وقالَ أَبو حَنِيفَةَ رَحِمَهُ الله : الجِلْدَاسِيُّ مِن التِّينِ : أَجْوَدُه ، يَغْرِسُونه غَرْساً ، وهو تَينٌ أَسْوَدُ ، وليس بالحالِكِ ، فيه طولٌ ، وإِذا بَلَغ انْقلَعَ بأَذْنابِه ، وبُطُونُه بِيضٌ ، وهو أَصْلُ (١) تِينِ الدُّنْيَا ، وإِذا امْتَلأَ منه الآكِلُ أَسْكرَه ، وقَلَّ من يُكْثِر من أَكْلِه عَلَى الرِّيقِ لشِدَّةِ حَلاوَتِه.
[جمس] : الجَامُوسُ : نوعٌ من البَقَرِ ، م ، معروفٌ ، مُعَرَّبُ كَاوْمِيش ، وهي فارِسِيَّةٌ ، ج الجَوَامِيسُ ، وقد تَكَلَّمَتْ بهِ العَرَبُ ، وهي جامُوسَةٌ.
خالَفَ هنا قاعِدَتَه : وهي بهاءٍ.
وجُمُوسُ الوَدَكِ : جُمُودُه ، وقد جَمسَ يَجْمُسُ جَمْساً ، وجَمسَ ، كنَصَرَ وكَرُمَ ، وقد أَغْفَلَه المُصَنِّفُ ، وكذا الماءُ ، أَو أَكْثَرُ ما يُسْتَعْمَلُ في المَاءِ جَمَدَ ، وفي السَّمْنِ ، وغَيْرِه كالوَدَكِ جَمسَ ، وكان الأَصْمَعِيُّ يَعِيبُ قولَ ذِي الرُّمَّةِ :
نَغَارُ إِذا ما الرَّوْعُ أَبْدى عنِ البُرَى (٢) |
|
ونَقْرِي عَبِيطَ اللَّحْمِ والماءُ جامِسُ |
ويَقُول : إِنّمَا الجُمُوسُ للوَدكِ ، كما رَوَاهُ عنه أَبو حاتِمٍ ، ومنه قولُ عُمَر رضِي الله عنه ، وقد سُئلَ عن فَأْرَةٍ وَقَعتْ في السَّمْنِ ، فقال : «إِنْ كانَ جَامِساً أُلْقِيَ ما حَوْلَهُ وأُكِلَ».
والجَامِسُ من النَّبَاتِ : ما ذَهَبَتْ غُضُوضَتُه ورُطُوبَتُه فولَّى وجَسَأَ ، قاله أَبو حنِيفَة.
والجُمْسةُ ، بالضَّمِّ : القِطْعَةُ من الإِبِلِ ، نقله الصّاغَانِيُّ في العُبَاب.
وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : الجُمْسَةُ من التَّمْر : اليابِسُ ، صَوابُه : اليابِسة ؛ لأَنَّهَا صِفَةٌ للقِطْعَةِ ، ومثله في المُحْكمِ. قال الأَصْمَعِيُّ : يُقال للرُّطَبَةِ والبُسْرَة إِذا أَرْطَبَ كُلُّها وهي صُلْبَةٌ لم تنْهَضِمْ بَعْدُ فهِيَ جُمْسَةٌ ، وجَمْعُها جُمْسٌ ، وهكذا قال الزَّمَخْشَرِيُّ أَيضاً.
والجَمْسَةُ ، بالفَتْح : النّارُ ، بلُغَةِ هُذَيْلٍ ، عن ابنِ عَبّادٍ.
ويُقَال : ليْلَةٌ جُمَاسِيَّة ، بالضَّم ، أَي بارِدَةٌ يَجْمُسُ فيها الماءُ ، عن الفرّاءِ نَقلهُ الصَّاغانِيُّ.
والجَمَامِيسُ : جِنْسٌ من الكَمْأَةِ ، لم يُسْمعْ بِوَاحِدِهَا ، قالهُ أَبو حَنِيفَة ، وأَنْشدَ الفَرّاءُ :
وما أَنا والغَادِي وأَكْبَرُ هَمِّه |
|
جَمَامِيسُ أَرْضٍ فوْقَهُنَّ طُسُومُ (٣) |
وقَال الأُمَوِيُّ : هي الجمَامِيسُ للكمْأَةِ ، ويُقَال : إِنّ وَاحِدَها جَامُوسٌ ، كما في اللِّسَانِ.
وصَخْرَةٌ جَامِسَةٌ : يابِسَةٌ ثابِتَةٌ في مَوْضِعِهَا لازِمَةٌ لمَكانِهَا مُقْشعِرَّةٌ.
* وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه :
كفْرُ الجَامُوسِ : مَوضِعٌ شرْقِيِّ مِصْر.
ودارُ الجامُوسِ : قَرْية بمصر.
وابن الجَامُوسِ اشْتَهَرَ بِه الزَّيْنُ عبدُ الرّحْمنِ بنُ محمَّدِ بن محمّدِ بنِ عبدِ الرَّحْمنِ الأَسَدِيُّ الدِّمَشْقِيُّ الشّافِعِيُّ ، وَالِد عُمَرَ ، سمِعَ على الجَمَال بنِ الشَّرَايحِيّ أَمالِيَ ابنِ شَمْعُون ، توفي سنةَ ٨٧٣.
[جنس] : الجِنْسُ ، بالكَسْرِ : أَعَمُّ من النَّوْعِ ، ومنه المُجَانَسَةُ والتَّجْنِيسُ ، وهُو : كُلُّ ضرْب من الشَّيْءِ ومن النّاسِ ومن الطَّيْرِ ، ومن حُدودِ النَّحْوِ والعَرُوضِ ، ومن الأَشْيَاءِ جُمْلةً ، قال ابنُ سيدَه : وهذا على مَوْضُوعِ عِبَارَاتِ أَهْلِ اللُّغةِ ، وله تحْدِيدٌ ، فالإِبِلُ : جِنْسٌ من البَهَائِم العُجْمِ ، فإِذا وَالَيْتَ سِنًّا من أَسْنَانِ الإِبِلِ [عَلى حِدَة] (٤) فقد صَنَّفْتَهَا تَصْنِيفاً ، كأَنَّكَ جَعَلْتَ بنَاتِ المَخَاضِ مِنْهَا صِنْفاً وبَنَاتِ اللَّبْونِ صِنْفاً ، والحِقَاق صِنْفاً ، وكذلِك الجَذَعُ (٥) والثَّنِيّ والرُّبَع.
والحَيَوانُ أَجْنَاسٌ ، فالنّاسُ جِنْسٌ ، والإِبِلُ جِنْسٌ ، والبَقَرُ جِنْسٌ ، والشّاءُ جِنْسٌ. ج أَجْناسٌ وجُنُوسٌ ، الأَخِيرَةُ عن ابنِ دُرَيْد ، قال الأَنْصَارِيُّ يصِفُ نخْلاً :
تَخَيَّرْتُهَا صالِحَاتِ الجُنُو |
|
سِ لا أَسْتَمِيلُ ولا أَسْتَقِيلُ |
ومن سجَعَاتِ الأَسَاسِ : النّاسُ أَجْناس ، وأَكْثَرَهُمْ أَنْجَاس.
__________________
(١) اللسان : أحلى تين الدنيا.
(٢) عن الديوان وبالأصل «الثرى».
(٣) اللسان والتكملة باختلاف الرواية فيهما.
(٤) زيادة عن التهذيب واللسان.
(٥) التهذيب : الجذاع.