أَجِدْ عُثْمَانَ بنَ أَبِي العاصِ هذا ، فليُنْظَر (٢).
والشَّطَاط ، كسَحَابٍ ، وكِتَابٍ. الطُّولُ وحُسْنُ القَوَامِ ، قال الهُذَلِيُّ :
لَهَوْتُ بِهِنَّ إِذْ مَلْقِي مَلِيحٌ |
|
وإِذْ أَنا في المَخِيلَةِ والشَّطَاطِ (٣) |
أَو اعْتِدَالُهُ ، عن ابْنِ دُرَيْدٍ ، يُقَال : جارِيَةٌ شَطَّةٌ وشاطَّةٌ بَيِّنَةُ الشَّطَاطِ والشِّطَاطِ.
والشَّطَاطُ ، بالفَتْحِ : البُعْد ، كالشِّطَّةِ ، بالكَسْرِ ، ومِنْهُ الحَدِيثُ : «اللهُمَّ إِنّي أَعُوذُ بِكَ من وَعْثَاءِ (٤) السَّفَرِ ، وكآبَةِ الشِّطَّةِ وسُوءِ المُنْقَلَبِ» أَي بُعْدِ المَسَافَةِ.
والشَّطَاطُ أَيْضاً : كُسَارُ الآجُرِّ. ويُقَالُ : رجلٌ شاطٌّ بَيِّنُ الشَّطَاطِ والشَّطَاطَةِ ، بفَتْحِهِمَا.
والشِّطَاطُ ، بالكَسْرِ ، وهو : البَعِيدُ مَا بَيْنَ الطَّرفَيْن.
وشَطَّطَ تَشْطِيطاً : بالَغَ في الشَّطَطِ ، أَي الجَوْرِ والتَّجاوُز عن الحَدّ ، وقُرِىءَ : وَلَا تُشَطِّطْ (٥) بضَمّ التاءِ وفَتْح الشّين ، وهي قِرَاءَةُ قَتَادَةَ ، وقُرِىء : (وَلا) تُشْطِطْ بضَمِّ التّاءِ وكَسْرِ الطاءِ الُأولَى وقَرَأَ الحَسَنُ البَصْرِيُّ وأَبو رَجاءٍ وأَبو حَيْوَةَ واليَمَانِيُّ وقَتَادَةُ في إِحْدَى رِوَايَتَيْه ، وأَبو إِبراهِيمَ وابنُ أَبِي عَبْلَةَ : ولا تَشْطُط بفَتْحِ التَّاءِ وضمِّ الطّاءِ والُأولَى ، وقرأَ زِرُّ بنُ حُبَيْشٍ : ولا تُشَاطِطْ ومعْنَى الكُلِّ : أَي لا تُبْعِدْ عن الحَقِّ.
__________________
(١) في التهذيب والنهاية واللسان : إنّك.
(٢) في أسد الغابة ٣ / ٣٧٣ عثمان بن أبي العاص بن بشر بن عبد بن دهمان وقيل عبد دهمان بن عبد الله بن همام بن أبان بن سيار بن مالك بن حطيط بن خيثم بن ثقيف الثقفي يكنى أبا عبد الله وفد على النبي صلىاللهعليهوسلم في وفد ثقيف فأسلم واستعمله النبيّ صلىاللهعليهوسلم على الطائف. وانظر معجم البلدان «شطّ».
(٣) البيت للمتنخل في ديوان الهذليين ٢ / ٢٠ قوله ملقي يعني لين كلامي وهو من التملق.
(٤) ويروى : من الضبة في السفر.
(٥) من الآية ٢٢ من سورة ص.