عليه. وتَسَخَّط الرَّجلُ تَغَضَّب ويُقَال : البِرُّ مَرْضَاةٌ للرَّبِّ ، مَسْخَطَةٌ للشَّيْطَان.
والله يَسْخَطُ لَكُم كذا ، أَي يَمْنَعُكُم مِنْه ويُعَاقِبُكُم عَلَيْه ، أَو يرجع إِلى إِرادَةِ العُقُوبة عليه.
والمَسْخُوط : المَمْسُوخُ ، والقَصِيرُ ، عامِّيّةٌ.
والمَسَاخِطُ : جمعُ مَسْخَطٍ ، وهو : ما يَحْمِلُكَ على السُّخْطِ.
وسَيْفُ الدِّينِ سَخْطَةُ بنُ فارِسِ الدِّين عِزِّ العَرَبِ ابنِ الأَمِيرِ ثَعْلَبٍ الجَمِيلِيّ ، قُتِلَ بمِصْرَ سنة ٦٥٢.
[سربط] : المُسَرْبَطَةُ مِن البِطِّيخِ ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ وصاحِبُ اللِّسَانِ ، وأَوْرَدَه الصّاغَانِيُّ في العُبَابِ نَقْلاً عن ابْنِ عَبّادٍ. قال : هي الدَّقِيقَةُ الطَّوِيلَةُ وقد سُرْبِطَتْ ، بالضَّمِّ ، طُولاً ، قلتُ : والحَرْفُ مَنْحُوتٌ مِن : «سَبَط ورَبَط ، أَوْ من : سَرَبَ ورَبَطَ ، أَوْ من : سَرَطَ وسَرَبَ. فتأَمَّل.
[سرط] : سَرَطَهُ ، كنَصَرَ ، وفَرِحَ الأَخِيرَةُ هي الفُصْحَى المَشْهُورةُ ، والأُولَى نَقَلَها الصّاغَانِيُّ ، وأَنْكَرَها غيرُه سَرَطاً ، وسَرَطَاناً ، محرّكَتَيْن ، أَي بَلِعَهُ ، وقيل : ابْتَلَعَهُ من الصّحاح ، وفي الأَساس : قَلِيلاً قَليلاً ، كاسْتَرَطَهُ ، وكذلك زَرَدَهُ وازْدَرَدَهُ ، قال رؤبة :
مَضْغِي رُؤُوسَ النّاسِ واسْتِرَاطِي
وفي المَثَل : «لا تَكُنْ حُلْواً فتُسْتَرَطَ ، ولا مُرّاً فتُعْقَى» من قَوْلِهِم : أَعْقَيْتُ الشَّيْءَ ، إِذا أَزَلْتَه مِنْ فِيكَ لمَرَارَتِه ، كما يُقَال : أَشْكَيْتُ الرَّجُلَ ، إِذا أَزَلْتَه عَمَّا يَشْكُوه ، كما في الصّحاحِ. ويُرْوَى فتُعْقِيَ ، بكسرِ القافِ من أَعْقَى الشَّيءُ : إِذا اشْتَدَّت مَرارَتُهُ ، كأَنَّهُ صارَ بحَيْثُ يُعْقَى ، أَي يُكْرَه.
يُضْرَبُ في الأَمْرِ بالتَّوَسُّطِ ، كما في العُبَابِ. قلتُ : وهو مِثْلُ قَوْلِ القائِلِ :
لا تَكُنْ سُكَّراً فيأكُلَكَ النَّا |
|
سُ ولا حَنْظَلاً تُذَاقُ فتُرْمَى |
وكذلِكَ تَسَرَّطَهُ. وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيُّ :
كأَنَّهَا لَحْمِيَ من تَسَرُّطِهْ |
|
إِيّاه في المَكْرَهِ أَو في مَنْشَطِهْ |
وعَبْطِه عِرْضِي أَوَانَ مَعْبَطِه |
|
عَبِيثَةٌ مِن سَمْنِهِ وأَقِطِهْ |
وقال إِبْرَاهِيمُ بنُ هَرْمَةَ :
يَدْعُو عَلَيّ ولو هَلَكْتُ تَركْتُه |
|
جَزرَ العَدُوِّ وأَكْلَة المُتَسَرِّطِ |
وانْسَرَطَ الشَّيْءُ في حَلْقِهِ : سَارَ فيهِ سَيْراً سَهْلاً.
والمَسْرَطُ ، كمَقْعَد ، ومِنْبَرٍ : البُلْعُومُ ، والصّادُ لُغَةٌ فيه ، وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيُّ :
كأَنَّ غُصْنَ سَلَمٍ أَو عُرْفُطِه |
|
مُعْتَرِضاً بشَوْكِهِ في مَسْرَطِهْ |
والسِّرْوَاطُ ، بالكَسْرِ : الأَكُولُ ، عن السِّيرَافِيِّ ، كالسِّرْطِمِ ، بالكَسْرِ أَيضاً. والسُّرَاطِيِّ ، بالضَّمِّ ، وهو الّذِي يَسْتَرط كُلَّ شَيْءٍ يَبْتَلِعُه ، وقال اللِّحْيَانِيُّ : رجُلٌ سِرْطِمٌ وسَرْطَمٌ : يَبتلِع كُلَّ شَيْءٍ ، وهو مِنَ الاسْتِراط. وجَعَلَ ابنُ جِنّي سرْطماً ثُلاثيّا ، أَي والمِيمُ زائِدَة.
ومن المَجَازِ : فَرَسٌ سُرَاطِيُّ الجَرْيِ ، أَي شَدِيدُهُ ، كأَنَّهُ يَسْتَرِطُ الجَرْيَ ، أَي يَلْتَهِمُه. وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : كأَنَّه يَسْرُطُ الجَرْيَ سَرْطاً.
ومن المَجَازِ أَيْضاً : سَيْفٌ سُرَاطِيٌّ وسُرَاطٌ ، بضَمِّهما ، أَي قَطّاعٌ يَمُرُّ في الضَّرِيبَةِ كأَنَّه يَسْتَرِطُ كلَّ شيْءٍ يَلْتَهِمُه ، جاءَ على لَفْظِ النَّسَبِ ، وليس بنَسَبٍ ، كأَحْمَرَ وأَحْمَرِيّ ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ للمُتَنَخِّلِ الهُذَليّ :
كلَوْنِ المِلْحِ ضَرْبَتُه هَبِيرٌ |
|
يُتِرُّ العَظْمَ سَقّاطٌ سُرَاطِي |
وخَفَّف ياءَ النِّسْبَةِ من سُرَاطِيّ لمكانِ القَافِيَةِ. وفي العُبَاب : وقال ابنُ حَبِيب : أَراد : سُرَاطِيٌّ يَسْتَرِطُ كُلَّ شيْءٍ ويَذْهَبُ سَرِيعاً في اللَّحْمِ.
والسِّرْطِمُ ، بالكَسْر : المتكلِّمُ البَلِيغُ ، وهو من الاسْتِراطِ ، والمِيمُ زائِدَةٌ.
وفي المَثَل : «الأَخْذُ سُرَّيْطَى والقَضاءُ ضُرَّيْطَى» نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ ، مَضْمُومَتَيْن مُشَدَّدَتَيْنِ ولو قَال : كسُمَّيْهَى فِيهما ، كان أَحْسَنَ ، وهو مَجازٌ ويُقَالُ سُرَّيْطٌ وضُرَّيْطٌ ، كقُبَّيْطٍ