مَقْصُورَةً ، الكَسْرُ نَقَلَه الفَرّاءُ عن بَعْضِهم ، والقُرْفُصَاءَ بالضَّمّ ، مَمْدُودَةً ، وهذِه الفُصْحَى ، وزادَ ابنُ جنِّي القُرُفْصَاءَ ، بضَمِّ القَافِ والرَّاءِ مع المَدّ (١) وقال : هو عَلَى الإِتْبَاعِ : ضَرْبٌ من القُعُود. قال الجَوْهَرِيّ : فإِذا قُلْتَ قَعَدَ فُلانٌ القُرْفُصاءَ ، فكَأَنَّك قُلت قَعَدَ قُعُوداً مَخْصُوصاً ، وهو أَن يَجْلِسَ على أَلْيَتَيْهِ ويُلْصِقَ فَخذَيْه ببَطْنِهِ. ويَحْتَبِي بيَدَيْهِ ، ويَضَعُهُمَا عَلَى ساقَيْه ، كما يَحْتَبِي بالثَّوب ، تَكُونُ يَدَاهُ مَكَانَ الثَّوْبِ ، عن أَبِي عُبَيْد ، أَوْ هو أَن يَجْلِسَ عَلَى رُكْبَتَيْهِ مُنْكَبًّا ، ويُلْصِقَ بَطْنَهُ بفَخِذَيْه ويَتَأَبَّطَ كَفَّيْه ، وهذَا نَقَلَه الجَوْهَرِيّ عن أَبي المَهْدِيّ وقال : هي جِلْسَةُ الأَعراب ، وأَنْشَدَ :
ولو نَكَحْتَ جُرْهُماً وكَلْبَا |
|
وقَيْسَ عَيْلَانَ الكِرَامَ الغُلْبَا |
ثُمَّ جَلَسْتَ القُرْفُصَا مُنْكَبَّا |
|
ما كنتَ إِلاَّ نَبَطِيًّا قَلْبَا (٢) |
وأَنْشَد اللَّيْثُ في القُرْفُصَاءِ ، مَمْدُودَةً مَضْمُومَة :
جُلُوس القُرفُصَاءِ كَذَا مُكبًّا |
|
فَمَا تَنْساح نَفْسي لانْبِساطِ. |
وقال ابْنُ الأَعْرَابِيّ : قَعَدَ القُرفُصَاءَ ، وهو أَن يَقْعُدَ عَلَى رِجْلَيْهِ ، ويَجْمَعَ رُكبَتَيْهِ ، ويَقْبِضَ يَدَيْه إِلى صَدْرِه.
وقال ابنُ عَبّادٍ : القُرَافِصُ ، بالضَّمّ : الجَلْدُ الضَّخْمُ ، وهذا قد مَرَّ في الفَاءِ أَيضاً.
وقَالَ أَيْضاً : القرْفَاصُ ، بالكَسْرِ : الفَحْلُ المُجزِىءُ ، وذَكرَه صاحِبُ اللّسَان في الفاءِ ، وقد تَقَدَّم ذلكَ في قَوْلِ ابْنَة الخُسّ. وقال أَيْضاً : القَرَافِصَةُ : اللُّصُوصُ المُتَجَاهِرُون ، لِأَنَّهم يُقَرْفصُون الناسَ ، أَي يَشُدُّونَهُم وَثَاقاً.
والقَرْفَصَةُ : شَدُّ اليَدَيْن تَحْتَ الرِّجْلَيْن ، وقد قَرْفَصَ قَرْفَصَةً وقِرفاصاً. قال الشاعِرُ :
ظَلَّتْ عَلَيْهِ عُقَابُ المَوْتِ ساقِطَةً |
|
قَدْ قَرْفَصَت رُوحَهُ تِلْكَ المخَالِيبُ |
والقَرْفَصَة ، ضَرْبٌ من الجِمَاع ، وهو أَنْ يَجْمَع بَيْنَ طَرَفَيْهَا حَتَّى يُقَرْفِصَهَا ، نَقَلَهُ ابن عَبّادٍ.
وتَقَرْفَصَتِ العَجُوزُ ، إِذا تَزَمَّلَتْ في ثِيَابِهَا. قال ابنُ فَارِس : وهذا مِمَّا زِيدَتْ فِيه الرَّاءُ ، وأَصْلُه من القَفْص.
[قرقص] : قَرْقَصَ بالجِرْوِ : دَعَاهُ ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيّ وصاحِبُ اللّسَان هُنَا ، وذَكَراه في السِّين كما تَقَدَّم عن أَبِي زَيْد.
والقُرْقُوصُ ، بالضَّمِّ : الجِرْوُ نَفْسُهُ ، وخَصَّهُ بَعْضُهُم أَنَّهُ إِنَّمَا يُسَمَّى بذلِكَ إِذا دُعِيَ.
[قرمص] : القِرْمِصُ والقِرْماصُ ، بكَسْرِهما ، هكذا في سائر النُّسخ. وفي سَائِر أُمَّهَاتِ اللُّغَةِ : القُرْمُوصُ ، بالضَّمِّ ، عن اللَّيْث ، والقِرْمَاصُ ، بالكَسْر ، عن ابن دُرَيْد ، قالا : حُفْرَةٌ وَاسِعَةُ الجَوْفِ ، ضَيِّقَةُ الرَّأْسِ ، يَسْتَدْفىءُ فيهَا الإِنْسَانُ الصَّرِدُ ، أَي المَقْرُورُ ، وأَنشد :
قَرَاميصُ صَرْدَى نارُهَا لَمْ تُؤَجَّجِ
ونَقَلَ الجَوْهَرِيُّ عَن ابْن السِّكِّيت قال : القَرَاميصُ : حُفَرٌ صِغَارٌ يَسْتَكِنُّ فيها الإِنسانُ من البَرْد ، الوَاحِدُ قُرْمُوصٌ ، وأَنْشَدَ :
جَاءَ الشِّتَاءُ ولَمَّا أَتَّخِذْ رَبَضاً |
|
يا وَيْحَ كَفَّيَّ (٣) مِنْ حَفْرِ القَرَاميصِ |
وعِبَارَةُ المُصَنِّفِ لا تَخْلُو عن تَأَمُّلٍ ونَظَر.
وقال ابنُ عَبَّاد : القُرْمُوصُ ، والقِرْمَاصُ : مَوْضِعُ خُبْزِ المَلَّة.
وقَرْمَصَ الرَّجُلُ : دَخَلَ في القِرْمَاصِ وتَقَبَضَّ. قال
__________________
(١) الذي في اللسان عن ابن جني «القُرْفُصاء» ضبط قلم.
(٢) بهامش المطبوعة المصرية : «أنشده في اللسان هكذا :
لو امتخطت وبراً وضبا |
|
ولم تنل غير الجمال كسبا |
ولو نكحت جرهما وكلبا |
|
وقيس عيلان الكرام الغلبا |
ثم جلست القرفصا منكبا |
|
تحكي أعاريب فلاة هلبا |
ثم اتخذت اللات فينا ربّا |
|
ما كنت إلا نبطياً فلبا» |
وقد وردت المشاطير في الصحاح.
(٣) ضبطت «كفَّيَّ» عن الصحاح والأساس «جرم» واللسان ، وفي التهذيب : «يا ويح نفسي».