خِلَاطَ من أَعْمَالِ إِرْمِينِيَةَ ، ذاتُ بَسَاتِينَ كَثِيرةٍ ، يُضْرَبُ بتُفّاحِها المَثَلُ في الجَوْدَةِ والكَثْرَةِ والرُّخْصِ ، ويُحْمَلُ إِلى بُلْدَانٍ شَتَّى ، صالَحَ أَهْلُهَا عِياضَ بنَ غَنْمٍ (١) الأَشْعَرِيّ ، وفيها يَقُول أَبو الرِّضَا الفَضْلُ بنَ مَنْصُورٍ الظَّرِيفُ :
بَدْلِيسُ قد جَدَّدْتِ لي صَبْوَةً |
|
بعدَ التُّقَى والنُّسْكِ والصَّمْتِ (٢) |
هَتَكْتِ سِتْرِي في هَوَى شادِنٍ |
|
وما تَحَرَّجْتِ ما خِفْتِ |
وكُنْتُ مَطْوِيًّا على عِفَّةٍ |
|
مَطْوِيَّةٍ (٣) يَمْشِي بِهَا وَقْتِي |
وإِنْ تَحَاسَبْنَا فَقُولِي لَنَا : |
|
مَنْ أَنْتِ يا بَدْلِيسُ؟ مَنْ أَنْت |
وأَيْنَ ذا الشَّخْصُ النَّفيسُ الَّذِي |
|
يَزِيدُ في الوَصْفِ على النَّعْتِ |
[بذغس] : باذْغِيسُ ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ وابنُ مَنْظور ، وهو بسُكُونِ الذّالِ وكَسْر الغَيْن المُعْجَمَتَيْنِ ، وبخَطِّ الصَّاغَانِيِّ الذّالُ مَفْتُوحَةٌ ، ومثله ياقُوت ، قال : ة ، بهَراةَ ، أَنْشَدَ الأَصْمَعِيُّ لنفسِهِ :
جارِيَةٌ من أَعْظَمِ المَجُوسِ |
|
أَبْصَرْتُهَا في بَعْضِ طُرْقِ السُّوسِ |
جَالِسَةً بحَضْرَةِ النّاقُوسِ |
|
تَسُرُّ عَيْنَ النّاظِرِ الجَلِيسِ |
بوَجْهٍ لا كَابٍ ولا عَبُوسِ |
|
وهَيْئَةٍ كهَيْئَةِ العَرُوسِ |
إِذَا مَشَتْ (٤) في مِرطِها المَغموسِ |
|
بالمِسْكِ والعَنْبَرِ والوُرُوسِ |
قد فَتَنَتْ أَشْيَاخَ بَاذَغِيسِ |
أَو باذغِيس : اسمُ بُلَيْدَات وقُرًى كَثِيرَة من أَعْمَالِ هَرَاةَ ، كما حَقَّقَه ياقُوت ، وهو مُعَرَّب بادْخِيزَ (٥) ، وإِنّمَا سُمِّيَت بذلِك لكَثْرَةِ الرِّياحِ بِهَا ، ومَعْنَى بادْخِيز بالفارِسِيَّة : قِيَامُ الرِّيحِ ، أَو هُبُوبُ الرِّيحِ ، قال ياقُوت : قصَبَتُهَا بَوْنُ وبامَئِينُ (٦) : بَلْدَتَان مُتَقَارِبَتَانِ رأَيتُهما غير مَرَّة ، وهي ذاتُ خَيْرٍ ورُخْصٍ ، يكثُرُ فيها شَجَرُ الفُسْتُقِ ، وقيل : إِنّهَا كانت دارَ مَمْلَكَةِ الهَيَاطِلَةِ ، وقد نُسِبَ إِليها جماعةٌ من أَهل الذِّكْرِ ، منهم أَحمَدُ بنُ عَمْرٍو الباذغِيسِيُّ قَاضِيها ، يَرْوِي عن ابنْ عُيَيْنَةَ.
[برس] : البِرْسُ ، بالكَسْرِ : القُطْنُ ، قال الشّاعِرُ :
تَرْمِي اللُّغَامَ على هَامَاتِهَا قَزَعاً |
|
كالبِرْسِ طَيَّرَهُ ضَرْبُ الكَرَابِيلِ |
الكَرَابِيلُ ، جمع كِرْبَالٍ ، وهو مِنْدَفُ القُطْنِ. أَو هو شَبِيهٌ به ، أَو هو قُطْنُ البَرْدِيِّ خاصَّةً ، قالَهُ اللَّيْثُ ، وأَنشد :
كنَدِيفِ البِرْسِ فَوْقَ الجُمّاح
ويُضَمُّ ، عن ابنِ دُرَيْدٍ (٧).
والبِرْسُ : حَذَاقَةُ الدَّلِيلِ ، ويُفْتَحُ ، عن ابنِ الأَعْرَابيِّ.
وفي حَدِيثِ الشَّعْبِيِّ : «هو أَحَلُّ من ماءِ بُرْسٍ». بُرْس بالضمِّ ، كما ضَبَطَه الصّاغَانِيُّ وياقُوت ، وسَيَأْتِي للمصنَفِ ما يَقْتَضِي أَن يَكُونَ بالكَسْرِ ، وهي : أَجَمَةٌ مَعْرُوفَةٌ بسَوَادِ العِراقِ ، وهي الآن قَرْيَةٌ ، وقال الصّاغانِيُّ : ة ، بينَ الكُوفَةِ والحِلَّةِ ، وسيأْتِي له أَيضاً في فارِس أَنّهَا : قَرْيَةً بسَوادِ الكُوفَةِ ، وقال ياقُوت : هو مَوضعٌ بأَرْضِ بابِل ، به آثارٌ لبُخْتُ نَصَّرَ ، وتَلٌّ مُفْرِطُ العُلُوِّ يُسَمّى صَرْحَ البُرْسِ ، إِليه يُنْسَبُ عُبَيْدُ الله (٨) بنُ الحَسَنِ البُرْسِيُّ ، كانَ من جِلَّةِ الكُتَّابِ ، وَلَى ديوان ما دَارَايَا (٩) في أَيّامِ المُعْتَضِدِ وغيرِه.
وقال الحَافِظُ : إِنّهَا قَرْيَةٌ بجَيْلانَ ، بالكَسْر كالمُصَنِّفِ ، ونُسِبَ إِليهَا محمّدُ بنُ يَعْقُوبَ الجَيْلِيُّ البِرْسِيُّ الخَطِيبُ.
وبُرْسانُ ، بالضّمِّ ، ابنُ كَعْبِ بنِ الغِطْرِيفِ الأَصْغَرِ بنِ عَبْدِ الله بنِ عامِر : أَبو قَبِيلَةٍ من الأَزْدِ ، يَرجعون إِلى بني عَمْرِو بنِ شَمِرِ بنِ عَمْرِو بنِ غالِبِ بن عُثْمَانَ بنِ نَصْرِ بنِ الأَزْدِ ، قاله ابنُ الكَلْبِيِّ.
__________________
(١) عن معجم البلدان وفتوح البلدان وبالأصل «غانم».
(٢) معجم البلدان : والسمت.
(٣) معجم البلدان : مظنونة.
(٤) في معجم البلدان «باذغيس» إذا غدت.
(٥) معجم البلدان : باذخيز بالذال المعجمة.
(٦) عن معجم البلدان وبالأصل «بون وبلسين».
(٧) الجمهرة ٢١ / ٢٥٥.
(٨) معجم البلدان : عبد الله.
(٩) معجم البلدان : بادوريا.