الجَوْهَرِيُّ : أَهْلُ الحِجَازِ يَبْنُونَه عَلَى الكَسْرِ في كُلِّ حالٍ ، وكَذلِكَ كُلُّ اسْم عَلَى فَعَالِ ، بفَتْحٍ ، مَعْدُولٍ عَنْ فَاعِلَةٍ ، ولَا تَدْخُلُه الأَلفُ واللامُ ، ولا يُجْمَع ، قالَ امرؤُ القَيْسِ :
قامَتْ رَقَاشِ وأَصْحَابِي عَلَى عَجَلٍ |
|
تُبْدِي لَكَ النَّحْرَ واللَّبّاتِ والجِيدَا |
وقَدْ يُجْرَى مُجْرَى ما لا يَنْصَرِف ، نَحْو عُمَرَ ، وإِلَيْه مَالَ أَهْلُ نَجْدٍ ، يَقُولُون : هذِه رَقاشُ بالرَّفْعِ ، وهو القِيَاسُ ، لِأَنَّه اسْمٌ عَلَمٌ ، ولَيْسَ فِيه إِلاَّ العَدْلُ والتَأْنِيثُ غَيرَ أَنَّ الأَشْعَارَ جَاءَتْ على لُغَةِ أَهلِ الحِجَازِ ، إِلاَّ أَنْ تَكُونَ في آخِرِه راءٌ مِثْل جَعَارِ : اسْم للضَّبُعِ ، وحَضَارِ ، اسْم لكَوْكَبٍ ، وسَفَارِ ؛ اسْم بِئْرٍ ، ووَبَارِ : اسْم أَرضٍ ، فيُوَافِقُونَ أَهْلَ الحِجَازِ في البِنَاءِ عَلَى الكَسْر ، قالَهُ الجَوْهَرِيُّ.
وبَنُو رَقَاشِ : في بَكْرِ بنِ وائِلٍ ، قال ابنُ دُرَيْدٍ : وفي كَلْبٍ رَقَاشِ ، قالَ : وأَحْسبُ أَنّ في كِنْدَةَ بَطْناً يُقَالُ لَهُمْ بنو رَقَاشِ ، وهؤلاءِ مَنْسُوبُونَ إِلَى أُمَّهاتِهِمْ.
قُلْتُ : أَما في بَكْرِ بنِ وَائلٍ فمِنْهُمْ أَوْلادُ شَيْبَانَ ، وذُهْلٍ ، والحارِثِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ عُكَابَةَ بنِ صَعْبِ بنِ عَلِيِّ بنِ بَكْرِ بنِ وَائِلٍ ، وأُمُّهم رَقَاشِ بنتُ الحارِثِ بنِ عُبَيْدِ بن غَنْمِ بنِ تَغْلِبَ ، وهي البَرْشَاءِ ، وقد تَقَدَّم ذلِك في «ب ر ش».
وفي بَنِي رَبِيعَةَ قَبِيلَةٌ أُخْرَى يُعْرَفُون ببَنِي رَقَاشِ أَيْضاً ، وهُمْ بَنُو مالِك وزيدِ مَنَاةَ ابْنَيْ شَيْبَانَ بنِ ذُهْلٍ ، أُمُّهُما رَقَاشِ بِنْتُ ضُبَيْعَةَ بنِ قَيْسِ بنِ ثَعْلَبَةَ ، بها يُعْرَفُون ، ذَكَرَهُ الكَلْبِيّ.
ورَقَاشِ بنتُ رُكْبَةَ ، هي أُمُّ عَدِيّ بنِ كَعْبِ بنِ لُؤَيِّ بنِ غالِبٍ ، ذَكَرها المُصَنّف ، رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى اسْتِطْراداً في «ر ك ب» (١) ، وأَهْمَلَهَا هُنَا.
ورَقَاشِ بِنْتُ عامِرٍ ، هي النّاقِمِيَّةُ ، ذَكَرها المُصَنِّف في «ن ق م».
والرَّقَاشَانِ ، بالفَتْح : جَبَلان بأَعْلَى الشُّرَيْفِ ، نَقَلَهُ الصّاغَانيّ.
والرَّقْشَاءُ مِنَ الحَيَّاتِ : المُنْقَّطَةُ بِسَوَادٍ وبَيَاضٍ ، ومِنْهُ قولُ أُمِّ سَلَمَةَ لِعَائِشَةَ ، رَضِيَ الله تَعَالَى عنها : «لَوْ ذَكَّرْتُكِ قَوْلاً تَعْرِفِينَه نَهَشْتِني نَهْشَ الرَّقْشَاءِ المُطْرِق». قال ابنُ الأَثِير : الرَّقْشَاءُ : الأَفْعَى ، سُمِّيَتُ بِذلِكَ لِتَرْقِيشٍ في ظَهْرِها ، وهِيَ خُطُوط ونُقَطٌ ، وإِنَّمَا قالَت : المُطْرِق ؛ لأَنَّ الحَيَّةَ تَقَعُ على الذَّكَرِ والأُنْثَى.
وربما كانَتْ شِقْشِقَةُ البَعِيرِ رَقْشاءَ ، لِمَا فِيهَا من اخْتِلاطِ الأَلوَانِ ، قالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ.
والرَّقْشَاءُ : دُوَيْبَّةٌ تَكُونُ في العُشْبِ ، وهي دُودَةٌ مَنْقُوشَةٌ مَلِيحَة ، كالحُمْطُوطِ ، فيها نُقَطٌ حُمْرٌ وصُفْر ، قَالَهُ (٢) ابنُ دُرَيْدٍ ، وصَحَّفَ الصّاغَانِيُّ الحُمْطُوطَ بالخُطُوطِ ، وكأَنَّهُ مِنَ النَّاسِخِ.
ورُقَيْشٌ : تَصغِيرُ رَقَشٍ ، وهُوَ تَنْقِيطُ الخُطوطِ والكِتَابِ ، قاله الأَصْمَعِيّ ، قال أَبو حاتِمٍ : رُقَيْشٌ ، ويَجُوزُ أُرَيْقِشٌ تَصْغِيرَا أَرْقَشَ مِثْلُ أَبْلَق وبُلَيْق.
والرُّقْشَةُ : لَوْنٌ فِيهِ كُدْرَةٌ وسَوَادٌ ونَحْوُهما ؛ جُنْدَبٌ أَرْقَشُ ، وحَيَّةٌ رَقْشَاءُ ، قالَه الأَزْهَرِيّ.
ورَقَّشَ كلامَه تَرْقِيشاً : زَوَّرَهُ وزَخْرَفَهُ ، قال رُؤْبَةُ :
عاذِلَ قَدْ أُولِعْتِ بالتَّرْقِيشِ |
|
إِليَّ سِرَّا فاطْرُقِي ومِيشِي |
كَمَا في الصّحاحِ ، وقِيلَ : التَّرْقِيشُ : تَحْسِينُ الكَلامِ وتَزْوِيقُه.
والمُرَقِّشُ الأَكْبَرُ : عَمْرُو بنُ سَعْد بنِ مالِكِ بنِ ضُبَيْعَةَ بن قَيْسِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ عُكَابَةَ بنِ صَعْبِ بنِ عَلِيِّ بنِ وَائِلٍ. كَذَا قالَهُ ابنُ الكَلْبِيّ ، وخالَفَهُ الجَوْهَرِيُّ ، فقالَ : إِنَّه من بَنِي سَدُوسِ بنِ شَيْبَانَ بنِ ذُهْلٍ ، قال : وسُمِّيَ مُرَقِّشاً لقولِه :
الدَّارُ (٣) قَفْرٌ والرُّسُومُ كَمَا |
|
رَقَّشَ في ظَهْرِ الأَدِيم قَلَمْ |
وقبله :
هل بالدِّيارِ أَنْ تُجِيبَ صَمَمْ |
|
لو كَانَ رَسْمٌ ناطِقاً بِكِلَمْ |
والمُرَقِّشُ الأَصْغَرُ من بني سَعْدِ بنِ مالِكٍ ، عن أَبي
__________________
(١) في القاموس «ركب» : رقاش أم كعب بن لؤي.
(٢) بالأصل «قال» والصواب ما أثبت انظر الجمهرة ٢ / ٣٤٥.
(٣) في معجم الشعراء للمرزباني ص ٢٠١ : فالدار وحش والرسوم.