أَحْسَاءٌ. ولَيْسَتْ من المَرَضِ وبَابِه في شَيءٍ ، ولكِنَّهَا مَأْخُوذَةٌ من اسْتِراضَةِ الماءِ ، وهُو اسْتِنْقَاعُه فِيها ، والرَّوْضَةُ مَأْخُوذَةٌ مِنْهَا ، وقد نَبَّهَ عَلَيْه الصَّاغَانِيّ أَيْضاً ، وتَقَدَّم للمُصَنِّفِ في «روض» مِثْلُ ذلِكَ وكَأَنَّهُ ذَكَره هُنَا ثانِياً تبَعاً للَّيْثِ.
ومن المَجازِ : تَمَرَّضَ الرَّجُلُ تَمَرُّضاً ، إِذا ضَعُفَ في أَمرِهِ ، فهو مُتَمرِّضٌ.
والمِمْرَاضُ : الرَّجُلُ المِسْقَامُ.
والمُرَاضُ ، كغُرَابٍ : داءٌ للثِّمَار يقَعُ فِيهَا يُهْلِكُهَا ، وقد جَاءَ ذِكْرُهُ في حدِيثِ تَقَاضِي الثِّمار.
والمَرَاضُ ، كسَحَابِ : ع ، أَوْ وَادٍ ، وقد تَقَدَّم قَرِيباً عَن الأَزْهرِيّ أَنَّ حَقَّهُ أَنْ يُذْكَرَ في روض ، وقد ذَكَرَهُ المُصَنِّفُ هُنَا ، وأَعَادهُ ثَانِياً ، فتَأَمَّلُ.
* ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه :
التَّمَارُضُ : أَنْ يُرِيَ مِنْ نَفْسِهِ المَرَضَ ولَيْسَ بِهِ.
وتَمَارَضَ فِي أَمْرِهِ : ضَعُف ، وهو مَجَازٌ.
وأَكَل ما لَمْ يُوَافِقْه فَأَمْرَضَهُ : أَوْقَعَهُ في المرضِ.
وبِهِ مَرْضَةٌ شَدِيدَةٌ.
ومَارَضْتُ رَأْيِي فِيكَ : خَادَعْتُ نَفْسِي ، وهُو مَجاز.
ورَجُلٌ مَمْرُوضٌ : مَرِيضٌ ، ومُتَمَرِّض كذلِكَ.
ومَرَّضَهُ تَمْرِيضاً : دَاوَاهُ لِيزُولَ مَرَضُهُ ، عن سِيبَوَيْه ، وقد تَقدَّمَ.
ويُجْمَعُ المَرِيضُ أَيْضاً على مُرَضَاءَ ، ككَرِيمٍ وكُرمَاءَ.
وأَمْرَضَ القَوْمُ : مَرِضَتْ إِبِلُهُمْ. ونَقَلَ الجَوْهَرِيُّ عَنْ يَعْقُوبَ : أَمْرَضَ الرَّجُلُ : وَقَعَ في مالِهِ العَاهَةُ. انْتَهَى ، وفي الحَدِيثِ : «لا يُورِدُ مُمْرِضٌ على مُصِحٍّ».
المُمْرِضُ : مَنْ لهُ إِبِلٌ مَرْضَى ، فنَهَى أَنْ يَسْقِيَ المُمْرِضُ إِبِلَه مع إِبِلِ المُصِحِّ ، لا لِأَجْل العَدْوَى ولكِنْ لِأَنَّ الصِّحاحَ رُبَّمَا عَرَضَ لَهَا مَرضٌ فوقَعَ في نَفْسِ صاحِبِها أَنَّ ذلِكَ مِنْ قَبِيلِ العَدْوَى فيَفْتِنه ويُشَكِّكُه ، فأَمَرَ باجْتِنَابِه والبُعْدِ عَنْه.
ولَيْلَةٌ مَرِيضَةٌ ، إِذَا تَغَيَّمت السَّمَاءُ فَلا يكُونُ فِيهَا ضَوْءٌ ، وقد تقدَّمَ ، وهو مَجَازٌ.
ورأْيٌ مَرِيضٌ : فِيهِ انْحِرافٌ عن الصَّوَابِ ، وهُوَ مَجَازٌ.
ومَرَّضَ فُلانٌ في حَاجَتِي تَمْرِيضاً ، إِذَا نَقَصَتْ حَرَكَتُه فيها.
وعَيْن مَرِيضَةٌ : فيها فُتُورٌ. وأَعْيُنٌ مَرَاضٌ ومَرْضَى ، وهُوَ مَجَازٌ. وأَرْضٌ مَرِيضَةٌ : قَفْرَةٌ. ويُقَالُ : أَرْضٌ مَرِيضَةٌ ، إِذَا ضَاقَتْ بأَهْلِهَا. وقِيلَ إِذَا كَثُرَ بِهَا الهَرْجُ والفِتَنُ والقَتْلُ (١).
وهو مجَازٌ. قال أَوْسُ بن حَجَرٍ :
تَرَى الأَرْضَ مِنّا بالفَضَاءِ مَريضَةً |
|
مُعَضِّلَةً مِنَّا بِجِيْشٍ عَرَمْرَمِ |
وقال ابْنُ دُرَيْدٍ : امْرأَةٌ مَرِيضَةُ الأَلْحَاظِ ، ومَرِيضَةُ النَّظَرِ ، أَيْ ضَعِيفَةُ النَّظَرِ.
وقال أَبو عَمْرٍو : إِذَا دِيسَ الزَّرْعُ ولَمْ يُذَرَّ بعْدُ فَذلِكَ المِرْضُ ، بالكَسْرِ ، كما في العُبَابِ.
[مضض] : مَضَّهُ الشَّيْءُ يَمُضُّهُ ، بالضَّمِّ ، مَضّاً ومَضِيضاً ، إِذا بَلَغَ مِنْ قَلْبِهِ الحُزْنُ بِهِ نَقَلَهُ ابْنُ دُريْد ، وليس عِنْدهُ : مَضِيضاً ، وإِنَّمَا ذَكَرَه ابنُ سِيده ، كأَمَضَّه. وفي المُحْكَمِ : مَضَّهُ الهَمُّ والحُزْنُ. والقَوْلُ يَمُضُّهُ مَضّاً ومَضِيضاً : أَحْرقَهُ وشَقَّ عَلَيْه. والهَمُّ يَمُضُّ القَلْب ، أَيْ يُحْرِقُهُ. وفي الصّحاح : أَمَضَّنِي الجُرْحُ إِمْضاضاً ، إِذا أَوْجَعَكَ. وفيه لُغَةٌ أُخْرَى : مَضَّنِي الجُرْحُ ولَمْ يَعْرفْهَا الأَصْمِعيُّ. وقال ثَعْلبٌ : يُقَالُ : قد أَمضَّنِي الجُرْحُ. وكان مَنْ مَضَى يَقُول : مَضَّنِي بغَيْرِ أَلِفٍ : انْتَهَى ، ومثْلُهُ في المُحْكَم. وقال أَبُو عُبَيْدَةَ : مَضَّنِي الأَمْرُ ، وأَمَضَّنِي ، وقالَ : أَمَضَّنِي ، كَلَامُ تَمِيمٍ.
ويُقَالُ : أَمَضَّنِي هذَا الأَمْرُ ، ومَضِضْتُ له ، أَيْ بَلَغْتُ مِنْهُ المَشَقَّةَ. قال رُؤْبةُ :
فاقْنَيْ وشَرُّ القَوْلِ ما أَمَضَّا
وقال ابنُ دُرَيْدٍ : كانَ أَبُو عَمْرِو بنُ العَلاءِ يَقُولُ : مَضَّنِي ، كَلامٌ قَديِمٌ قد تُرِكَ ، كأَنَّهُ أَراد قَدْ تَرِكَ واستُعْمِل أَمَضَّنِي.
وقال ابنُ بَرِّيّ : شَاهِدُ مَضَّنِي قَوْلُ جَرِيرِ بنِ حَمْزَةَ (٢) :
يا نْفَسُ صبْراً علَى مَا كَانَ من مَضَضٍ |
|
إِذْ لَمْ أَجِدْ لِفُضُولِ القَوْلِ أَقْرَانَا |
__________________
(١) في الأساس ، ومن المجاز ، كثيرة الفتن والحروب مغتصة بالجيوش.
(٢) بهامش المطبوعة المصرية «قوله : جرير بن حمزة ، الذي في اللسان : حريّ بن ضمرة ا ه».