قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    تاج العروس [ ج ١٠ ]

    202/500
    *

    بَقَطَ الرَّجُلُ مَتَاعَهُ ، إِذا جَمَعَهُ وحَزَمَهُ لِيَرْتَحِلَ ، وهكَذَا نَقَلَه الصّاغَانيُّ في العُبَابِ.

    قلت : وهو مع قولِ ابنِ الأَعْرَابِيِّ : البَقْطُ : التَّفْرِقَة ـ كما يأْتي ـ يَصْلُحُ أَنْ يكُونَ ضِدّاً ولم يُنَبِّهوا على ذلِكَ.

    وقال شَمِرٌ : سَمِعْتُ أَبا مُحَمَّدٍ يَرْوِي عن ابن المُظَفَّرِ أَنَّه قال : البَقْط : أَنْ تَعْطِيَ الرَّجُلَ البُسْتَانَ على الثُّلُثِ أَو الرُّبُعِ ، وبه فُسِّرَ حَدِيثُ سَعِيدِ بنِ المُسيِّبِ : «لا يصْلُح بَقْطُ الجِنَانِ».

    وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ : القَبْطُ ، الجَمْعُ ، والبَقْطُ : التَّفْرِقَةُ ، وسَيَأْتِي أَيْضاً عن ابنِ دُرَيْدٍ القَبْطُ : جَمْعُ الشَيْ‌ءِ بيَدِكَ ، فإِن صَحَّ ما نَقَلَه الصّاغَانِيُّ عنه سابِقاً فهو ضِدٌّ.

    وفي الصّحاحِ (١) : بَقَطَ الرَّجُلُ متاعَه ، إِذا فرَّقَه.

    وقال أَبو مُعَاذٍ النَّحْوِيّ : البَقَطُ ، بالتَّحْرِيكِ : ما سَقَطَ من الثَّمَرِ إِذا قُطِعَ فأَخْطَأَهُ المِخْلَبُ وفي العُبابِ : يُخْطِئُه المِخْلَب ، والمِخْلَبُ : المِنْجَل بلا أَسْنَانٍ : والبَقَطُ (٢) : الفِرْقَةُ من النّاسِ وقِيلَ : القِطْعَةُ من الشَّيْ‌ءِ. وحكَى ثَعْلَبٌ : إِن في بَنِي تَمِيمٍ بَقَطاً من رَبِيعَةَ ، أَي فِرْقَةً ، أَو قِطْعَةً.

    والبَقْطُ : الجَمَاعَةُ المُتَفَرِّقَةُ ، يُقَال : ذَهَبُوا في الأَرْضِ بَقْطاً بَقْطاً ، أَي مُتَفَرِّقِينَ. وهمْ بَقْطٌ في الأَرْضِ ، أَي : مُتَفَرِّقُون ، وبه فُسِّر أَيضاً قولُ مالِكِ بنِ نُوَيْرَةَ السابِق كالبُقْطَةِ بالضَّمِّ ، وبه فُسِّرَ‌ حدِيثُ عائِشَةَ تَصِفُ أَباها رَضِيَ الله عَنْهُما : «فَوَ الله ما اخْتَلَفُوا في بُقْطَةٍ إِلاّ طارَ أَبِي بحَظِّهَا».

    قال شَمِرٌ : والبُقْطَةُ : البُقْعَة من بِقَاعِ الأَرْضِ يُقَال : أَمْسَيْنَا في بُقْطَةٍ مُعْشِبَةٍ ، أَي في رُقْعَةٍ من كَلَاءٍ ، تَقول : ما اخْتَلَفوا في بُقْعَةٍ من البِقَاع ، ويَقَعُ قولُهَا على البُقْطَةِ من النّاسِ ، وعلى البُقْطَةِ من الأَرْض. والبُقْطَة من النّاس : الفِرْقَةُ. وفي رواية : «في نُقْطَةٍ» بالنُّون ، وسَيَأْتِي في مَوْضِعه.

    والبُقَاطُ ، كغُرَابٍ : قُبْضَةٌ من الأَقِطِ ، عن ابنِ الأَعْرَابيِّ ، كما في العُبَاب ، وعن أَبِي عُبَيْدَةَ ، كما في هامِشِ الصّحاحِ.

    والبُقّاطُ ، كرُمَّانٍ : ثُفْلُ الهَبِيدِ وقِشْرُه ، عن ابْنِ الأَعْرَابِيِّ ، وأَنْشَدَ :

    إِذا لم يَنَلْ مِنْهُنَّ شَيْئاً فقَصْرُه

    لَدى حِفْشِهِ من الهَبِيدِ جَرِيمُ

    تَرَى حَوْلَهُ البُقّاطَ مُلْقًى كأَنَّهُ

    غَرَانِيقُ نَجْلٍ يَعْتَلِينَ جُثُومُ

    يَصِفُ القانصَ وكِلَابَه ومَطْعَمَه من الهَبِيدِ إِذا لم يَنَلْ صَيْداً.

    وقال أَبو عَمْروٍ : بَقَّطَ في الجَبَلِ تَبْقِيطاً ، إِذا صَعَّدَ (٣) فيه ، وكذلِك بَرْقَطَ وتَقَدْقَدَ (٤) ، ومنه‌ حديثُ عليٍّ رضي‌الله‌عنه أَنّه حَمَلَ على عَسْكَرِ المُشْرِكِين فما زَالُوا يُبَقِّطُون» ‌أَي يَتَعادَوْنَ إِلى الجِبَال مُتَفَرِّقِينَ.

    وبَقَّطَ في الكَلَامِ وفي المَشْيِ : أَسْرَعَ فيهما.

    وبَقَّط فلَاناً بالكَلامِ أي بَكَّتَه تَبْكِيتاً.

    وبَقَّطَ الشَّيْ‌ءَ : فَرَّقَه ، وقال اللِّحْيانِيُّ : بَقَّطَ مَتَاعه ، إِذا فَرَّقَه ومنه المَثَلُ : «بَقِّطِيهِ بِطِبِّكِ» أَي فَرِّقِيهِ بِرِفْقِكِ لا يُفْطَنُ له وأَصْلُه أَنَّ رَجُلاً أَتَى عَشِيقَتَه في بَيْتِهَا فأَخَذَهُ بَطْنُهُ ، فأَحْدَثَ وفي اللِّسان : فقَضَى حاجَتَه ، فقَالَتْ لَه : ويْلَك! ما صَنَعْتَ؟ وكَان الرَّجُلُ أَحْمَقَ ، فَقَالَ ذلِكَ لها ، يُضْرَبُ لمَنْ يُؤْمَرُ بإِحْكَامِ العَمَلِ بعِلْمِه ومَعْرِفَته والاحْتِيالِ فيه إِذا عَجزَ عنه غَيْرُه ، مُتَرَفِّقاً.

    وروَى أَبو سَعِيدٍ عن بعض بني سُلَيْمٍ تَبَقَّطَ الخَبَرَ تَبَقُّطاً ، إِذا أَخَذَه شَيْئاً بعد شَيْ‌ءٍ. ورَوَى أَبو تُرابٍ (٥) عن بَعْض بني سُلَيْمٍ : تَذَقَّطَه تَذَقُّطاً ، وتَبَقَّطَه تَبَقُّطاً ، إِذا أَخَذَه قَلِيلاً قَلِيلاً ، وكذلِكَ (٦) تَذَقَّطَه تَذَقُّطاً ، وتَسَقَّطَه تَسَقُّطاً.

    __________________

    (١) يعني النسخة التي أشير إليها في أول المادة.

    (٢) مقتضى سياق القاموس يقتضي أنها معطوفة على ما قبلها فهي محركة ، وضبطت في اللسان بالوجهين بالفتح يعني باسكان القاف ، ومحركة بفتحها. هنا وفيما سيأتي.

    (٣) ضبطت في التكملة «صَعِدَ» والتهذيب واللسان كالقاموس.

    (٤) في التهذيب : وتقذقذ.

    (٥) هو إسحاق بن الفرج المعروف بأبي تراب.

    (٦) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : وكذلك تذقطه تذقطاً فيه تكرار وعبارة اللسان : أبو تراب عن بعض بني سليم : تذقطته تذقطاً وتبقطته تبقطاً إذا أخذته قليلاً قليلاً. أبو سعيد عن بعض بني سليم : تبقطت الخبر وتسقطته وتذقطته إذا أخذته شيئاً بعد شي‌ء ا ه».