فيه الرِّبَا بالبَيْعِ ، والخَمْرُ بالنَّبِيذِ ، والبَخْسُ بالزَّكَاةِ ، والسُّحْتُ بالهَدِيَّةِ ، والقَتْلُ بالمَوْعِظَةِ».
وكُلُّ ظالِم بَاخِسٌ.
ومن أَمْثَالِهم : «تَحْسَبُها حَمْقَاءَ وهي باخِسٌ» ، أَي ذاتُ بَخْس أَو باخِسَةٌ ، يُضْرَبُ لمَنْ يَتَبَالَهُ وفِيهِ دَهَاءٌ ونُكْرٌ. قِيلَ : أَصْلُ المَثَلِ : خَلَطَ رَجُلٌ من بَنِي العَنْبَرِ من تَمِيمٍ مالَهُ بمالِ امْرَأَةٍ طامِعاً فِيهَا ، ظَانًّا أَنّهَا حَمْقَاءُ مُغَفَّلَةٌ لا تَعْقِلُ ولا تَحْفَظُ ولا تَعْرِفُ مَالَها ، فقَاسَمَهَا بعدَ مَا خَلَطَ فَلَمْ تَرضَ عندَ المُقَاسَمَةِ حَتّى أَخَذَتْ مالَها واسْتَوْفَتْ وشَكَتْهُ عند الوُلاةِ حَتّى افْتَدَى مِنْهَا بمَا أَرَادَتْ من المَالِ ، فعُوتِبَ الرَّجُلُ في ذلِكَ وقِيلَ له بأَنَّكَ تَخْدَعُ امْرَأَةً أَلَيْسَ ذلِك بخساً فقالَ الرَّجُلُ عندَ ذلك : «تَحْسبُهَا حَمْقَاءَ وهي باخِسٌ» فذَهَب المَثَل ، أَي وهي ظالِمَةٌ ، قاله ثَعْلَبٌ.
والأَبَاخِسُ : الأَصَابعُ نَفسُهَا ، قال الكُمَيْتُ :
جَمَعْتُ نِزَاراً وَهْيَ شَتَّى شُعُوبُها |
|
كَما جَمَعَتْ كَفٌّ إِليها الأَبَاخِسَا |
وقيلَ : ما بَيْنَ الأَصَابعِ وأُصُولها.
ويُقَال : إِنّه لشَدِيدُ الأَبَاخِسِ : أَي لَحْمِ (١) العَصَب.
ويُقَال : بَخَّسَ المُخُّ تَبْخِيساً ، وكذا تَبَخَّسَ ، وهذِه عن الصّاغانِيِّ : نَقَصَ ولم يَبْقَ إِلاّ في السُّلَامَى والعَيْنِ وهو آخِرُ ما بَقِيَ ، وقال الُّامَوِيُّ : إِذا دَخَلَ في السُّلَامَى والعَيْنِ فذَهَبَ ، وهو آخِرُ ما يَبْقَى ، وقد رُوِي بالجِيم ، وقد تَقَدَّم ، وبخطّ أَبي سَهْلٍ : قلتُ : هذا يُرْوَى بالبَاءِ والنُّون.
وتَبَاخَسُوا : تَغَابَنُوا.
* وممّا يُسْتَدْرَك عليه :
يقال للبَيْعِ إِذا كَانَ قَصْداً : لا بَخْسَ فيه ولا شَطَطَ ، وفي التَّهْذِيبِ : ولا شُطُوطَ.
والبَخِيسُ ، كأَمِيرٍ : نِيَاطُ القَلْبِ ، هكذا في اللِّسَانِ ، ولعلَّ الصّوابَ فيه بالنُّونِ ، كما سيأْتي.
والبَخِيسُ من ذِي الخُفِّ : اللَّحْمُ الدّاخِلُ في خُفِّهِ.
[بدس] : * وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه :
بَدَسَه بكَلِمَةٍ بَدْساً : رَمَاهُ بها ، نَقَلَه الأَزهرِيّ عن ابنِ دُرَيْدٍ ، كذا في اللسانِ ، وقد أَهمَلَه الجَوْهَرِيُّ والصّاغَانِيُّ وغيرُهُمَا.
وبادِسُ كصاحِب : قريَةٌ بالمَغْرِبِ على البَحْرِ بالقربِ من فاسَ ، وقَريةٌ أُخْرَى من عَمَلِ الزّاب ، ومن الأُولَى : أَبو عَبْدِ الله البَادِسِيُّ المُحَدِّثُ ، وأَبو محمّدٍ عبدُ الله بنُ خالدٍ البادِسِيُّ ، وقد حَدَّثَ ، قاله ياقوت.
وبَدَّسُ ، كبَقَّم : [من قُرَى اليَمَنِ] (٢) نقله ياقُوت.
وبَنُو بادِيسَ : قَبِيلَةٌ بالمَغْرِبِ ، رَئيسُهُم المُعِزُّ بنُ بادِيسَ الّذِي مَلَكَ إِفْرِيقِيَّةَ ، وأَزالَ خُطْبَةَ الفَاطِمِيِّينَ ، وذلك في سنة ٤٢٥ وخَطَب للقائِم بأَمْرِ الله العَبّاسِيِّ ، وجاءَته الخِلْعَةُ من بَغْدَادَ ، وماتَ المُعِزُّ في سنة ٤٥٣ ، ثمّ وَلِيَهَا ابنُه تَمِيمُ بنُ المُعِزِّ ، ومات سنة ٥٠١ فوَلِيَهَا ابنُه يَحْيَى بنُ تَمِيم ، ومات سنة ٥٠٨ فوَلِيَهَا ابنُه عليُّ بنُ يَحْيَى إِلى أَن مَاتَ في سنة ٥١٥ ووَلِيَهَا ابنُه الحَسَنُ بنُ عليٍّ ، وفي أَيّامه تَغَلَّب مَلكُ صِقِلِّيَةَ على بلادِ إِفْرِيقِيَّةَ فخَرَجَ الحَسَنُ بنُ عليٍّ ولَحِقَ بعبدِ المُؤْمِنِ بنِ عليٍّ مُسْتَنْجِداً ، ومَلَك الإِفْرِنْجُ إِفْرِيقِيَّةَ ، وذلك سنة ٥٤٣ وانْقَضَتْ دَولَتُهُم ، وقَدْ وَلِيَ منهم تِسْعَةُ مُلُوكٍ في مِائة سَنةٍ وإِحْدَى وثمانينَ سَنةً ، وملَكَ الإِفْرِنْجُ إِفْرِيقِيَّةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سنةً حتى قَدِمَها عبدُ المُؤْمِنِ بنُ عليٍّ فاسْتَنْقَذَها منهم في سنة ٥٥٥ كذا في مُعْجَمِ ياقُوت.
[بذس] : * وممّا يُسْتَدْرَك عليه :
بَذِيسُ ، كأَمِير والذّالُ معجمة : من قُرَى مَرْوَ ، منها عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ أَحْمَدَ البَذِيسيُّ ، تُوفِّيَ سنة ٥٣٣ ، نقله ياقوت.
[بدلس] : بِدْلِيسُ ، بالكَسْرِ ، وضَبَطَه ياقُوت بالفَتْحِ ، وقال : لا أَعْلَمُ له نظيراً في كَلامِ العَرَبِ إِلاّ وَهْبِيل (٣) : بَطْنٌ من النَّخَعِ. قلتُ : ووَهْبِين اسم مَوْضِعٍ : د ، حَسَنٌ قُرْبَ
__________________
(١) في التهذيب : اللحمُ العَصِيبُ.
(٢) زيادة عن معجم البلدان.
(٣) عن معجم البلدان وبالأصل «وهبين».