ج عُضُوضٌ ، بالضّمّ ، وأَعْضَاضٌ.
ومنْهُ الرِّوَايَةُ الأُخْرَى «ثمّ تَكُونُ مُلُوكٌ عُضُوضٌ يَشْرَبُون الخَمْرَ ويَلْبَسُون الحَريرَ ، وفي ذلك يُنْصَرُون على مَنْ ناوَأَهُمْ».
وأَنْشَدَ الأَصْمَعيُّ لرُؤْبة :
إِنَّا إِذَا قُدْنَا لقَوْمٍ عَرْضَا |
|
لم نُبْقِ مِن بَغْيِ الأَعَادِي عِضَّا |
وفي الصّحاح والعُبَاب : العِضُّ أَيضاً الشِّرْسُ ، وهو ما صَغُرَ من شَجَرِ الشَّوْكِ ، كالشُّبْرُم ، والحَاجِ ، والشِّبْرِقِ ، واللَّصَفِ ، والعِتْر ، والقَتَادِ الأَصْغَرِ. انْتَهَى. ويُضَمُّ ، عن أَبي حَنيفَةَ ، أَوْ هي الطَّلْحُ ، والعَوْسَجُ ، والسَّلَمُ ، والسَّيَالُ ، والسَّرْحُ ، والعُرْفُطُ ، والسَّمُرُ ، والشَّبَهَانُ ، والكَنَهْبَلُ (١). قال أَبو زَيْدٍ في أَوَّل كِتَاب الكَلَإِ والشَّجَر ما نَصُّهُ : العِضَاهُ ، اسمٌ يَقَعُ على شَجَر منْ شَجَرِ الشَّوْكِ ، له أَسْمَاءٌ مُخْتَلِفَةٌ يَجْمَعُهَا العِضَاهُ ، وَاحِدُها عِضَاهَةٌ. وإِنَّمَا العِضَاهُ ، الخَالِصُ منْهُ ما عَظُم واشْتَدَّ شَوْكُه. ومَا صَغُرَ من شَجَرِ الشَّوْكِ فإِنَّه يُقَال له العِضّ والشِّرْسُ. وإِذا اجتَمَعَتْ جُمُوعُ ذلكَ ، فما (٢) لَهُ شَوْكٌ مِن صغَاره عِضٌّ ، وشِرْسٌ ، ولا يُدْعَيان عِضَاهاً ، فمن العِضَاه السَّمُرُ ، والعُرْفُطُ ، والسَّيَالُ ، والقَرَظُ ، والقَتَادُ الأَعْظَمُ ، والكَنَهْبَلُ ، والعَوْسَجُ ، والسِّدْرُ ، والغَافُ ، والغَرَبُ ، فهذه عِضَاهٌ أَجْمَعُ. ومن عِضَاهِ القِيَاسِ ولَيْسَ بالعِضَاهِ الخَالِص : الشَّوْحَطُ ، والنَّبْعُ ، والشَّرْيانُ ، والسَّرَاءُ ، والنَّشَمُ ، والعُجْرُمُ ، والتَّأْلَبُ ، والغَرَفُ ، فهذه تُدْعَى كُلُّها عِضَاهَ القِيَاسِ ، يَعْنِي القِسِيَّ ولَيْسَتْ بالعِضَاه الخَالِصِ ، ولا بالعِضِّ.
ومن العِضِّ والشِّرْسِ القَتادُ الأَصْغَرُ ، وهي الَّتي ثَمَرَتُهَا نُفَّاخَةٌ كنُفَّاخَةِ العُشَرِ إِذا حُرِّكَت انفَقَأَتْ ، ومنها الشُّبْرُمُ ، والشِّبْرِقُ ، والحَاجُ ، واللَّصَفُ ، والكَلْبَةُ ، والعِتْرُ ، والتُّغْرُ (٣) ، فهذه عِضٌّ ولَيْسَت بعِضَاهٍ. ومن شَجَرِ الشِّوْكِ الَّذي لَيْسَ بعِضٍّ ولا عِضَاهٍ : الشُّكَاعَى ، والحُلَاوَى ، والحَاذُ ، والكُبُّ ، والسُّلَّحُ (٤).
والعِضُّ : ما لا يَكَادُ يَنْفَتِحُ مِن الأَغَاليقِ. نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ والصّاغَانيُّ ، وهو مَجَازٌ.
وفي الأَساس : من المَجَاز يُقَال للفَهِم العالِمِ بمُغَمَّضَاتِ الأُمُورِ : إِنَّهُ لَعِضٌّ. وأَنشد الجَوْهَرِيّ للْقُطاميّ :
أَحاديثُ منْ أَنْبَاءِ عاد وجُرْهُم |
|
يُثَوِّرُهَا العِضَّانِ زَيْدٌ ودَغْفَلُ |
وفي العُبَاب :
أَحاديثُ من عادٍ وجُرْهُمَ جَمَّةٌ (٥)
ووُجِدَ بخَطِّ الجَوْهَرِيّ : من أَبْنَاءِ عادٍ ، بتَقْديم المُوَحَّدَة على النُّونِ. وفي الحاشيَة بخَطّه أَيضاً : من أَنْبَاءِ. بتَقْديم النُّون ، ويُرْوَى : يُنَوِّرها. بالنُّون. وهُمَا : زَيْدُ بنُ الحَارث بن حارثَةَ بن زَيْدِ مَنَاةَ بن هِلَالٍ النَّمَرِيُّ ، المَعْرُوف بالكَيِّس ، النَّسّابةُ ، وقد تَقَدَّم ذِكْرُهُ في السِّين ، ودَغْفَلُ بْنُ حَنْظَلَةَ بن يَزيدَ بن عَبدَة بن عَبْد الله بن رَبيعَةَ بن عَمْرو بن شَيْبَانَ بن ذُهْلٍ الذُّهْليُّ ، النَّسَّابَةُ ، عَالِمَا العَرَبِ بحِكَمِهَا وأَيَّامِهَا وأَنْسَابها ، وحَديثُ دَغْفَل مع سَيِّدنا أَبي بَكْر الصِّدِّيق ، رَضيَ الله عنه ، مَشْهُورٌ. يَدُلُّ على عِلْمهما بأَيّام العَرَب وأَنْسَابهَا ، وإِنَّمَا قيلَ لَهُمَا العِضَّانِ لمَا قَدَّمناهُ ، عن الأَساس.
والعُضَاضُ ، كغُرَابٍ كما ضَبَطَهُ أَبو عُمَرَ الزّاهدُ ، ونَقَلَهُ ابنُ بَرِّيّ ، وقال ابنُ دُرَيْدٍ : هو بالغَيْن المُعْجَمَة ، وقال أَبو عَمْرٍو : هو العُضَّاض ، مثْلُ رُمَّانٍ ، وعَلَى الأَوَّل اقْتَصَرَ الصَّاغَانيّ : عِرْنينُ الأَنْف ، كما في التَّهْذيب ، وأَنْشَد :
لَمَّا رَأَيْتُ العَبْدَ مُشْرَحِفَّا |
|
للشَّرِّ لا يُعْطِي الرِّجالَ النِّصْفَا |
أَعْدَمْتُهُ عُضَاضَهُ والكَفَّا
وقيلَ : هو الأَنْفُ كُلُّه ، قاله أَبُو عُمَر الزاهدُ ، وقيلَ : هو ما بَيْنَ رَوْثَةِ الأَنْفِ إِلى أَصْله. وأَمَّا شاهدُ التَّشْديدِ. أَنْشَدَ أَبو عَمْرٍو لِعيَاضِ بن دُرّةَ :
وأَلْجَمَهُ فَأْسَ الهَوَانِ فلَاكَهُ |
|
فَأَغْضَى على عُضَّاضِ أَنْفٍ مُصَلَّمِ |
__________________
(١) على هامش القاموس عن نسخة أَخرى : ويضم.
(٢) في التهذيب : «قيل لما له».
(٣) كذا بالأَصل واللسان وضبطت عنه ، وفي التهذيب «الثغرْ» وانظر اللسان «ثغر».
(٤) في التهذيب : «والسُّلَّج» وقعت بالجيم ، والأَصل كاللسان وبهامش اللسان : «كذا بالأَصل بمهملات وفي شرح القاموس : الشلح بمعجمة ، ولعله الاسليح ، ففي مادة سلح من اللسان والقاموس : والاسليح شجرة تفرز عليها أَلبان الإِبل ... إِلى أَن قال : وقيل : هي بقلة من حرار البقول».
(٥) وهي رواية التهذيب والمحكم والأَساس والتكملة.