وأَخْوَتْ نُجومُ الأَخْذِ إِلاَّ أَنِضَّةً |
|
أَنِضَّةَ مَحْلٍ ليس قَاطِرُهَا يُثْرِي |
أَي ليس يَبُلُّ الثَّرَى. وقالَ الأَسَدِيُّ ، كما فَي الصّحاحِ ، وقِيلَ : هُوَ لأَبِي مُحَمَّدٍ الفَقْعَسِيَّ :
يا جُمْلُ أَسْقَاكِ البُرِيْقُ الوَامِضُ |
|
والدِّيَمُ الغَادِيَةُ النَّضَانِضُ |
في كلِّ عامٍ قَطْرُهُ نَضَائِضُ
ويُرْوَى : في كُلِّ يَوْمٍ ، ورَوَاهُ أَبُو زِيَادٍ الكِلابِيُّ في نَوَادِرِه لأَبِي شِبْلٍ الكِلابِيِّ ، وهو لأَبِي مُحَمَّدٍ ، كما في العُبِابِ.
والنَضِيضَةُ من الرِّيَاح : الرِّيحُ الَّتِي تَنِضُّ بالمَاءِ فيَسِيلُ ، أَوْ هِيَ الضَّعِيفَةُ ، نَقَلَهُ أَبو عُبَيْدٍ.
وقال ابنُ عَبَّادٍ : جاءُوا بأَقْصَى نَضِيضِهِم ، ونَضِيضَتِهِمْ ، أَي جَمَاعَتِهِم ، كما في العُبَابِ.
وإِبِلٌ ، وفي الصّحاحِ : يُقَال : لقد تَرَكَتِ الإِبِلُ الماءَ وهي ذَاتُ نَضِيضَةٍ ، وذاتُ نَضَائِضَ ، أَي ذاتُ عَطَشٍ لَمْ تَرْوَ.
ورَجُلٌ نَضِيضُ اللَّحْمِ : قَلِيلُهُ وكَذلِكَ نَضُّهُ. ونَضْنَاضُهُ ونُضَاضَةُ الماءِ وغَيْرِه ، بالضَّمِّ : بَقِيَّتُهُ وآخِرُه ، جَمعُه : نَضَائِضُ ونُضَاضُ ، وهو مَجَاز. والنُّضَاضَةُ من وَلَدِ الرَّجُلِ : آخِرُهُم ، وهو مجَازٌ. وقالَ أَبو زَيْدٍ : هو نُضَاضَةُ وَلَدِ أَبَوَيْهِ ، لِلمُذَكَّرِ والمُؤَنَّثِ والتَّثْنِيَةِ ، والجَمْع ، مثلُ العِجْزَةِ والكِبْرَةِ.
ونُضَاضُهُمْ ، بالضَّمِّ أَيْضاً : خَالِصُهُم ، وكذلِكَ مُضَاضُهُم ومُصَاصُهُمْ.
وأَمْرٌ نَاضٌّ : مُمْكِنٌ ، وقد نَضَّ يَنِضُّ نَضِيضاً ، إِذا أَمْكَنَ وتَيَسَّرَ.
ومن المجاز : هو يَسْتَنِضٌّ مَعْرُوفاً ، أَي يَسْتَقْطِرُه ، وقيل يَسْتَخْرِجه ، وقيل : يَسْتَنْجِزُه. وقال رُؤْبَةُ يُخَاطِبُ امرأَتَه :
إِن كان خيرٌ مِنْكِ مُسْتَنَضَّا |
|
فاقْنَيْ فَشَرُّ القَوْلِ ما أَمَضَّا |
والاسمُ : النَّضَاضُ ، بالكَسْرِ ، قال :
تَمْتَاحُ دَلْوِي مُطْرَبَ النَّضَاضِ (١) |
|
ولا الجَدَى من مُتْعَبٍ حَبَّاضِ |
وقَوْلُ الرّاجِزِ :
تَسْمعُ للرَّضْفِ بها نَضَائِضَا
النَّضَائِضُ : صَوْتُ الشِّواءِ على الرَّضْفِ. قال ابنُ سِيدَه : وأُراه للوَاحِدِ ، كالخَشَارِم ، ويَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الوَاحِدَةُ نَضِيضَةٌ ، ويُعْنَى بصَوْت الشِّواء أَصْوَتُ الشِّواءِ وإِلَيْه مالَ الجَوْهَرِيُّ.
وحَيَّةٌ نَضْنَاضَةٌ ، ونَضْنَاضٌ : لَا تَسْتَقِرُّ في مَكَانٍ لِشرَّتِهَا ونَشَاطِهَا. أَو هي الَّتِي إِذَا نَهَشَتْ قَتَلَتْ من سَاعَتِهَا ، أَو هي الَّتِي أَخْرَجَت لِسَانَهَا تُنَضْنِضُه ، أَي تُحَرِّكُهُ ، والصّادُ في المَعْنى الأَخِيرِ لُغَةٌ ، قالَ رُؤُبَةُ :
كَمْ جاوَزَتْ من حَيَّةٍ نَضْنَاضِ |
|
وأَسَدٍ في غِيلِهِ قَضْقاضِ |
وقالَ الرّاعِي يَصِفُ صَائِداً في نَامُوسِهِ :
تَبِيتُ الحَيَّةُ النَّضْنَاضُ منهُ |
|
مكَانَ الحِبِّ يَسْتَمِعُ السِّرَارَا (٢) |
قال ابنُ جِنِّي : أَخْبرَنِي أَبو عَليٍّ ، يَرفَعُه إِلى الأَصْمَعِيِّ ، قالَ : حَدَّثَنَا ، وفي الصّحاحِ : قال ، وفي العُبَابِ : زَعَمَ عِيسى بنُ عُمَر ، سَأَلْتُ ذا الرُّمَّةِ عن النَّضْنَاضِ فلم يَزِدْنِي أَنْ حَرَّكَ لِسَانَهُ فِي فِيهِ ، كما في الصّحاحِ ، وفي العُبَابِ : قالَ لذِي الرُّمَّةِ : ما الحَيَّةُ النَّضْنَاضُ؟ فأَخْرَج لِسَانَهُ يُحَرِّكُه في فِيهِ ، وأَوْمَأَ إِليه به. ونَصُّ ابنِ جِنِّي : فأَخْرَجَ لِسَانَه فحَرَّكَه (٣).
وفي اللَّسِانِ : نَضْنَضَ لِسَانَه : حَرَّكَهُ ، الضَّادُ فيه أَصْلٌ وليسَتْ بَدَلاً من صادِ نَضْنَضَه ، كما زَعمَ قومٌ ؛ لأَنَّهُما لَيْستَا أُخْتَيْن فتُبْدلَ إِحْدَاهُما من صاحِبَتِهَا.
وفي الحَدِيثِ عنِ أَبِي
__________________
(١) في ديوانه والتهذيب : «مكره البضاض» والأصل كاللسان.
(٢) ديوانه ص ١٤٩ وتخريجه فيه ، والبيت من قصيدة يمدح سعيد بن عبد الرحمن بن عتاب بن أسيد. وفي الديوان : «يبيت» بدل «تبيت».
(٣) في التهذيب عن الأصمعي قال : أنه سأل أعرابياً عن النضناض فأخرج لسانه وحركه ، ولم يزد على هذا.