رُكِّبَ له ، وكانَ قبلَ جالِينُوس ، وأَنه مُسَهِّلٌ من غَيْرِ مَشَقَّة ، وأَنه يَنْفَعُ من النِّسْيَان ، وتَرْكِيبُه من خَمْسَةٍ وعشرينَ جُزْءًا.
وطُوسُ : د ، م ، أَي بلدٌ معروفٌ بخُراسانَ ، وقد نُسِبَ إِليه خَلْقٌ كثيرٌ من قُدَمَاءِ المحدِّثين ، مثل محمّدِ بنِ أَسْلَمَ الطُّوسِيِّ ، وغيرِه.
وطَوَاسٌ ، كسَحابٍ : ع ، وضبطه ابنُ دُرَيْدٍ بالضمِّ (١) ، وفي المُحْكَم : طُوسُ وطُوَاسُ : مَوْضِعَان ، وضَبَطَه الأُرْمَوِيّ بضَمِّهِما ، وضبطه الصّاغَانِيُّ أَيضاً بالضّمّ ، فظَهَر من جَمِيعِ هذه الأَقْوَالِ أَنَّ ضَبْطَ المُصَنِّفِ خَطَأٌ.
وطَوَاسٌ : لَيْلَةٌ من ليالِي المحَاقِ ، هكذا ضَبَطَه الصّاغَانِيُّ بالفَتْحِ ، فاغْتَرَّ به المُصَنِّف ، والصوابُ ما في المُحْكَم : طُوَاسٌ ، بالضّمّ ، على ما ضَبَطَه الأُرْمَوِيّ ، وقَال : هو من لَيَالِي آخِرِ الشَّهْرِ.
والطاسُ : الإِناءُ يُشْرَبُ فيه ، وفي المُحْكَمِ : به ، قال : وقال أَبُو حَنِيفَةَ : وهو القَاقُزَّةُ (٢).
والطّاوُوسُ : طائرٌ حَسَنٌ ، م ، هَمزته بَدَلٌ من واو ، لقوْلِهم : طَوَاوِيسُ تَصْغِيرُه طُوَيْسٌ ، بعد حَذْفِ الزِّياداتِ ، ج : أَطْوَاسٌ باعْتِقَادِ حذفِ الزِّيَادَةِ ، قال رُؤْبَةُ :
كَما اسْتَوَى بَيْضُ النَّعَامِ الأَمْلاسْ |
|
مِثْلُ الدُّمَى تَصْوِيرُهُنَّ أَطْوَاسْ |
وطَوَاوِيسُ ، وهذِه أَعْرَفُ.
وقال المُؤَرِّجُ : الطَّاوُوسُ (٣) : الجَمِيلُ من الرِّجالِ ، بلُغَةِ الشّامِ ، وأَنشد :
فلَوْ كُنْتَ طاوُوساً لَكُنْتَ مُمَلَّكاً |
|
رُعَيْنُ ولكنْ أَنْتَ لأْمٌ هَبَنْقَعُ |
هكذا أَوْرَدَه الصّاغَانِيُّ ، وفي التَّهْذِيبِ : «مُمَلَّقاً» والَّلأْمُ : اللَّئِيمُ ، ورُعَيْن : اسمُ رجُلٍ.
قال : والطّاوُوسُ : الفِضَّةُ بلُغَةِ اليَمَنِ ، ونقلَه الزَّمَخْشَرِيّ أَيضاً. والطّاوُوسُ : الأَرْضُ المُخْضَرَّةُ التي فيهَا ، ونَصُّ الأَزْهَرِيِّ والصّاغَانِيِّ : عَلَيْهَا ، كُلُّ ضَرْبٍ من النَّبْتِ ، وفي التّهذِيبِ : من الوَرْدِ أَيَّامَ الرّبِيعِ.
وطاوُوسُ بن كَيْسَانَ اليَمَانِيُّ تَابِعِيٌّ ، هَمْدَانِيٌّ ، من بَنِي حِمْيَرَ ، كُنْيَتُه أَبو عَبْدِ الرْحْمنِ ، ووَلَدُه أَبُو محمَّدٍ عبدُ الله ، من أَتْبَاعِ التّابِعِين ، وفيه يَقُولُ الزَّمَخْشَرِيّ : كان خُلُقُ طاوُوسَ يَحْكِي خَلْقَ الطّاوُوس.
قال الصّاغَانِيُّ : والاخْتِيَارُ أَنْ يُكْتَبَ الطَّاوُسُ عَلَماً بواو واحدة ، كداوُدَ.
وطَوَاوِيسُ : ة ببُخَاراءَ (٤).
وطُوَيْسٌ كزُبَيْرٍ : مُخَنَّثٌ ، كان يُسَمَّى طاوُوساً ، فلمّا تَخَنَّثَ تَسَمَّى بِطُوَيْسٍ ويُكَنَّى (٥) بأَبِي عَبْدِ النَّعِيمِ ، وفي الصّحاحِ : تَسَمَّى بعَبْدِ النعِيم ، وقالَ في نَفْسِه :
إِنَّنِي عَبْدُ النَّعِيمِ |
|
أَنا طَاوُوسُ الجَحِيمِ |
وأَنا أَشْأَمُ مَنْ يَمْ |
|
شِي على ظَهْرِ الحَطِيمِ |
وهو أَوَّلُ من غَنَّى في الإِسْلامِ بالمَدِينَةِ ، ونَقَر بالدُّفِّ المُرَبَّعِ ، وكانَ أَخَذَه من سَبْيِ فارِسَ ، وكان خَلِيعاً يُضْحِكُ الثَّكْلَى الحَزْنَى. ويُضْرَب به المَثَلُ في الشُّؤْمِ ، ويُقَال : أَشْأَمُ مِنْ طُوَيْسٍ ، قال ابنُ سِيدَه : وأُرَاه تَصْغِيرَ طاوُوس مُرَخَّماً.
وكَانَ يَقُول : يا أَهْلَ المَدِينَةِ تَوَقَّعُوا خُرُوجَ الدَّجّالِ ما دُمْتُ بَيْنَ ظهْرَانِيْكُمْ ، فإِذا مُتُّ فقد أَمِنْتُم ، فتَدَبَّرُوا ما أَقُولُ ، إِن أُمِّي كانَتْ تَمْشِي بالنَّمائِمِ بينَ نِسَاءِ الأَنْصَارِ ، ثمّ وَلَدَتْنِي في اللَّيْلَةِ التي ماتَ فِيهَا رَسُولُ الله صلىاللهعليهوسلم ، وفَطَمَتْنِي يومَ ماتَ أَبو بَكْرٍ ، رضِيَ الله تَعَالى عنه ، فكان عُمْرُه إِذا ذَاك سَنَتَيْنِ وأَرْبَعَةَ أَشهر ، وبَلَغْتُ الحُلُمَ يومَ مَات عُمَرُ ، رضي الله تعالى عنه ، فكان عُمْرُه إِذْ ذاك ثلاثَ عَشْرَةَ سنةً كَوَامِلَ ، وتَزوَّجتُ يومَ قُتِلَ عُثْمَانُ ، رضياللهعنه ، ووُلِد لي يومَ قُتِلَ علِيٌّ ، رضِيَ الله عنه ، فكانَ عُمْره إِذ ذاك أَرْبَعِينَ سنةً ، فمَنْ مِثْلِي في الشُّؤْمِ؟! : اللهُمَّ أَعِذْنا من بَلائِكَ.
وحَدِيثُه هذا كما أَوْرَدَه المُصَنِّف مُسْتَوْفًى في مَجْمَعِ الأَمْثَالِ للمَيْدَانِيّ ، والمُسْتَقْصَى للزَّمَخْشَرِيّ ، وشَرْحِ المَقَامَاتِ للشِّرِيشِيّ.
__________________
(١) الجمهرة ٣ / ٢٩.
(٢) اللسان : القاقوزة.
(٣) في التهذيب واللسان ورد ، هنا وفي الشاهد ، الطاءوس بالهمز. وما بالأصل يوافق التكملة.
(٤) في القاموس : ببخارى.
(٥) عن القاموس وبالأصل وتكنى.