أَي لا تُقِيمُوا (١) ببلدة تَعْجِزُون فيها عن الاكْتِسَاب والتَّعَيُّشِ ، رُوِي بفَتْح الجِيم وكسرها. والفِعْلُ كضَرَبَ وسَمِعَ ، الأَخِيرُ حكاه الفَرَّاءُ. قال ابنُ القَطّاع : إِنه لغَة لبَعْض قَيْس.
قلت : قال غيرُه : إِنّهَا لُغَة رَدِيئة. وسَيَأْتي في المُسْتَدْركات. يقال : عَجَز عن الأَمر وعَجِز ، يَعْجِز ويَعْجَز عَجْزاً وعُجُوزاً وعَجَزَاناً ، فهو عاجزُ ، من قَوْم عَوَاجِزَ ، قال الصّاغانيّ : وهُذَيْل وَحدَها تَجْمَع العاجِز من الرِّجال عَوَاجِز ، وهو نَادِر ، وعَجزَت ، المَرْأَةُ ، كنَصَر وكَرُم ، تَعجُز عَجْزاً ، بالفَتْح ، وعُجُوزاً بالضّمِّ ، اي صارَت عَجُوزاً ، كعَجَّزت تَعْجِيزاً ، فهي مُعَجِّز ، والاسم العَجْز وقال يونس : امرأة مُعَجِّزة : طَعَنت في السِّنِّ ، وبَعْضُهُم يقول : عَجَزَت ، بالتَّخْفِيف.
وعَجِزَت المَرْأَةُ ، كفَرِح. تَعْجَز عَجَزاً ، بالتَّحْرِيك ، وعُجْزاً ، بالضّمّ : عَظُمَت عَجِيزَتُهَا ، أَي عَجُزُهَا ، كعُجِّزَت ، بالضّمّ ، أَي على ما لم يُسَمّ فاعِلُه ، تَعْجِيزاً ، قاله يُونُس ، لغة في عَجِزَت بالكَسْر.
والعَجِيزَة ، كسَفِينة ، خاصّة بها ، ولا يُقَال للرَّجل إِلاّ على التَّشْبِيه. والعَجُز لهما جميعاً ، ومن ذلك
حَدِيثُ البَرَاءِ أَنه رَفعَ عَجِيزَته في السُّجُود.
قال ابنُ الأَثِير : العَجِيزَة :
العَجُزُ ، وهي للمَرْأَة خاصّةً ، فاستَعَارَهَا للرَّجُل.
وأَيّامُ العَجُوزِ سَبْعَة ، ويقال لها أَيضاً : أَيّامُ العَجُز ، كعَضُد ، لأَنها تأتي في عَجُزِ الشِّتَاءِ ، نقلَه شَيْخُنَا عن مَنَاهِج الفكر للورّاق ، قال : وصَوّبه بعضُهم واستَظْهر تَعْلِيله ، لكن الصّحِيح أَنها بالواو كما في دَوَاوِين اللّغَة قاطِبَة ، وهي سَبْعَة أَيّام ، كما قاله أَبو الغَوْث. وقال ابن كُنَاسَة : هي (٢) من نَوْء الصَّرْفَةِ ، وهي صِنٌّ ، بالكَسْر ، وصِنَّبْر ، كجِرْدَحْل ، ووَبْرٌ ، بالفَتْح ، والآمِرُ والمُؤْتَمِرُ والمُعَلِّل ، كمُحَدِّث ، ومُطْفِئُ الجَمْرِ أَو مُكْفِئُ الظَّعْنِ ، وعَدّهَا الجَوْهَريّ خَمْسَة : ونصُّه : وأَيّام العَجُوزِ عند العَرَب خمسَة : صِنّ وصِنَّبْر وأُخَيُّهُمَا (٣) وَبْر ومُطْفِئُ الجَمْر ومُكْفِئُ الظَّعْن. فأَسْقَط الآمِر والمُؤْتَمر ، قال شَيْخُنا : ومنهمُ من عدَّ مُكْفِئَ الظَّعْن ثامِناً ، وعليه جَرَى الثَّعَالِبِيّ في المُضَاف والمنسوب. قال الجَوْهَرِي : وأَنشد أَبو الغَوْث لابنِ أَحمَرَ :
كُسِعَ الشِّتَاءُ بسَبْعَةٍ غُبْرِ |
|
أَيّامِ شَهْلَتِنَا من الشَّهْرِ |
فإِذا انقَضَت أَيامُهَا ومَضَتْ |
|
صِنٌّ وصِنَّبْرٌ مَعَ الوَبْرِ |
وبآمِرٍ وأَخِيه مُؤْتَمِرٍ |
|
ومُعَلِّلٍ وبِمُطْفئِ الجَمْرِ |
ذَهَبَ الشِّتَاءُ مُوَلّياً عَجِلاً |
|
وأَتَتْكَ وَاقدَةٌ من النَّجْر |
قال بن بَرِّيّ : هذِه الأَبْيَات ليست لابنِ أَحمَر ، وإِنّمَا هي لأَبِي شِبْلٍ عُصْمٍ البُرْجُميّ (٤) كذا ذَكره ثعلب عن ابنِ الأَعرابِيّ. قال شَيْخُنا : وأَحسنُ ما رأَيْتُ فيها قَوْلُ الشّيخ ابنِ مَالِك :
سأَذْكُر أَيَّامَ العَجُوز مُرَتِّباً |
|
لهَا عَدَداً نَظْماً لَدَى الكُلّ مُسْتَمِرْ |
صِنٌّ وصِنَّبْر ووَبْرٌ مُعَلِّلٌ |
|
ومُطْفِئُ جَمْرٍ آمِرٌ ثمّ مُؤْتَمِرْ |
قال شَيْخُنَا : وعَدَّها الأَكْثَرُ من الكَلام المُوَلَّد ، ولهُمْ في تَسْمِيَتها تَعْلِيلات ، ذَكَر أَكثرَها المُرْشِدُ في بَراعَة الاستِهْلال.
والعَجُوزُ ، كصَبُور ، قد أَكثر الأَئمّةُ والأُدباءُ في جمع مَعانِيه كَثْرَةً زائدَةَ ، ذكرَ المُصَنّف منها سَبْعَةً وسَبْعِين مَعْنًى.
ومن عَجَائِب الاتّفاق أَنَّه حكم أَوّل العَجُوز وآخره ، وهما العَيْن والزّاي وهما بالعَدَد المَذْكور. وقال في البَصائِر : وللعَجُوز معانٍ تُنِيف على الثَّمَانِين ، ذَكَرتُهَا في القاموس وغَيْره من الكُتُب المَوْضُوعة في اللغة. قلت : ولعلّ ما زاد على السَّبْعَة والسَّبْعِين ذَكَرَه في كِتاب آخر وقد رَتَّبها المُصَنِّف على حُرُوف التَّهَجّي ، ومنها على أَسْمَاءِ الحَيَوَانِ
__________________
(١) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : أي لا تقيمها الخ وقيل بالثغر مع العيال ، كذا في اللسان».
(٢) الصحاح : في.
(٣) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : وأخيهما بصيغة التصغير كما ضبط باللسان شكلاً».
(٤) بالأصل «لأبي شبل عاصم بن جمر الأعرابي» وبهامش المطبوعة المصرية : «قوله عاصم بن جمر الذي في التكملة عصم البرجمي مضبوطاً شكلاً كقفل».