الشاعر ، وله ناقَةٌ أُخْرَى اسمهَا الجُمَانُ ، قال فيهما أَبو زُبَيْدٍ المذكور ، يذكر غُلامَه المَقْتُولَ :
قد كُنْتَ في مَنْظَرٍ ومُسْتَمَعِ |
|
عنْ نَصْرِ بَهْرَاءَ غيرِ ذِي فَرَسِ (١) |
تَسْعَى إِلى فِتْيَةِ الأَراقِمِ واسْتَعْ |
|
جَلْت قبلَ الجُمَان والغَبَس (٢) |
وغَبَسَ اللَّيْلُ غَبساً وَأَغْبَسَ ، مثل غَبَشَ وأَغْبَشَ ، وفي بعض النُّسَخ : اغْبَشَّ ، كاحْمَرَّ ، والصواب الأَوَّل واغْبَاسَّ ، كاحْمارَّ ، وهذه عن الأَصْمَعيّ : أَظْلَمَ.
وأَبو عمرو أَحمَد بنُ بِشْر بن محمَّدٍ التُّجِيبيُّ المُحَدِّثُ ، يُعْرَفُ بابن الأَغْبَس ، مات بالأَنْدَلُس سنة ٣٢٣ ، وقد حَدَّث بشْيءٍ.
* وممّا يسْتَدْرك عليه :
اغْبَسَّ الذِّئْب اغْبِسَاساً.
وقيلَ : الأَغْبَس من الذِّئاب : الخَفيفُ الحَريص.
والغُبْسَةُ ، بالضّمِّ : لَوْنٌ بَيْنَ السَّواد والصُّفْرَة.
وحِمَارٌ أَغْبَسُ ؛ إِذا كَان أَدْلَمَ.
وغَبَسَ وَجْهَه : سَوَّده.
وغَبِسَ اللَّيْلُ غَبَساً وغُبْسَةً ، كفَرِحَ ، لغةٌ في غَبِشَ غَبَشاً ، نقله ابنُ القطَّاع.
ولا أَفْعَلُه سَجِيسَ غُبَيْسِ الأَوْجَسِ ، أَي أَبَدَ الدَّهْرِ.
وغَبَسٌ محَرَّكةً ، محدِّثٌ ، روى عن ابن بُريْدَةَ (٣).
[غدس] : أَبو الغَيْدَاس ، أَهْمَلَه الجَوْهَريُّ وصاحب اللِّسَان والصّاغَانيُّ في التَّكْملَة ، وعَزَاه في العبَاب إِلى الخارْزَنْجيِّ ، قال : هي كُنْيَةُ الذَّكَر. ، [غدمس] ، [غذمس] : غُدَامِسُ ، بالضَّمِّ ، وهو المشهور ويفْتَحُ ، وبإِعجام الذَّال ، وقد أَهْملَه الجَوْهَريُّ وصاحب اللَّسَان ، وأَوْردَه الصّاغَانيُّ ، ولكنه ضَبَطه في كِتابَيْه بإِهْمَال الدّال (٤) : د ، بالمَغْرب ضارِبَةٌ في بِلادِ السُّودانِ بَعْدَ بلاد زَافُون ، منهَا الجُلُودُ الغُذَامِسيَّةُ ، كأَنَّهَا ثِيَابُ الخَزِّ ، في النُّعومَة. قلْتُ : وإِليها نُسِب الإِمامُ المُقْرئُ الجَمَالُ أَبو عَبْد الله محمّد بنُ عبد الله الغُدَامِسيُّ ، مِمَّن تَلَا على العِزِّ عبدِ العَزِيزِ بنِ الحَسَنِ بنِ عِيسَى التواتيّ ، نزِيلِ الطَّائِف ، وعنه عبدُ الله بنُ أَبي بَكْر بنِ أَحمد الحَضْرَمِيّ الشَّهِير ببا شُعَيْب ، وغيرُه.
[غرس] : غَرَسَ الشَّجَرَ يَغْرِسُه غَرْساً : أَثْبَتَه في الأَرْضِ ، كأَغْرَسَه وهذِه عن الزَّجَّاج. والغَرْسُ (٥) بالفتحِ : الشَّجَر المَغْروس ، ج أَغْرَاسٌ وغِرَاسٌ ، بالكَسْر.
وبِئْرُ غَرْسٍ : بالمَدِينَة ، وهو بالفَتْحِ ، على ما يَقتضِي سِياقُ المصنِّفِ ، وهو الذي جَزَم به ابنُ الأَثِيرِ وغيره ، وصَوَّبَه السيّدُ السَّمْهودِيُّ ، وحكَى الأَخِيرُ في توَارِيخِه عن خَطِّ المَرَاغِيِّ ضَمَّ الغَيْنِ ، وكذلِك ضبَطه الحافِظُ الذَّهَبِيُّ ، وهو المَشْهور الجارِي على الأَلْسِنَة.
وقد تَعَقَّبَه الحافظُ ابنُ حَجَرٍ ، وصَوَّب الفَتْحَ ، ومنه الحديث «غَرْسٌ من عُيُون الجَنَّة» رَوَاهُ ابنُ عبّاسٍ مَرْفُوعاً ، ويَعْضُدُه حديثُ ابن عُمَرَ : «قالَ رَسُولُ الله صلىاللهعليهوسلم وهو جالسٌ على شَفِيرِ بِئْرِ غَرْسٍ : رأَيتُ اللَّيْلَةَ أَنِّي جالِسٌ على عَيْنٍ من عُيُونِ الجَنَّةِ» يَعْنِي هذِه البِئْرَ ، وعن عُمَر بنِ الحَكَمِ مُرْسَلاً : قالَ رسولُ الله صلىاللهعليهوسلم : «نِعْمَ البِئْرُ بِئْرُ غَرْسٍ ، هِيَ مِنْ عُيُونِ الجَنَّةِ». وغُسِّلَ صلىاللهعليهوسلم مِنْها ، كما نقلَه أَرْبَابُ السِّيَرِ.
ووَادِي الغَرْسِ قُرْبَ فَدَكَ ، بينَها وبينَ مَعْدنِ النَّقْرَةِ ، وقال الواقِدِيُّ رحِمَه الله : كانَت مَنازِلُ بَنِي النَّضِيرِ بنَاحِيَةِ الغَرْسِ.
والغِرْسُ ، بالكَسْرِ : ما يَخْرُجُ مَعَ الوَلَدِ كأَنَّه مُخَاطٌ ، وقِيلَ : ما يَخْرُج على الوَجْهِ ، وقال الأَزْهرِيُّ : الغِرْسُ : جِلْدَةٌ رَقِيقَةٌ تَخْرُج مع الوَلَدِ إِذا خَرَج من بَطْنِ أُمِّهِ. وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ : الغِرْسُ : المَشِيمَةُ ، أَو الغِرْسُ : جُلَيْدَةٌ رَقِيقَةٌ
__________________
(١) في شعراء إسلاميون ، شعر أبي زبيد ص ٦٣٦ : «هل كنت» وهل تأتي بمعنى «قد» انظر تخريجه هناك.
(٢) شعراء إسلاميون : «الجمان والقبس» وبالأصل «والغلس» وما أثبت والغبس عن الشعر والشعراء ١ / ٢٢٠.
(٣) عن المطبوعة الكويتية وبالأصل «ابن دريد».
(٤) قيدها ياقوت : غدامس بفتح أوله ويضم ، وهي عجمية بربرية فيما أحسب.
(٥) ضبطت في القاموس بالتحريك ، وما أثبت عن اللسان.