خَالِصَةً ، وكذلِكَ رَوَاهُ الكِسَائيُّ عن حَمْزَةَ «الزِّراط» بالزَّاي ، كما تَقَدَّم في مَوْضِعِه. وما ذَكَرَه من التَّحَامُلِ على الأَصْمَعِيِّ فلا يُلْتَفَت إِليه مع مُوَافَقَتِه لحَمْزَةَ. وأَبِي عَمْرٍو في إِحْدَى رِوَايَتَيِه ، فتأَمَّل.
والسّرطْرَاطُ ، بكَسْرَتَيْن ، وبِفَتْحَتَيْن ، كلِاهُمَا عن اللَّيْثِ ، واقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ على الأَوَّل وكزُبَيْرِ ، هكَذَا في الأُصُولِ ، والصَّواب : كقُبَّيْط : الفالُوذَجُ (١) ، شامِيّةٌ ، أَو الخَبِيصُ ، وقد تَقَدَّم التَّعْرِيفُ به. قال الأَزْهَرِيُّ : أَمّا السِّرِطْراطُ بالكَسْرِ ، فهي لُغَةٌ جَيِّدةٌ لها نَظائِرُ ، مثل جِلِبْلابٍ وسِجِلاّطٍ. وأَمّا [سَرَطْرَاط] بالفَتْحِ ، فلا أَعْرِفُ له نَظِيراً. وهو فعلْعالٌ من السَّرْطِ الَّذِي هو البَلْعُ. وقيل للفالُوذَج (٢) : سِرِطْرَاطٌ ، فكُرِّرت فيه الرّاءُ والطّاءُ تَبْلِيغاً في وَصْفِه ، واسْتِلْذَاذَ آكِلِه إِيَّاه إِذا سَرِطَه وأَساغَه في حَلْقِه.
وقال ابنُ دُرَيْدٍ : السُّرَيْطَاءُ ، كالرُّتَيْلاءِ : حَسَاءٌ كالحَرِيرَةِ ونَحْوِها ، هكَذا هُوَ في النَّسَخِ الحَرِيرَةِ بالحاءِ المهملة والراءِ ، والصِّوابُ : الخَزِيرَة ، كما هو نصّ الجَمْهرة (٣). وفي اللِّسَان : هي السُّرَّيْطَى ، أَي كسُمَّيْهَى : شِبْهُ الخَزِيرَةِ.
ورَجُلٌ سُرَطَةٌ ، كهُمَزَةٍ : سَرِيعُ الاسْتِراطِ ، نَقَلَه ابنُ عَبَّادٍ.
* ومّما يُستدرك عليه :
السِّرْوَطُ ، كدِرْهَمٍ : الذِي يَسْتَرِط كُلَّ شَيْءٍ يَبْتَلعُه.
ورجُلٌ مِسْرَطٌ وسَرّاطٌ كمِنْبَرٍ وكَتّانٍ ، أَي سَرِيعُ الأَكْل ، وكذلِكَ سَرَطْرَطٌ ، كحَزَنْبَلٍ ، وهذِه عن ابْنِ عَبّادٍ.
والسَّرَطَانُ ، مُحَرَّكةً : البَلِيغُ المُتَكَلِّمُ.
ويُقَال : السَّرَطانُ : هو داءُ الفِيلِ.
ومن المَجَازِ : هُوَ فِي دِينِه على سِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ.
[سرقسط] : سَرَقُسْطَةُ ، بفتحِ السِّينِ والرّاءِ وضَمّ القافِ ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ وصاحِبُ اللِّسَانِ ، وقال الصّاغانِيُّ : د ، بالأَنْدَلُسِ تَتَّصِلُ أَعمالُهَا بأَعْمَال تُطِيلَةَ (٤) ، كما في العُبَابِ.
وقال شَيْخُنَا : وهي من أَعْجَبِ بِلادِ الأَنْدَلُسِ وأَكْبَرِهَا وأَكْثَرِهَا فَوَاكِهَ ، ولها أَعمالٌ كثيرَةٌ : مُدُنٌ وقُرًى وحُصُونٌ مسافةَ أَرْبَعِينَ مِيلاً ، ولا يَدْخُلُها عقربٌ ولا حيَّةٌ إِلاَّ ماتَتْ ، ولا يُسَوِّسُ فِيها شيءٌ من الطَّعَامِ والأَخْشَابِ والثِّيَابَ ، نَقَل ذلِكَ الشّهَابُ المَقَّرِيُّ في نَفْحِ الطِّيبِ. وقد خَرَجَ منها أَعْلامٌ كالسَّرَقُسْطِيِّ صاحِبِ الأَفْعَالِ. وغيرُ واحِدٍ ، وأَبو الطّاهِرِ مُحَمَّدُ بنُ يُوسُفَ السَّرَقُسْطِيُّ صاحِبُ المَقَامَات التَّمِيمِيَّةِ اللُّزُومِيّة ، وهي خَمْسُون مَقَامَةً.
وسَرَقُسْطَةُ أَيضاً : د ، بنَواحِي خُوارَزْمَ ، عن العِمْرَانيّ الخُوارَزْمِيِّ ، كما في العُبَابِ. قلتُ : ولعَلَّ هذا الأَخِيرَ سَراي قُسْطَة بإِضافَةِ السَّراي إِلى قسْطَةُ. وقُسْطَةُ : اسمُ رَجُلٍ نُسِبَ إِليه السَّرَايُ ، فتَأَمَّلْ.
[سرمط] : تَسَرْمَطَ الشَّعرُ : قَلَّ وخَفَّ ، عن ابْنِ دُرَيْدٍ.
والسَّرَوْمَطُ ، كصَنَوْبَرٍ : الجَمَلُ الطَّوِيلُ ، عن اللَّيْث ، وأَنْشَدَ :
أَعْيَسَ سامٍ سَرْطَم سَرَوْمَط
كالسَّرْمَطِ والسُّرَامِطِ ، كجَعْفَرٍ وعُلابِطٍ والمُسَرْمَطِ ، كمُدَحْرَجٍ ، والسَّرْمَطِيطِ ، كلُّ ذلِكَ عن ابْنِ دُرَيْدٍ ، ويروَى :
بِكُلّ سَامٍ سَرْمَطٍ سَرَوْمَطِ
وقيل : السَّرَوْمَطُ وما بعدَه كلُّه : الطّوِيلُ من كُلِّ شيْءٍ.
وقال الجَوْهَرِيُّ : السَّرَوْمَطُ : الطويلُ من الإِبِل وغَيْرِهَا ، وأَنْشَدَ لِلَبِيدٍ يَصِف زِقَّ خَمْرٍ اشْتُرِيَ جُزَافاً :
بمُجْتَزَفٍ (٥) جَوْنٍ كأَنَّ خِفَاءَه |
|
قَرَا حَبَشِيٍّ بالسَّرَوْمَطِ مُحْقَبِ |
وقِيلَ : السَّرَوْمَطُ في البَيْتِ : جِلْدُ ضَائِنَةٍ يُجْعَلُ فيه زِقُّ الخَمْرِ ، وقِيلَ : هي جِلدُ ظَبْيَةٍ لُفَّ فيه زِقُّ الخَمْرِ. وفي المُحْكَمِ : وِعَاءٌ يكونُ فيه زِقُّ الخَمْرِ ونَحوُه.
وقيل : كُلُّ خِفَاءٍ يُلَفُّ فيه شَيْءٌ فهو سَرَوْمَطٌ له.
* وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه :
السَّرَوْمَطُ : اسم جَبَلٍ ، وبه فُسّر بيتُ لَبِيد.
__________________
(١) في القاموس : «الفالوذ» والأصل كالتهذيب عن الليث.
(٢) الذي في التهذيب هنا : وقيل للفالوذ.
(٣) الذي في الجمهرة ٢ / ٣٣٠ «الحريرة» كالأصل وعلى هامشها عن نسخة أخرى «الخزيرة».
(٤) عن معجم البلدان وبالأصل «قطيلة».
(٥) اللسان : ومجتزف.