ولَقَدْ حَفِظْتُ وَصَاةَ عَمِّيَ بالضُّحَى |
|
إِذْ تَقْلِصُ الشَّفَتَانِ عن وَضَحِ الفَمِ |
وقَلَصَ الظِّلُّ عَنِّي يَقْلِصُ قُلُوصاً : انْقَبَضَ ، وانْضَمَّ وانْزَوَى ، وقيل : ارْتَفَع ، وقيل : نَقَصَ ، وكُلُّه صَحِيح.
وقَلَصَ الثَّوْبُ بَعْدَ الغَسْلِ قُلُوصاً : انْكَمَشَ ، وتَشَمَّرَ.
وقَلَصَةُ البِئْر ، مُحَرَّكَةً ، هكذا في الصّحاح : المَاءُ الَّذِي يَجِمُّ فِيهَا ويَرْتَفِعُ. ج. قَلَصَاتٌ ، مُحَرَّكَةً أَيضاً. قال ابن بَرِّيّ : وحَكَى ابنُ الأَجْدَابِيّ عن أَهْلِ اللُّغَة : قَلْصَةُ البِئْرِ ، بإِسْكَان الَّلامِ ، وجَمْعُهَا قَلَصُ ، كحَلْقَة وحَلَقٍ ، وفَلْكَةٍ وفَلَكٍ.
والقَلُوصُ ، كصَبُور ، من الإِبِلِ : الشَّابَّةُ ، وهي بمَنْزِلَةِ الجَارِيَةِ مِنَ النَّسَاءِ ، قَالَهُ الجَوْهَرِيّ. أَو هِيَ البَاقِيَةُ على السَّيْرِ ، ولا تَزالُ قَلُوصاً حَتَّى تَبْزُلَ ، ثُمَّ لا تُسَمَّى قَلُوصاً.
وهذا قَوْلُ الَّليْثِ. وقال غَيْرُهُ : هي العَرَبِيَّة الفَتِيَّةُ ، أَوْ هي أَوَّلُ ما يُرْكَبُ منْ إِناثَها إِلَى أَن تُثْنِيَ ، ثُمَّ هي نَاقَةٌ ، أَي إِذا أَثْنَتْ. والقَعُودُ : أَوّلُ ما يُرْكَبُ من ذُكورِها إِلَى أَن يُثنِيَ ، ثُمَّ هُوَ جَمَلٌ. وهذَا نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ والصَّاغَانيّ عن العَدَوِيّ.
وقال غَيْرُهُ : هي الثَّنيَّةُ ، وقيل : هيَ ابْنَةُ مَخَاضِ. وقيلَ : هي كُلُّ أُنْثَى من الإِبل حينَ تُرْكَبُ ، وإِنْ كانَت بنْتَ لَبُونٍ أَو حِقَّةً إِلى أَنْ تَصيرَ بَكْرَةً أَوْ تَبْزُلَ ، والأَقْوالُ مُتَقَاربَةٌ.
قال الجَوْهَرِيُّ : ورُبَّمَا سَمَّوا النَّاقَة الطَّويلَة القَوائم قَلُوصاً. وفي التَّهْذِيب : سُمِّيَتْ قَلُوصاً لِطُولِ قَوَائمَها ولَمْ تَجْسُمْ بَعْدُ. قال ابن دُرَيْدٍ : خَاصُّ بالإِناثِ ، ولا يُقَال للذُّكُورِ قَلُوصٌ. قال عَمْرُو بنُ أَحْمَرَ الباهِلِيُّ :
حَنَّت قَلُوصِي إِلى بَابُوسِها جَزَعاً |
|
ماذا حَنِينُك أَمْ ما أَنْتَ والذِّكَرُ |
وأَنشد أَبو زَيْدٍ في نَوَادِرِه :
أَيُّ قَلُوصِ رَاكبٍ تَراهَا |
|
طَارُوا عَلاهُنّ فطِرْ عَلَاهَا |
واشْدُدْ بمَثْنَى حَقَبٍ حَقْوَاهَا |
|
ناجِيَةً وناجِياً أَياهَا |
ج الكُلِّ قلائِصُ ، وقُلُصٌ ، مثل قَدُومٍ وقُدُمٍ وقَدَائِمَ ، وجج قِلَاصٌ ، بالكَسْر ، مثْل سُلُبٍ وسِلَابٍ. وزَادَ في اللِّسَان في جُمُوعه : قُلْصَانٌ (١) ، بالضَّمّ ، أَيضاً. وأَنْشَدَ أَبُو عُبَيْدَةَ لهِمْيَانَ بنِ قُحَافَةَ :
عَلَى قِلاصٍ تَخْتَطِي الخَطَائطَا |
|
يَشْدَخْنَ باللَّيْلِ الشُّجَاعِ الخَابِطَا |
والقَلُوصُ أَيضاً : الأُنْثَى من النَّعَام ، ومن الرِّئَال ، هكذا بواو العَطْف في سَائر النُّسَخ. ونَصُّ الجَوهَريّ : من النَّعَام من الرِّئّال ، بإِسْقَاطِ الوَاو.
وفي العُبَاب : القَلُوصُ : الأَنْثَى من النَّعَام.
وقال ابن دُرَيْدٍ : قُلُصُ النَّعَامِ : رِئَالُهَا. قال عَنْتَرَةُ العَبْسِيُّ :
تَأْوِي لَهُ قُلُصُ النَّعَامِ كَمَا أَوَتْ |
|
حِزَقٌ يَمَانِيَةٌ لأَعْجَمَ طِمْطِمِ |
ثم قَال : وقيلَ القَلُوصُ : الأُنْثَى من الرِّئال ، وهي الرَّأْلةَ.
وفي اللِّسَان : القَلُوصُ من النَّعام : الأُنْثَى الشَّابَّة من الرِّئال ، مثْل قَلُوصِ الإِبلِ ، أَي فهو مَجَازٌ ، وصَرَّح به الزَّمَخْشَريّ. قال ابنُ بَرّيّ : حَكَى ابنُ خَالَوَيْه عن الأَزْدِيّ أَنَّ القَلُوصَ وَلَدُ النَّعَامِ : حَفَّانُهَا ورِئالُهَا.
وأَنْشدَ قَوْلَ عَنْتَرَةَ السَّابِق.
والقَلُوصُ ، أيضاً : فَرْخُ الحُبَارَى ، وقِيلَ : أُنْثَاهَا.
وقِيل : هِي الحُبَارَى الصَّغِيرَةُ. وأَنْشَدَ ابنُ دُرَيْدٍ لِلشَّمَّاخ :
وقَدْ أَنْعَلَتْهَا الشَّمْسُ حَتَّى كَأَنَّهَا |
|
قَلُوصُ حُبَارَى زِفُّهَا قد تَمَوَّرَا (٢) |
ويَكْنُونَ عن الفَتَيَات بالقُلُص والقَلائص.
وكَتَبَ أَبُو الْمِنْهَال ، بُقَيْلَةُ الأَكْبَر ، إِلى عُمَرَ بْنِ الخَطّابِ ، رَضِيَ الله تَعَالَى عَنْه ، من مَغْزَىً له في شَأْنِ جَعْدَةَ ، كانَ يُخَالِفُ الغُزَاةَ إِلى المُغِيبَاتِ بهذِه الأَبْيَاتِ :
أَلَا أَبْلِغْ أَبَا حَفْصٍ رَسُولاً |
|
فِدًى لَكَ من أَخِي ثِقَةٍ إِزارِي |
قَلائِصَنَا هَدَاكَ الله إِنَّا |
|
شُغِلْنَا عَنْكُم زَمَنَ الحِصَارِ |
__________________
(١) في اللسان : قُلْصان جمع الجمع ، وجعل : قِلاص جمع قلوص. والأصل كالصحاح.
(٢) زفها : صغار ريشها ، وتمور : تقلع.