عن ابْنِ (١) مَسْعُودٍ ، والمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ ، وهُوَ وَالِد يَزِيدَ بْنِ قَبِيصَة [وقبيصة] * بنُ الدَّمُونِ أَخُو هُمَيْلٍ ، ذَكَرَهُمَا ابنُ مَاكُولَا ، أَنْزَلَهُمَا النَّبيُّ صلىاللهعليهوسلم في ثَقيف ، وقَبِيصَةُ بنُ المُخَارِقِ بنِ عَبْدِ الله بن شَدَّادٍ العَامِريُّ الهِلَالِيُّ ، أَبو بِشْرٍ له وِفَادَةٌ ، رَوَى له مُسْلم. قُلْتُ : وقد نَزَلَ البَصْرَةَ ، ورَوَى عنه ابنُه قَطَنْ بنُ قَبِيصَةَ. وقَبِيصَةُ بن وَقَّاصٍ (٢) السُّلَميّ ، نَزَلَ البَصْرَةَ ، رَوَى عَنْه صَالح بنُ عُبَيْد ، شيخُ أَبي هَاشِم الزَّعْفَرَانِيّ لا يُعْرَفُ إِلا بهذا الحَدِيث ، ولم يَقُل فيه سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلىاللهعليهوسلم ، فلِذَا تَكَلَّمُوا في صُحْبَته لجَوَازِ الإِرْسَال. قُلْتُ : ولم يُخَرِّج حَدِيثَه غَيْرُ أَبِي الوَلِيدِ الطَّيَالِسِيّ : صَحابِيَّون.
وفَاتَهُ : قَبِيصَةُ البَجَلِيُّ ، رَوَى عنه أَبُو قِلابَةَ في الكُسُوفِ ، وقَبِيصَةُ المَخْزُومِيّ ، يُقَال هو الَّذِي صَنَعَ مِنْبَرَ النَّبِيّ صلىاللهعليهوسلم ذَكَره بَعضُ المَغَارِبَة. وقَبِيصَةُ ، وَالِدُ وَهْب ، رَوَى عنه ابنُه : «العِيَافَة والطَّرْق والجِبْتُ من عَمَلِ الجَاهِلِيَّة». وقَبِيصَةُ ، رَجُلٌ آخَرُ (٣) ، رَوَى عنه ابنُ عَبّاسٍ ، ذَكَرَهم الذَّهَبِيُّ وابنُ فَهْدٍ في مُعْجَمِ الصَّحابَةِ.
وقَبِيصَةُ بنُ عُقْبَةَ السُّوَائيُّ الكُوفِيّ ، خرَّج له البُخَارِيّ ومُسْلِم ، تُوُفِّيَ بالكُوفَة سنة ٢١٥ وإِياسُ بنُ قَبِيصَةَ الطَّائيّ ، الَّذي ذَكَرَه الجَوْهَرِيّ ، فَهُوَ ابْنُ قَبِيصَةَ بن الأسْوَدِ الَّذِي أَوْرَدَهُ المُصَنِّف ، رَحمَه الله تَعَالَى ، في أَوّلِ هذِه الأَسْمَاءِ.
وقال ابنُ عَبّاد : القَبُوصُ ، كصَبُورٍ ، كما في العُبَابِ ، وَوَقَع في التَّكْمِلَةِ : القَبِيصُ ، كأَمِيرٍ : الفَرَسُ الوَثِيقُ الخَلْقِ. وقيل : هو الَّذِي إِذا رَكَضَ لم يُصِبِ (٤) الأَرْضَ إِلاّ أَطْرَافُ سَنَابِكِهِ من قُدُمٍ. قال الشاعر :
سَلِيمُ الرَّجْعِ طَهْطَاهٌ قَبُوصُ
وهو مَأْخُوذ من قَوْلِهِم : قد قَبَصَ الفَرَسُ ، يَقْبِصُ ، من حَدِّ ضَرَب : إِذا خَفَّ ونَشِطَ ، وهو مَجازٌ ، ولو قَالَ بَدَلَ خَفَّ ونَشِطَ : عَدَا ونَزَا ، كانَ أَحْسَنَ ، فإِنّ الخِفَّةَ والنَّشَاطَ من مَعانِي القَبَصِ ، مُحَرَّكَة ، وهو من باب فَرِح ، كما حَقَّقه الجَوْهَرِيّ. وَسَيَأْتِي الكَلامُ عَلَيْه. وأَمّا الَّذِي من حَدّ ضَرَبَ فهو القَبْصُ بمَعْنَى العَدْوِ والنَّزْوِ ، أَو بمَعْنَى الإِسْرَاع ، كما سَيَأْتي أَيضاً.
والقِبْصُ ، بالكَسْرِ : العَدَدُ الكَثِيرُ عن أَبي عُبَيْدَةَ ، وزادَ الجَوْهَرِيُّ : من النَّاسِ ، ومنه الحَدِيثُ : «أَن عُمَرَ أَتَى النَّبِيَّ صلىاللهعليهوسلم وعِنْدَهُ قِبْصٌ من النّاسِ» ، أَي عَدَدٌ كَثِيرٌ. وقال الكُمَيْتُ :
لَكُمْ مَسْجِدَا الله المَزُورانِ والحَصَى |
|
لَكُمْ قِبْصُه من بَيْنِ أَثْرَى وأَقْتَرَا (٥) |
وهو فِعْلٌ بمْعنَى مَفْعُول من القَبْصِ. وفي العُبَاب والفَائِقِ : إِطْلاقُه على العَدَد الكَثِيرِ من جِنْس ما صَغَّروه من المُسْتَعْظَم.
وقال ابنُ دُرَيْدٍ : القِبْصُ : الأَصْلُ يُقَال : هو كَرِيمُ القِبْصِ. قُلْتُ : وسَيَأْتِي في النُّون أَيضاً القِنْصُ : الأَصْلُ ، ومَرّ في السِّين المُهْمَلَة أَيضاً.
وقال ابنُ عَبَّادٍ : القِبْصُ : مَجْمَعُ الرَّمْلِ الكَثيرِ ، ويُفْتَحُ.
يُقَال : هو في قِبْصِ الحَصَى وقَبْصِها ، أَي فيما لا يُسْتَطاع عَدَدُه من كَثْرَته ، هكذا نَقَلَه الصّاغَانِيُّ في العُبَاب. والَّذي في كتَاب العَين : القِبْصُ : مُجْتَمَعُ النَّمْلِ الكَبير الكَثيرِ.
يُقَالُ : إِنَّهُمِ لَفي قِبْصِ الحَصَى ، أَيْ في كَثْرَتِهَا. وقولُه : ويُفْتَحُ ، أَي في هذه اللُّغَةِ الأَخيرَة ، هكذا سِيَاقُ عِبَارَته. والصَّوابُ أَنّه يُفْتَحُ فيه وفي مَعْنَى العَدَدِ الكَثير من النَّاسِ أَيْضاً ، كما صَرَّح به ابنُ سِيدَه ، فتَأَمَّلْ.
والمِقْبَصُ ، كمنْبَرٍ ، وضُبطَ في نُسْخَةِ الصّحاحِ أَيضاً كمَجْلِسٍ : الحَبْلُ يُمَدُّ بَيْنَ يَدَيِ الخَيْلِ في الحَلْبَةِ ، عِنْدَ المُسَابَقَةِ ، وهو الْمِقْوَسُ ، أَيضاً. ومنه قَوْلُهُم : أَخَذْتُهُ على المِقْبَص. وقال الشّاعِر :
أَخَذْتُ فُلاناً على المِقْبَصِ
قال الصّاغَانِيُّ : أَي على قَالَبِ الاسْتِواءِ ، وقيلَ : بَلْ إِذا أَخَذْتَهُ في بَدْءِ الأَمْر.
__________________
(١) عن أسد الغابة وبالأصل «أبي مسعود».
(*) ساقطة من المطبوعة الكويتية.
(٢) في القاموس : «وابن قاص» تحريف.
(٣) في أسد الغابة : قبيصة غير منسوب .. يقال انه الهلالي وقال أبو نعيم إنه قبيصة بن المخارق.
(٤) في اللسان : «لم يمسّ» والأصل كالتكملة.
(٥) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : من بين أثرى وأقترا ، أي من بين مثر ومقتر ، كما في اللسان وغيره».