فما قُلُصٌ وُجِدْنَ مُعَقَّلاتٍ |
|
قَفَا سَلْعٍ بمُخْتَلَفِ التِّجارِ |
يُعَقِّلُهُنَّ جَعْدٌ من سُلَيْمٍ |
|
وبِئْسَ مُعَقِّلُ الذَّوْدِ الظُّؤَارِ (١) |
أَرَادَ بالقَلائِصِ هُنَا النِّسَاءَ ، ونَصَبَهَا على المَفْعُول بإِضْمَار فِعْلٍ ، أَي تَدَارَكْ قلائِصَنَا ، وهِيَ في الأَصْلِ جَمْعُ قَلُوصٍ ، للنَّاقَةِ الشَّابَّة. فقال عُمَرُ ـ رَضِيَ الله تعالَى عنه ـ : ادْعُوا إِلَيَّ جَعْدَةَ. فأُتِيَ به فجُلِدَ مَعْقُولاً. قال سَعِيدُ بنُ المُسَيِّبِ : إِنّي لَفِي الأُغَيْلِمَة الَّذِين يَجُرُّونَ جَعْدَةَ إِلى عُمَرَ ، رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عنه.
ومن أَمْثَالِهِم : «آخِرُ البَزِّ عَلَى القَلُوصِ» ، يَأْتي بَيَانُه في «خ ت ع».
وقال ابنُ السِّكّيت : أَقْلَصَ البَعِيرُ : ظَهَرَ سَنَامُه شَيْئاً وارْتَفَعَ. وقال ابْنُ القَطَّاع : أَقْلَصَ السَّنَامُ : بَدَأَ بالخُروجِ.
قال :
إِذا رَآهُ فِي السَّنَامِ أَقْلَصَا
وقال غَيْرُهُمَا : وكَذلِكَ النَّاقَةُ ، وهي مِقْلاصٌ. وقيل : أَقْلَصَتِ النَّاقَةُ : سَمِنَتْ في الصَّيْفِ. ونَاقَةٌ مِقْلاصٌ ، إِذا كانَ ذلِكَ السِّمَنُ إِنَّمَا يَكُونُ مِنْهَا في الصَّيْف. وقِيلَ : القَلْصُ والقُلُوصُ : أَوَّلُ سِمَنِها. وقال الكِسَائِيُّ : إِذا كانَتِ النَّاقَةُ تَسْمَنُ وتُهْزَلُ في الشِّتَاءِ فهي مِقْلاصٌ أَيضاً. أَو أَقْلَصَتْ ، إِذا غَارَتْ وارْتَفَعَ لَبَنُهَا. وأَنْزَلَت ، إِذا نَزَلَ لَبَنُها.
وقَلَّصَتِ الإِبِلُ في سَيْرِهَا تَقْلِيصاً : شَمَّرَتْ ، وقِيلَ : اسْتَمَرَّت (٢) في مُضِيِّهَا. قال أَعرابيٌّ :
قَلِّصْنَ والْحَقْنَ بِدِبْثَا والأَشَلّ
يُخَاطِبُ إِبِلاً يَحْدُوهَا.
ومِقْلاصٌ ، كمِفْتَاح : جَدُّ وَالِدِ عَبْدِ العَزِيز بنِ عِمْرَانَ بْنِ أَيُّوبَ الفَقِيهِ الإِمَامِ (٣) ، من أَصْحَابِ مُحَمَّدِ بْنِ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيّ ، رَضِيَ الله تَعَالَى عَنْهُ ، مَشْهُورٌ. تَرْجَمَه الخَيْضَرِيُّ وغَيْرُهُ في الطَّبَقَات ، وكَانَ من أَكَابِرِ الأَئِمَّةِ المَالِكِيَّةِ ، فَلَمَّا رَأَى الشَّافِعِيَّ انْتَقَلَ إِلَيْهِ وَتَمَذْهَبَ بمَذْهَبِه.
* وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه :
القُلُوصُ : التَّدَانِي وانْضِمَامُ والانْزِوَاءُ ، وكذلِكَ التَّقَلُّص والتَّقْلِيص.
قال ابنُ بَرِّيٍّ : قَلَصَ قُلُوصاً : ذَهَبَ. قال الأَعْشَى :
وأَجْمَعْتَ مِنْهَا لِحَجٍّ قُلُوصَا (٤)
وقال رُؤْبَةُ :
قَلَّصْنَ تَقْلِيصَ النَّعَامِ الوَخَّادْ
والقَالِصُ : البائنُ. أَنْشَدَ ثَعْلَب :
وعَصَب عَنْ نَسَوَيْهِ قَالِص
قال : يُرِيدُ أَنَّهُ سَمِينٌ فَقَد بانَ مَوْضِعُ النَّسَا (٥).
وبِئْرٌ قَلُوصٌ : لَهَا قَلَصَةٌ ، والجَمْعُ قَلائصُ.
والقَلْصُ : كَثْرَةُ الماءِ ، وقِلَّتُه ، ضِدُّ. وقال أَعْرَابِيُّ : فما وَجَدْتُ فيها إِلاَّ قَلْصَةً من الماءِ. بالفَتْح ، أَي قَلِيلاً.
وقَلَصَتِ البِئْرُ ، إِذا ارْتَفَعَتْ إِلَى أَعْلاها. وقَلَصَتْ ، إِذا نَزَحَتْ.
وقال شَمِرٌ : القَالِصُ من الثِّيَابِ : المُشَمَّرُ القَصِيرُ. وفي حَدِيثِ عائشَةَ ، رَضِيَ الله تَعَالَى عَنْهَا : «فقَلَصَ دَمْعِي حَتَّى ما أُحِسُّ مِنْه قَطْرَةً» أَي ارْتَفَعَ وذَهَبَ. يُقَالُ : قَلَصَ الدَّمْعُ ، مُخَفَّفاً ، وإِذا شُدِّد فلِلْمُبَالَغة (٦) ، وكُلُّ شَيْءٍ ارْتَفَع فذَهَبَ فقَد قَلَّص تَقْلِيصاً ، وظِلٌّ قالِصٌ : نَاقِصٌ. وقَلَصَ الضَّرْعُ : اجْتَمَع. والقَلْصُ والنَّزْلُ اسْمَانِ من أَقْلَصَتِ النَّاقة وأَنْزَلَتْ ، إِذا غَارَتْ أَوْ نَزَلَ لَبَنُهَا. ومنه قَوْلُ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ رِبْعٍ (٧) الهُذَلِيّ :
فقَلْصِي ونَزْلِي قد وَجَدْتُم حَفيلَهُ |
|
وشَرِّى لَكُمْ ما عِشْتُمُ ذُو دَغَاوِلِ |
__________________
(١) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : جعد من سليم ، كذا في التكملة ، والذي في اللسان : جعد شيظمي» وفي التكملة المطبوع : جعد شيظمي ، وفي التهذيب : جَعْدة من سليم.
(٢) على هامش القاموس عن نسخة أخرى : «استمرت في مضيها ، وقميصه : شمرّه فقلّص هو تقليصاً ، لازمٌ ومتعدّ ، وفَرَسٌ مقلَّصٌ مشمِّر مشرفٌ طويلُ القوائمِ وتقلّص : انضمّ وانزوى».
(٣) على هامش القاموس عن نسخة أخرى : الأبّار.
(٤) ديوانه وصدره :
فإن كنت من ودّهما يائساً
(٥) وهو عرق يكون في الفخذ.
(٦) عن النهاية وبالأصل «ومشدد للمبالغة».
(٧) عن اللسان وبالأصل «ربعي».