وهذه لُغَةٌ
دُكَيْن. فقال الأَصْمَعِيّ : الرِّوَايَةُ : وطَنَّ الضِّرْسُ.
وفي اللّسَانِ :
وقال ابْنُ الأَعْرَابِيّ : فَاضَ الرَّجُلُ وفَاظَ ، إِذَا ماتَ وكَذلِكَ فَاظَتْ نَفْسُهُ.
وقال أَبو الحَسَنِ : فَاظَتْ نَفْسُه ، الفِعْلُ للنَّفْسِ. وفَاضَ الرِّجُلُ
يَفِيضُ ، وفَاظَ يَفِيظُ
فَيْظاً وفُيُوظا. وقَال الأَصْمَعِيُّ : سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو يَقُولُ : لا
يُقَالُ : فَاظَتْ نَفْسُه ، ولكِنْ يُقَال : فَاظَ ، إِذَا مَاتَ ، «بالظَّاءِ» ،
ولا يُقَال : فَاضَ ، بالضَّادِ البَتَّةَ. وقَال ابنُ بَرّيّ : الَّذِي
حَكَاهُ ابنُ دُرَيْد عن الأَصْمَعِيّ خِلافُ ما نَسَبَهُ الجَوْهَرِيّ لَهُ.
قَالَ ابنُ دُرَيْد : قال الأَصْمَعِيّ : تَقُولُ العَرَبُ : فَاظَ الرَّجُلُ ،
إِذَا مَاتَ ، فإِذَا قَالُوا : فَاضَتْ نَفْسُه ، قَالُوا بالضَّاد ، وأَنْشَدَ :
ففُقِئَتْ عَيْنٌ وفَاضَتْ نَفْسُ
قالَ : وهذا هو
المَشْهُورُ مِنْ مَذْهَب الأَصْمَعِيِّ حَكَى عن أَبِي عَمْرٍ وَأَنَّهُ لا
يُقَالُ : فَاضَتْ نَفْسُه. ولكِن يُقَال : فَاظَ ، إِذَا مَاتَ. ولا يُقَال
: فَاضَ بالضَّادِ بَتَّةً ، قال : ولا يَلْزَم مِمَّا حَكَاهُ
مِنْ كَلامِه أَنْ يَكُونَ مُعْتَقِداً له. قال : وأَمّا أَبُو عُبَيدَة فقالَ : فَاضَتْ ، بالضَّاد ، لُغَةُ تَمِيمٍ. وقال أَبو حَاتِمٍ : سَمِعْتُ
أَبَا زَيْدٍ يَقُول : بَنُو ضَبَّةَ وَحْدَهُم يَقُولُون : فَاضَتْ نَفْسُهُ ، وكَذلِكَ المَازِنِيّ عن أَبِي زَيْدٍ قال :
كُلُّ العَرَبِ تَقُولُ : فَاظَتْ نَفْسُه إِلاَّ بَنِي ضَبَّةَ فإِنَّهُمْ
يَقُولُون : فَاضَتْ نَفْسُه ، بالضَّاد.
وفَاضَ الخَبَرُ يَفِيضُ فَيْضا : شاعَ. وفَاضَ الشَّيْءُ فَيْضاً : كَثُرَ ، ومنه الحَدِيثُ : «ويَفِيضُ اللِّئَامُ
فَيْضاً» أَشارَ إِلَيْه
الجَوْهَرِيُّ. وهو مَجَازٌ.
وفَيّاضٌ ، ككَتَّانٍ : فَرَسٌ لِبَنِي جَعُدٍ. وفي العُبَابِ والتَّكْمِلَةِ : لِبَنِي جَعْدَةَ. وفي
اللّسَان : منْ سَوَابِقِ خَيْلِ العَرَبِ. وأَنْشَدَ لِلنَّابِغَةِ الجَعْدِيّ ،
رَضِيَ الله عَنْه :
وعَنَاجِيجُ
جِيَادٌ نُجُبٌ
|
|
نَجْلُ فَيَّاضٍ ومِنْ آلِ سَبَلْ
|
ومِثْلُه في
العُبَاب.
وأَبُو عُبَيْدَةَ
شَاذُّ بنُ
فَيَّاضٍ اليَشْكُرِيُّ
البَصْرِيُّ ، مُحَدِّثٌ ، واسمُهُ هِلَالٌ ، وشَاذٌّ لَقَبهُ.
واشْتَرَى
طَلْحَةُ بنُ عُبَيْدِ الله التَّيْمِيّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، بِئْراً في غَزْوَة ذِي قَرَدٍ
فَتَصَدَّقَ بها ، ونَحَرَ جَزُوراً فأَطْعَمَهَا النَّاسَ ، فقَالَ
لهُ رَسُولُ الله صَلى الله عليه وسلّم : «يا طَلْحَةُ
أَنْتَ الفَيَّاضُ» فَلُقِّبَ بِهِ ، لِسَعَةِ عَطَائِهِ وكَثْرَتِهِ ، وكانَ قَسَمَ في
قَوْمِهِ أَرْبَعَمَائَةِ أَلْفٍ ، وكانَ جَوَاداً.
كَذا في كُتُبِ
السِّيَرِ.
وفي ذِكْرِ الدَّجَّالِ : ثُمَّ يَكُونُ عَلَى إِثْرِ ذلِكَ الفَيْضُ.
قال شَمِرٌ :
سَأَلْتُ البَكْرَاوِيَّ عنه فَقَالَ : الفَيْضُ : المَوْتُ ، هاهُنَا : قَالَ : ولَمْ أَسْمَعْهُ مِنْ غَيْرِه ،
إلاَّ أَنَّه : فاضَتْ نَفْسُه ، أَي لُعَابُه الَّذِي يَجْتَمِعُ على شَفَتَيه
عِنْد خُرُوجِ رُوحِهِ.
والفَيْضُ : نِيلُ مِصْرَ ، قالَهُ الجَوْهَرِيُّ ، ومِثْلُه في العُبَابِ. وفي
التَّكْمِلَةِ : مَوْضِعٌ في نِيلِ مِصْرَ. قال الجَوْهَرِيُّ : وقال الأَصْمَعِيّ : نَهْرُ البَصْرَةِ يُسَمَّى
الفَيْضَ.
وقال غَيْرُهُ : فَيْضُ البَصْرَةِ : نَهْرُهَا ، غَلَبَ ذلِكَ عَلَيْه
لِعِظَمِهِ.
والفَيْضُ : الكَثِيرُ الجَرْيِ من الخَيْلِ ، كالسَّكْبِ. يُقَالُ : فَرَسٌ فَيْضٌ وسَكْبٌ.
والفَيْضُ : فَرَسٌ لبَنِي ضُبَيْعَةَ بنِ نِزارٍ. نَقَلَهُ الصّاغَانِيّ
والفَيْضُ : فَرَسٌ
أُخْرَى لعُتْبَةَ بنِ أَبِي سُفْيَانَ.
يُقَالُ : فَرَّ
عُتْبَةُ يَوْمَ صِفِّينَ ، فقَالَ عبدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَكَم يُعَيِّره بذلِكَ
:
أَأَنْ
أُعْطِيتَ سَابِغَةً وطِرْفاً
|
|
يُسَمَّى الفَيْضَ يَنْهَمِرُ انْهِمَارَا
|
تَرَكْتَ
السادَةَ الأَخْيَارَ لَمَّا
|
|
رَأَيْتَ
الحَرْبَ قَدْ نُتِجَتْ حُوَارَا
|
لَعَمْرُ
أَبِيكَ والأَنباءُ تَنْمِي
|
|
لَقَدْ
أَبْعَدْت يا عُتْبَ الفِرَارَا
|
وقالَ أَبو زَيْدٍ : أَمْرُهُمْ فَيْضِيضَى بَيْنَهُم وفَيْضُوضَى ، ويُمَدَّانِ ، وفَيُوضَى ، بالفَتْحِ ، أَيْ فَوْضَى ، وذلِكَ إِذَا كَانُوا مُخْتَلِطِينَ يَلْبَسُ هذَا
ثَوْبَ هذَا ويَأْكُلُ هذَا طَعَامَ هذَا ، لا يُؤَامِرُ أَحَدٌ مِنْهُمُ صاحِبَهُ
فِيمَا يَفْعَلُ من أَمْرِه. وذَكَرَ اللِّحْيَانِيّ أَيْضاً مِثلَ قَوْلِ
أَبِي زَيْدٍ.
وأَرْضٌ
ذَاتُ فُيُوضٍ ، أَيْ
فِيها مِيَاهٌ
تَفِيضُ ، أَيْ تَسِيلُ
حَتَّى تَعْلُوَ.
وأَفَاضَ الماءَ على نَفْسِهِ : أَفْرَغَهُ. نَقَلَه الجَوْهَرِيّ.
وأَفَاضَ الناسُ مِنْ عَرَفَاتٍ إِلَى مِنًى ، أَيْ
دفَعُوا. كما
__________________