والجَنسُ بالتَّحْرِيكِ : جُمُودُ الماءِ وغَيرِه ، عن ابنِ الأَعْرَابِيّ ، نَقَلَه الأَزْهَرِيُّ عنه. وليسَ عنده «وغَيْرِه».
وقالَ أَيضاً : الجُنُسُ ، بضَمَّتَيْنِ : المِيَاهُ الجامِدَةُ. وكأَنَّهُ لغةٌ في الجُمُسِ بالمِيمِ ، وقد تقَدَّم.
والجَنِيسُ ، كأَمِير : العَرِيقُ في جِنْسِه ، نقَلَه ابنُ عَبّادٍ.
والجِنِّيسُ ، كسِكِّيتٍ : سَمَكةٌ بينَ البَيَاضِ والصُّفْرَةِ.
نَقَله الصاغانِيُّ أَيضاً.
والمُجَانِسُ : المشاكِلُ ، يقَال : هذا يُجَانِسُ هذا ، أَي يُشاكِلُه ، وفُلانٌ يُجَانِسُ البَهَائِمَ ولا يُجَانِسُ النّاسَ ، إِذا لمْ يكُنْ له تَمْيِيزٌ وعَقْلٌ.
وجَنسَتِ الرُّطَبَةُ ، إِذا نَضِج كُلُّهَا فكَأَنَّهَا صارَتْ جِنْساً وَاحِداً ، أَو أَنّهَا مِثْلُ جَمَسَتْ ، بالمِيمِ ، إِذا رَطُبَتْ وهي صُلْبَةٌ ، كما تقدَّم.
والتَّجْنِيسُ تفْعِيلٌ مِن الجِنْسِ ، وكذلك المُجَانسَةُ مُفَاعَلَةٌ منه ، وقَوْلُ الجَوْهَرِيِّ عن ابنِ دُريْد : إِنَّ الأَصْمعِيَّ كانَ يقُولُ : الجِنْسُ المُجانسَةُ من لُغَاتِ العَّامَةِ ، غلطٌ ؛ لأَنَّ الأَصْمَعِيَّ وَاضِعُ كِتَاب الأَجْناسِ ، وهو أَوَّلُ من جاءَ بهذا اللَّقَبِ. قلتُ : هذا التَّغْلِيطُ هو نصُّ ابنِ فارِس في المُجْمَلِ الذِي نَقَلَ عن الأَصْمَعِيِّ أَنّه كان يَدْفعُ قَوْلَ العَامَّةِ : هذا مُجَانِسٌ لِهذَا ، إِذا كانَ من (١) شَكْلِه ، ويَقُولُ : ليس بعَرَبِيٍّ صَحِيح ، يَعْنِي لَفْظَة الجِنْسِ ، ويقولُ : إِنّهُ مُوَلّدٌ ، وقولُ المُتكَلِّمِينَ : الأَنْوَاعُ مَجْنُوسَةٌ للأَجْنَاسِ ، كلامٌ مُوَلّد ؛ لأَنّ مثلَ هذا ليس من كلامِ العَرَبِ ، وقولُ المُتَكَلِّمِينَ : تَجَانَس الشَّيْئانِ : ليس بعربِيٍّ أَيضاً ، إِنّمَا هو توسُّعٌ ، هذا الذِي نقله صاحِبُ اللِّسَانِ وغيرُه ، فقولُ المُصَنِّفِ : كان يقولُ ، إِلى آخره ، مَحَلُّ نظر ؛ إِذ ليس هذا من قوْلِه ، ولا هُوَ ممن يُنْكِرُ عَربِيَّة لفظِ المُجَانَسَةِ والتَّجْنِيس لغيرِ معْنى المُشاكلةِ ، وإِذا فُرِض ثُبُوتُ ما ذَكَره المُصَنِّفُ فلا يَلْزمُ من نَفْيِ الأَصْمَعِيِّ لذلِك نَفْيُه بالكُلِّيَّةِ ، فقَدْ نقله غيرُهُ ، ولا يَخْفَى أَنَّ الجَوْهَرِيّ ناقِلٌ ذلِك عن ابنِ دُريْدٍ ، وقد تابَعَه على ذلك ابنُ جِنِّي عن الأَصْمَعِيِّ ، فهو عند أَهلِ الصِّناعةِ كالمُتواتِرِ عنه ، فكيف يُنْسَبُ الغلطُ إِلى الناقِلِ وهو بهذه المَثابَةِ؟ وأَيّ جامِعٍ بين نَفْيِ المُجَانسَةِ والجِناسِ وبين إِثْبَاتِ الأَجْناسِ وأَنّه أَلَّف فيها؟ وكيف يكونُ أَنَّه أَوّلُ من جاءَ بهذا اللَّقبِ ، وقد ثبَتَ ذلك من غيْرِه من أَئِمَّةِ اللُّغةِ المُتقدِّمِينَ؟ وعلى كُلِّ حالٍ فكلامُ المُصَنِّفِ مع قُصُورِه في النَّقْلِ لا يَخْلُو عن النَّظرِ مِن وُجُوهٍ شَتَّى ، فتَأَمَّلْ تَرْشُد.
* وممّا يُسْتدْركُ عليْه :
قَولهم : جِىءْ بهِ من جِنْسكِ ، أَي من حَيْثُ كَانَ ، والأَعْرفُ من حَسِّك والجِناسُ الّذِي يَذْكُرُه البَيَانِيُّون مُوَلَّدٌ.
وعليُّ بن سَعَادَةَ بنِ الجُنَيْسِ ، كزُبَيْرٍ ، الفَارِقِيُّ العطّارِيُّ مات سنة ٦٠٢.
«فائدة» ولأَهْلِ البَدِيعِ كلامٌ في الجِنَاسِ وتَعْرِيفِه لا يَسَعُ المَحَلُّ إِيرادَه ، وقَسَّمُوه ، وجَعلُوا له أَنواعاً ، فمنها الجِنَاسُ المُطْلَقُ ، والمُمَاثِلُ ، والتَّامُّ ، والمَقْلُوبُ ، والمُطَرَّفُ ، والمُذَيَّلُ ، واللَّفْظِيُّ ، والّلاحِقُ ، والمَعْنَوِيُّ ، والمُلَفَّقُ ، والمُحرَّفُ ، ولو أَرَدْنا ذِكْرَ شَوَاهِدِ كُلٍّ منها لخَرجْنَا عن المَقْصُودِ ، وقد تضَمَّنَ بيانَ ذلك كُلِّه الموْلى الفاضِلُ بديعُ زمانِه عليُّ بنُ تاجِ الدِّينِ القلعيّ الحَنفِيُّ المَكِّيُّ في كِتابِه «شرْح البَدِيعِيَّةِ» له ، رحمهالله تَعَالى ، فَرَاجِعْهُ إِن شِئْتَ.
ومُجَانس ، بالضَّمّ ، قَرْيَة من أَعْمَال قُوص (٢).
[جنعس] : * ومّما يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه :
نَاقَةٌ جَنْعَسٌ : قد أَسَنَّتْ وفيها شِدَّةٌ ، نقَلَه صاحبُ اللِّسَانِ عن كُرَاع.
[جنفس] : * ومّما يُسْتدْرَكُ عليه :
جَنْفَسَ الرَّجُلُ ، إِذا اتَّخَمَ ، عن ابن الأَعْرَابِيِّ ، هذا مَحَلُّ ذِكْرِه ، وذَكَرَه صاحِبُ اللِّسَانِ في «جفس» (٣) والنُّونُ في ثَانِي الكَلِمَةِ لا تُزَادُ إِلاّ بثَبتِ.
__________________
(١) عن اللسان وبالأصل «في».
(٢) من قوله : ومجانس ... إلى قوله : قوص جاء بالأصل بعد مادة جنفس وقبل مادة جوس ، فقد مناه حسب مقتضى الترتيب ، لارتباطه بمادة جنس.
(٣) كذا بالأصل وقد سها الشارح أن صاحب اللسان أفرده في ترجمة مستقلة وفيه : جنفس : التهذيب : جنفس إذا اتَّخَمَ.