كما صَرَّح به غَيْرُ وَاحد. والثّالِث : أَنّ مُحمّدَ بنَ الفَضْل الذي ذَكرَه ليس هو الدَّزْمَازِيّ ، بل هو البَلْخِيّ ، وهو شَيْخ محمّد بنِ جَعْفَر المَذْكُور ، رَوَى عنه في سنة ٣٧٢ فانظُر وتَأَمَّل.
فصل الراءِ
مع الزاي (١)
[ربز] : الرَّبِيزُ : الرجُلُ الظَّرِيفُ الكَيِّسُ ، قاله أَبو عَدْنان. والرَّبِيزُ : المُكْتَنِزُ الأَعْجَزُ (٢) من الأَكْيَاسِ (٣) ونَحوِهَا ، هكذا في النُّسَخ : وفي بعْض الأُصُول : الأَكْبَاش جَمْع كَبْش بالمُوَحّدة والمُعْجَمَة. يقال : كَبْش رَبِيز ، مثل رَبِيس ، وقال أَبو زَيْد : الرَّبِيزُ والرَّمِيز من الرِّجال : العَاقِلُ الثَّخِين ، وقد رَبُزَ رَبَازَةً ، ورَمُزَ رَمَازَةً ، ككَرُم فيهما ، أَي في معْنَى الظَّرِيفِ والمُكْتَنِز. والرَّبِيزُ : الكَبِيرُ في فَنّه ، كالرَّمِيز ، هكذا في النُّسَخ : الكَبِير ، بالمُوَحَّدة. وفي التَّكْمِلَة واللّسَان بالثّاءِ المُثَلَّثة.
ورَبَّز القِرْبَةَ تَرْبِيزاً : مَلأَهَا ، وكذلك رَبَّسَها تَرْبِيساً.
وارتَبَزَ الرَّجلُ : تَمَّ في فَنّه وكَمُلَ وهو مُرْتَبِز ومُرْتَمِز.
* ومّما يُسْتَدْرَك عليه :
أَربَزَه إِرْبازاً : أَعْقَلَه ، عن أَبي زَيْد. وقَطِيفةٌ رَبِيزَةٌ : ضَخْمَة.
[رجز] : الرُّجْز ، بالكَسْر والضَّمّ : القَذَرُ مثل الرّجْس. والرُّجْز : عِبَادَةُ الأَوْثانِ ، وبه فُسّر قَولُه تعالى : (وَ) الرُّجْزَ (فَاهْجُرْ) (٤) وقيل : هو العَمَل الذي يُؤدِّي إِلى العَذَاب ، وأَصْل الرّجز في اللُّغَة الاضْطِرَاب وتَتابُع الحَرَكات. وقال أَبو إِسحاق في تَفْسِير قَوْلِه تَعالى : (لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا) الرِّجْزَ (٥) قال هو العَذَابُ المُقَلْقِل لِشدَّته وله قَلْقَلَةٌ شَدِيدَة مُتَتَابِعة : وقيل : الرُّجْزُ في قَوْله تعالى : (وَ) الرُّجْزَ (فَاهْجُرْ) الشِّرْكُ مَا كَانَ ، تَأْويلُه أَنّ منْ عَبَدَ غَيْرَ اللهِ فهو على رَيْبٍ من أَمرْه واضْطِرابٍ من اعْتِقَاده.
والرَّجَز ، بالتَّحْرِيك : ضَرْب من الشِّعرِ معروف ، وَزْنُه مُسْتَفْعِلُنْ سِتّ مَرّات ، فابْتداءُ أَجزائِه سَبَبان ثم وَتِدٌ ، وهو وَزْنٌ يَسْهُل في السَّمْع ، ويَقَع في النَّفْس ، ولذلك جاز أَن يَقَع فيه المَشْطُور ، وهو الذي ذَهَب شَطْره ، والمَنْهُوك ، وهو الّذِي قد ذَهَب منه أَربَعَة أَجزاءٍ وبَقِيَ جُزْءَان ، قال أَبُو إِسْحَاق : إِنما سُمّي الرَّجَزُ رَجَزاً لأَنّه تَتَوَالَى فيه في أَوَّله حَركة وسُكُون ثمّ حَرَكَة وسُكُون ، إِلى أَن تَنْتَهِيَ أَجزاؤُه ، يُشَبَّهُ بالرَّجَز في رِجْل الناقَة ورِعْدَتِها ، وهو أَن تَتَحَرَّك وتَسْكُنَ ، وقِيلَ : سُمّيَ بذلك لِتَقَارُبِ أَجْزَائِه واضْطِرابِهَا وقِلّةِ حُروفِه ، وقيل : لأَنّه صُدُورٌ بلا أَعْجَاز. وقال ابنُ جِنّي : كلّ شِعْرٍ تركَّبَ تَرْكِيبَ الرَّجَز يُسَمَّى رَجَزاً. وقال الأَخفش مرَّةً : الرَّجَز عند العرب : كلّ ما كَانَ على ثَلاثَةِ أَجْزَاءٍ ، وهو الذي يَترنَّمُون به في عَمَلهم وسَوْقِهِم ويَحْدُون به. قال ابنُ سِيدَه : وقد رَوَى بَعْضُ مَنْ أَثِق به نَحْوَ هذا عن الخَلِيل. وقد اختُلِف فيه ، فزَعَم قَوم أَنّه ليس بِشِعْر ، وأَن مَجَازَه مَجازُ السّجْع ، وهو عند الخَلِيل شِعْرٌ صَحِيح ، ولو جاءَ منه شَيءٌ على جُزْءٍ وَاحد لاحْتَمل الرّجَزُ ذلك لحُسْن بِنَائه. هذا نَصُّ المُحْكَم. وفي التَّهْذِيب : زَعَم الخليلُ أَنّه ليس بِشِعْر وإِنّمَا هو أَنصافُ أَبْياتٍ وأَثْلاثٌ ، ودَليلُ الخَلِيل في ذلك ما رُوِيَ عن النّبيّ صلىاللهعليهوسلم في قوله :
سَتُبدِي لَكَ الأَيّامُ ما كُنتَ جاهِلاً |
|
(٦) ويأْتِيك مَن لم تُزوَّد بالأَخْبَارِ |
قال الخليل : لو كان نِصْفُ البَيْت شِعْراً ما جَرَى على لِسَان النّبيّ صلىاللهعليهوسلم :
ستُبدِي لكَ الأَيّامُ ما كُنتَ جَاهِلاً
وجاءَ بالنِّصفِ الثّاني على غَيْر تَأْلِيف الشِّعْر ؛ لأَنّ نِصفَ البَيْت لا يُقَال له شِعْر ولا بَيْت ، ولو جاز أَن يُقَال لِنصْف البيْت شِعرٌ لقِيل لجزْءٍ منه شعْر ، وقد جَرَى على لسان النبيّ صلىاللهعليهوسلم :
«أَنَا النَّبِيِّ لا كَذِبْ ، |
|
أَنا ابنُ عَبْدِ المُطّلب»(٧). |
قال :
__________________
(١) بهامش المطبوعة المصرية : «أسقط المصنف والشارح قبل هذه المادة مادة ذكرها في اللسان ونصه : رأز : الرَّأز : من آلات البنائين والجمع رَأْزَةٌ. قال ابن سيده : هذا قول أهل اللغة ، قال : وعندي : اسم للجمع اه».
(٢) كذا بالأصل «الأعجز» بالزاي ، وصوابه الأعجر بالراء ، ففي اللسان «ربس» : وكبش ربيس وربيز أي مكتنز أعجز.
(٣) في القاموس : «الأكباش».
(٤) سورة المدثّر الآية ٥.
(٥) سورة الأعراف الآية ١٣٤.
(٦) البيت لطرفة ، من معلقته وعجزه :
ويأتيك بالأخبار من لم تزوَّدِ
(٧) في اللسان : قال الحربي : ولم يبلغني أنه جرى على لسان النبي صلىاللهعليهوسلم