[عوش] : المَعُوشَةُ ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ ، وقال المُؤَرِّخُ : هِيَ لُغَةٌ في المَعِيشَةِ ، أَزْدِيَّةٌ ، وأَنْشَدَ لِحَاجِزِ بنِ الجُعَيْدِ (١) :
مِنَ الخَفِرَاتِ لا يُتْمٌ غَذَاهَا |
|
ولاكَدُّ المَعُوشَةِ والعِلاجِ |
هكَذَا نَقَلَهُ الصّاغَانِيّ ، وذَكَرَهُ صاحِبُ اللِّسَانِ في الَّتِي بَعْدَه.
[عيش] : العَيْشُ : الحَيَاةُ ، وقد عاشَ الرَّجُلُ يَعِيشُ عَيْشاً ، ومَعَاشاً ، ومَعِيشاً ، ومَعِيشَةً ، وعِيشَةً بالكَسْرِ ، وعَيْشُوشَةً ، وفَاتَهُ مِنَ المَصَادِرِ : المَعُوشَةٌ ، بلُغَةِ الأَزْدِ ، وقَدْ أَفْرَدَ لَهَا تَرْجَمَة ، وقال الجَوْهَرِيّ : كلُّ وَاحِدٍ من المَعَاشِ والمَعِيشِ يَصْلُحُ أَنْ يَكُونَ مَصْدَراً ، وأَنْ يكونَ اسْماً ، مِثْلُ مَعَابٍ ومَعِيبٍ ، ومَمَالٍ ومَمِيلٍ ، وقالَ رُؤْبَةُ :
أَشْكُو إِلَيْكَ شِدَّةَ المَعِيشِ |
|
وجَهْدَ أَعْوَامٍ بَرَيْنَ رِيشِي |
وأَعاشَهُ الله عِيشَةً راضِيَةً ، قالَ أَبو دُوَادٍ (٢) ، وقد سَأَلَهُ أَبُوه : ما الَّذِي أَعاشَكَ بَعْدِي؟ فأَجَابَه :
آعَاشَنِي بَعْدَكَ وَادٍ مُبْقِلُ |
|
آكُلُ من حَوْذانِه وأَنْسِلُ |
ووكَذلِكَ عَيَّشَهُ تَعْيِيشاً.
وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ (٣) : العَيْشُ : الطَّعَامُ ، يَمَانِيَةٌ.
والعَيْشُ : ما يُعَاشُ بِهِ ، يُقَال : آلُ فُلانٍ عَيْشُهُم التَّمْرُ ، ورُبَّمَا سَمَّوا الخُبْز عَيْشاً ، وهِيَ مُضَرِيّة.
والمَعِيشَةُ : التي تَعِيشُ بِهَا من المَطْعَم والمَشْرَب ، قالَهُ اللَّيْثُ.
والعَيْشُ ، والمَعِيشَةُ : مَا تَكُونُ بِهِ الحَيَاةُ.
والمَعَاشُ والمَعِيشُ والمَعِيشَةُ : ما يُعَاشُ بِهِ ، أَو فِيه ، فالنَّهارُ مَعَاشٌ ، والأَرْضُ مَعَاشٌ للخَلْقِ يَلْتَمِسونَ فيها مَعَايِشَهُمْ. ج أَي جَمْعُ المَعِيشَة : مَعَايِشُ ، بلا هَمْزٍ إِذا جَمَعْتَهَا على الأَصْلِ ، وأَصْلُهَا مَعْيَشَةٌ ، وَتَقَدِيرُهَا مَفْعَلَة ، واليَاءُ أَصْلِيَّة متَحَرِّكَة ، فلا تُقْلَبُ في الجَمْعِ همزَةً ، وكَذلِكَ : مَكَايلُ ، ومَبَايعُ ، ونحوُهَا ، وإِن جَمَعْتَها على الفَرْعِ هَمَزْتَ ، وشَبَّهْتَ مَفْعَلَةً بفَعِيلَةٍ ، كما هُمِزَت المَصَائِبُ ؛ لأَنَّ الياءَ ساكِنَةٌ ، ومن النَّحْوِيِّين مَنْ يَرَى الهَمْزَ لَحْناً ، كَما قالَهُ الجَوْهَرِيُّ ، وقد قُرِىءَ بِهِمَا قولُه تَعَالَى : (وَجَعَلْنا لَكُمْ فِيها) مَعايِشَ (٤) وأَكثَرُ القُرّاءِ على تَرْك الهَمْزِ ، إِلاّ ما رُوِيَ عن نافِعٍ فإِنّه هَمَزَها ، وجَمِيعُ النّحْويِّين البَصْرِيِّين يَزْعُمُون أَنّ هَمْزَهَا خَطَأٌ.
قُلْتُ : والَّذِي قرأَ بالهَمْزِ زَيْدُ بن عَلِيّ والأَعْرَجُ وحُمَيْدُ بن عُمَيْرٍ عَنْ نافِعٍ ، وأَمّا تَفْسِيرُهَا في هذِهِ الآيَةِ فَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ ما يَتَعَيَّشُونَ (٥) بهِ ، ويَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ الوُصْلَةَ إِلى ما يَتَعَيَّشُونَ به (٦) ، وأُسْنِدَ هذا القَوْل إِلى أَبِي إِسْحَاقَ ، وقَوْلُهُ تَعَالَى : (فَإِنَّ لَهُ) مَعِيشَةً (ضَنْكاً) (٧) قالَ : وَأَكْثَرُ المُفَسِّرينَ أَنّ المَعِيشَة الضَّنْك : عَذَابُ القَبْرِ ، وقِيلَ : إِنَّ هذِه المَعِيشَةَ الضَّنْكَ في نارِ جَهَنَّم.
ورَجُلٌ عايشٌ : لَهُ حالَةٌ حَسَنَةٌ.
وعَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ عايِشٍ ، الحَضْرَمِيّ ، شامِيٌّ مُخْتَلَفٌ في صُحْبَتِه ، لَهُ حَدِيثٌ لَمْ يَقُلْ فِيهِ سَمِعْتُ رَسُولَ الله ، صلىاللهعليهوسلم ، جاءَ مِنْ طَرِيقِ يَحْيَى بن أَبِي كَثِير ، عَنْ زَيْدِ بنِ سَلاّمٍ ، عن أَبِي سلاّم عن عَبْدِ الرّحْمنِ ابنِ عائِشٍ عَنْ مالِكِ بن يُحَامِر.
وزيْدُ (٨) بن عايِشٍ المُزَنِيُّ ، وأَبُو عَيّاشٍ : زَيْدُ بنُ الصّامِتِ أَو ابنُ النُّعْمَانِ ، وعَيّاشُ بن أَبِي رَبِيعَةَ ، وابنُ أَبي ثَوْرٍ : صحابِيُّون.
وعَيّاشُ بنُ أَبي مُسْلِم ، وابنُ عَبْدِ الله ، وابنُ مُوَنِّسٍ (٩) ، وابنُ أَبي سِنَانٍ ، وابنُ عَبْدِ الله اليَشْكُرِيُّ ، وابنُ عَبْدِ الله بنِ أَبيِ مُعَلَّى ، وابنُ عُقْبَةَ ، وابنُ عَبّاسٍ القِتْبانِيُّ ، وابنُ الوَلِيدِ ، وابنُ الفَضْلِ ، وابنُ عَمْروٍ ، وأَبُو بَكْرٍ وحَسَنٌ وعُمَرُ أَبْنَاءُ عَيّاشٍ ، واسْمَاعِيلُ بنُ عَيّاشٍ ومُحَمَّدُ بنُ
__________________
(١) الاصل والتكملة والتهذيب ، وفي اللسان : لحاجر بن الجعد.
(٢) في المحكم : ابن أبي داود.
(٣) الجمهرة ٣ / ٦٣.
(٤) سورة الأعراف الآية ١٠.
(٥) في التهذيب : ما يعيشون به.
(٦) في التهذيب واللسان : ما يعيشون به.
(٧) سورة طه الآية ١٢٤.
(٨) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : وزيد بن عايش إلى قوله : وعيشان : ة ببخارا ساقط من نسخ الشارح التي بأيدينا».
(٩) على هامش القاموس عن نسخة أخرى : «مُونِسٍ».