الأَزْهَريّ : كُنْتُ بالبَادِيَة فهَبَّتْ ريحٌ غَرْبِيَّةٌ (١) فرأَيْتُ مَنْ لاكِنَّ لَهُمْ مِنْ خَدَمِهم يَحْتَفِرُون حُفَراً (٢) ويتَقَبَّضُون فيها ، ويُلْقُون أَهْدَامَهُمْ فَوقَهُم ، يَرُدُّون بِذلِكَ بَرْدَ الشَّمَالِ عنهم ، ويُسَمُّون تِلكَ الحُفَرَ القَرَامِيصَ.
والقُرْمُوصُ : العُشُّ يَبِيضُ فِيهِ الطَّائِرُ ، وخَصَّ بَعْضُهُم به عُشَّ الحَمام ، وكَذلكَ القرْمَاصُ. قال أُمَيَّةُ بنُ أَبِي عائِذٍ الهُذَلِيّ :
إِلْفَ الحَمامَةِ مَدْخَلَ القِرْمَاصِ (٣)
ج قَرَامِيصُ وقَرَامِصُ ، بحَذْف الياءِ. قال الأَعْشَى :
وذَا شُرُفاتٍ يَقْصُرُ الطَّرْفُ دُونَهُ |
|
تَرَى لِلْحَمَامِ الوُرْقِ فيها قَرَامِصَا |
حَذَف ياءَ قرامِيصَ للضَّرُورة ، ولم يَقُل قَرَامِيصَا ، وإِن احْتَمَلَهُ الوَزْنُ ، لأَنَّ القِطْعَةَ من الضَّرْب الثّاني من الطَّوِيلِ ، ولو أَتَمَّ لَكَانَ من الضَّرْبِ الأَوَّلِ منه.
وقَال ابنُ بَرِّيّ : القُرْمُوصُ : وَكْرُ الطَّائر. يُقَال منه : قَرْمَصَ الرَّجُلُ والطَّيْرُ ، إِذا دَخَلَا القُرْمُوصَ.
وقال أَبو زَيْدٍ : يُقَال : في وَجْهِهِ قِرْمَاصٌ ، أَيْ فيه قِصَرُ الخَدَّيْن (٤).
والقُرَامِصُ ، كعُلَابِطٍ : اللَّبَنُ القَارِصُ ، كَأَنَّهُ مَقْلُوبُ قُمَارِصٍ. وقال أَبُو عَمْرو : هُوَ القُرَمِصُ ، كعُلَبِطٍ. قلْت : والمِيمُ زَائدَةٌ ، كما يَأْتي في «قمرص».
* ومّما يُسْتَدْرَكُ عليه :
القُرْمُوصُ ، بالضَّمّ : حُفْرَةُ الصّائدِ ، وتَقَرْمَصَها : دَخَلَ فيها ، عن ابْن دُرَيْدِ. وقيل : تَقَرْمَصَ السَّبُعُ ، إِذا دَخَلَهَا لِلاصْطيَاد. ومنه في مُنَاظَرَةِ ذي الرُّمَّة ورُؤْبَة : ما تقَرْمَصَ سَبُعٌ قُرْمُوصاً إِلاّ بقَضَاءٍ. وقَرْمَصَ القَرَامِيصَ وتَقَرْمَصَها : عَملِهَا ، قال :
فَاعْمِدْ إِلَى أَهْلِ الوَقِيرِ فإِنَّما |
|
يَخْشَى أَذاكَ مُقَرْمِصُ الزَّرْبِ |
وقَرَاميصُ ضَرْعِ النَّاقَةِ : بَواطِنُ أَفْخَاذِها. وأَنْشَدَ أَبُو الهَيْثَم :
عَن ذي قَرَامِيصَ لَهَا مُحَجَّلِ
أَراد أَنَّهَا تُؤَثّر لِعظَمِ ضَرْعِها إِذا بَرَكَتْ مثْلَ قُرْمُوصِ القَطَاةِ إِذَا جَثَثْ (٥).
وقَرَاميصُ الأَمْر : سَعَتُهُ من جَوَانبِه ، عن ابْنِ الأَعْرابِيّ ، وَاحدُهَا قُرْمُوصٌ.
[قرنص] : قَرْنَصَ الدِّيكُ : فَرَّ مِنْ دِيكٍ آخَرَ ، وقَنْزَعَ ، كقَرْنَسَ ، بالسِّين ، أَو الصَّوابُ بالسِّين ، عن ابن الأَعْرَابِيّ ، وأَبَى الصَّادَ ، ونَسَبَهُ ابنُ دُرَيْدٍ للْعامَّة (٦).
وقَرْنَصَ البَازيَ : اقْتَنَاهُ لِلاصْطيادِ ، فهو مُقَرْنَصٌ : مُقْتَنًى لِذلِك ، وذلِكَ إِذا رَبَطَهُ لِيَسْقُطَ رِيشُه ، فقَرْنَصَ البَازِي نَفْسُه ، لازِمٌ مُتَعَدٍّ. وذَكَرَهُ اللَّيْثُ بالسِّينِ.
والقَرَانِيصُ : خُرَزٌ (٧) في أَعْلَى الخُفِّ ، الوَاحدُ قُرْنُوصٌ ، بالضَّمّ ، كَذَا في التَّهْذِيبِ في الرُّباعِيّ ، أَو هو ، أَي القُرنُوصُ : مُقَدَّمُ الخُفِّ ، عن ابنِ عَبّادٍ ، والسِّينُ لُغَةٌ فيه.
* ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه :
عبدُ العَزِيزِ بنُ قُرْنَاصٍ ، بالضَّمّ مُحَدِّثٌ مَشْهُورٌ ، رَوَى عنه الشَّرَفُ الدِّمْياطيّ.
[قصص] : قَصَّ أَثَرَهُ ، يَقُصُّه قَصًّا وقَصِيصاً ، هكذا في النُّسخ ، وصَوابُه قَصَصاً ، كما في العُبَاب واللّسان ، والصّحاح : تَتَبَّعَهُ. وفي التَّهْذيب : القَصُّ : اتِّباعُ الأَثَر.
ويُقَالُ : خَرَجَ فُلانٌ قَصَصاً في أَثَرِ فُلانٍ وقَصًّا ، وذلكَ إِذا اقْتَصَّ أَثَرَهُ. وفي قَوْله تَعالَى : (وَقالَتْ لِأُخْتِهِ) قُصِّيهِ (٨) أَي تَتَبَّعِي أَثَرَهُ. وقيل القَصُّ : تَتَبُّعُ الأَثَرِ شَيْئاً بَعْدَ شَىْءٍ ،
__________________
(١) في التهذيب : «عرّية» والريح العرّية هي ريح الشمال الباردة.
(٢) الأصل واللسان ، وفي التهذيب : حفراً في الأرض السهلة ويبيتون فيها.
(٣) ديوان الهذليين وصدره :
ألفت تحل به وتؤلف خيمةً
(٤) ومثله قول ابن بزرج ، كما في التهذيب «قرمص».
(٥) كذا بالأصل وفي التهذيب : «جثمت» أصح ، أي لزمت مكانها وتلبدت بالأرض.
(٦) انظر الجمهرة ٣ / ٣٣٨.
(٧) ومثله في اللسان ، وفي التهذيب «قرنص» : غَرَزٌ.
(٨) سورة القصص الآية ١١.