* وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه :
المَجْلِسُ : الناسُ ، حكاهُ شَيْخُنَا عن أَبي [عليٍّ] القَالِي ، وأَنْشَدَ :
نُبِّئْتُ أَنَّ النّارَ بَعْدَكَ أُوقِدَتْ |
|
واسْتَبَّ بَعْدَكَ يا كُلَيْبُ المَجْلِسُ |
الشّعْرُ لمُهَلْهِلٍ. قلْت : وأَحْسَنُ من هذا ما قَالَه ثَعْلَبٌ : إِن المَجْلِسَ جَمَاعَةُ الجُلُوسِ ، وأَنْشَدَ :
لَهُمْ مَجْلِسٌ صُهْبُ السِّبَالِ أَذِلَّةٌ |
|
سَوَاسِيَةٌ أَحْرَارُها وعَبِيدُها |
وفي الحَدِيث : «وإِنَّ مَجْلِسَ بَنِي عَوْفٍ ينْظُرُون إِليهِ» ، أَي أَهْلَ المَجْلِسِ ، على حَذْفِ المُضَافِ.
وفي الأَسَاسِ : رأَيْتُهُم مَجْلِساً ، أَي جالِسِين.
وجَالَسَه مُجَالسَةً وجِلَاساً. وذكر بعض الرِّجَالِ فَقَالَ : كَرِيمُ النِّحَاس طَيِّبُ الجِلَاس.
وتَجَالَسُوا فتَآنَسُوا. ولا تُجَالِسْ من لا تُجَانِس.
وجَلَسَ الشّيْءُ : أَقَامَ ، قال أَبو حَنِيفَةَ : الوَرْسُ يُزْرَعُ سَنَةً فيَجْلِسُ عَشْرَ سِنِينَ ، أَي يُقِيمُ في الأَرْضِ ، ولا يَتَعَطَّلُ.
وابْنا جالِسٍ وسَمِيرٍ : طَرِيقان يُخَالِفُ كُلُّ وَاحِدٍ منهُمَا صاحِبَه ، قال الشّاعِرُ :
فإِنْ تَكُ أَشْطَانُ النَّوَى اخْتَلَفَتْ بِنَا |
|
كما اخْتَلَفَ ابْنَا جَالِسٍ وسَمِيرِ |
وهو مَجازٌ.
وجَلسَت الرَّخَمَةُ : جَثَمَتْ. عن أَبِي (١) الهَيْثَمِ [وفُلانٌ جَلِيسُ نَفْسِه] : (٢) يُقَال ذلِكَ لمَنْ كانَ من أَهْل العُزْلةِ ، وهو مَجاز ، ذَكَرَه الزَّمَخْشَرِيُّ.
والجَلْسُ : الصَّخْرَةُ العَظِيمَةُ الشَّدِيدَةُ ، قِيل : وبه شُبِّهَتِ النّاقَةُ.
وجَلَسَ القَوْمُ يَجْلِسُون جَلْساً : أَتَوا الجَلْسَ ، وفي التَّهْذِيب : أَتَوْا نَجْداً ، قال الشّاعِرُ ، وهو العَرْجِيُّ :
شِمَالَ مَنْ غَارَ بِهِ مُفْرِعاً |
|
وعَنْ يَمِينِ الجَالِسِ المُنْجِدِ |
وقالَ مَرْوَانُ بنُ الحَكَمِ :
قُلْ لِلْفَرَزْدَقِ والسَّفَاهَةُ كاسْمِها : |
|
إِن كُنْتَ تارِكَ ما أَمَرْتُكَ فاجْلِسِ |
أَي ائْتِ نَجْداً ، وأَنْشَدَ الزَّمَخْشَرِيُّ لدُرَيْدٍ :
حَرَامٌ عَلَيْهَا أَنْ تُرَى في حَيَاتِهَا |
|
كمِثْلِ أَبِي جَعْدٍ فغُورِي أَو اجْلِسِي |
وَرَأَيْتُهُم يَعْدُونَ جالِسِين ، أَي مُنْجِدِين.
وجَلَس السَّحَابُ : أَتى نَجْداً ، قال ساعِدَةُ بنُ جُؤيَّةَ :
ثُمَّ انْتَهَى بَصَرِي وأَصْبَحَ جَالِساً |
|
منهُ لنجْدٍ طائِقٌ مُتَغَرِّبُ (٣) |
وعَدّاه بالّلام لأَنّه في مَعْنَى عامِداً له ، وفي الحَدِيثِ : «أَنّه أَقْطَعَ بِلالَ بنِ الحارِثِ مَعادِنَ القَبَلِيّةِ (٤) غَوْرِيَّها وجَلْسِيَّها». قلتُ : وهي في ناحِيَةِ الفُرْعِ.
وقِدْحٌ جَلْسٌ : طَوِيلٌ ، خِلَافُ نِكْسٍ ، وقد تَقَدَّم.
وقد سَمَّوْا جَلاّساً ، ككَتّانٍ.
وفي الأَساس : رَآنِي قائماً فاسْتَجْلَسَنِي. قلْت : وهذا على خِلافِ ما ذَكَرْناه من الفَرْقِ في أَولِ المادّة.
وأَبو الجُلَاس عُقْبَةُ بنُ يَسارٍ الشّامِيّ ، رَوَى عن عليِّ بنِ شَمّاخ ، على خِلافٍ ، وعنه عبدُ الوارِثِ أَبو سَعِيدٍ ، ذكرَه المِزِّيُّ في الكُنَى ، وعُلاثَةُ بنُ الجُلَاس الحَنْظَلِيُّ : فارِسٌ شاعِرٌ.
وأَجْلَسْتُه في المَكَانِ : مَكَّنْتُه في الجُلُوسِ.
[جلدس] : * وممّا يُسْتدْرَكُ عَلَيْه :
جِلْداسٌ ، بالكَسْر : اسمُ رجُلٍ ، قال :
عَجِّلْ لنَا طَعامَنَا يا جِلْداسْ |
|
على الطَّعَامِ يَقْتُلُ النّاسُ النّاسْ |
__________________
(١) العبارة في الأساس واللسان بدون عزو ، وفي التكملة وقالت أم الهيثم : جلست الرخمة إذا جثمت.
(٢) زيادة عن الأساس.
(٣) بالأصل «طائف متغرب» وما أثبت عن ديوان الهذليين.
(٤) في النهاية واللسان : معادن الجبلية.