وقيل : هو كُلُّ أَثَرٍ خَفيٍّ كأَثَر البَعيرِ ونَحْوِه.
وقال أَبو عَمْرٍو : الآسُ : أَن تَمُرَّ النَّحْلُ فيَسْقُطَ منها نُقَطٌ من العَسَلِ على الحِجارَة فيُسْتَدَلَّ بذلك عَلَيْهَا.
والمُسْتآسَةُ : المُسْتَعَاضَةُ ، قالَ الجَعْديُّ :
لَبِسْتُ أَنَاساً فأَفْنَيْتُهُمْ |
|
وأَفْنَيْتُ بعدَ أُنَاسٍ أُنَاسَا |
ثَلاثَة أَهْلينَ أَفْنَيْتُهُم |
|
وكانَ الإِلهُ هُو المُسْتَآسَا |
أَي المُسْتَعَاض ، ويُقَال : اسْتَآسَنِي فأُسْتُه ، أَي اسْتَعَاضَني.
والمُسْتَآسَةُ : المُسْتَصْحَبَةُ والمُسْتَعْطاةُ والمُسْتَعَانَةُ ، وقد اسْتَآسَه ، إِذا طَلَبَ منه الصُّحْبَةَ والعَطيَّةَ والإِعَانَةَ.
وأَوْسْ أَوْسْ ، مبنيّانِ على السُّكُون : زَجْرٌ للغَنَم والبَقَر ، كذا في التَّكْملَة ، وفي اللِّسَان : المَعز ، بدلَ الغَنَم (١).
* وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه :
الآسُ : البَلَحُ.
والأَوَيْسِيّون قَومٌ تَربَّوا بالرُّوحَانيّة.
وأَوْسُ الّلاتِ : رجُلٌ من الأَنْصَار ويُقَالُ له : أَوْسُ الله ، مُحَوَّلٌ عن اللات ، أَعقَب فلَه عِدَادٌ.
[أيس] : أَيِسَ منه ، كسَمِعَ ، إِيَاساً : قَنَطَ ، لغةٌ في يَئِسَ منه يَأْساً ، عن ابن السِّكِّيت ، وفي خُطْبَة المُحْكَم : وأَما يَئسَ وأَيِسَ فالأَخيرَةُ مقلُوبةٌ عن الأُولَى ؛ لأَنَّه لا مَصْدَرَ لأَيِسَ ، ولا يُحْتَجُّ بإِياسٍ اسم رَجُلٍ ، فإِنّه فِعَالٌ من الأَوْس ، وهو العَطَاءُ ، فتأَمَّلْ.
وآيَسْتُه وأَيَّسْتُه بمعنًى وَاحدٍ ، وكذلك يَأَسْتُه.
قال ابنُ سيدَه : أَيِسْتُ من الشيْءِ : مقلوبٌ عن يَئِسْتُ ، وليس بلُغَةٍ فيه ، ولولا ذلك لأَعَلُّوه فقالُوا : إِسْتُ أَآسُ ، كهِبْتُ أَهابُ ، فظُهُورُه صَحيحاً يدُلُّ على أَنَّهُ صَحَّ لأَنّه مَقْلُوبٌ عما تَصِحُّ عَينُه ، وهو يَئِسْتُ ؛ لتكونَ الصِّحَّةُ دليلاً على ذلكَ المَعْنَى ، كما كانَتْ صِحَّةُ عَورَ دَليلاً على ما لا بُدَّ من صِحَّته وهو أَعْوَرُ. والأَيْسُ : القَهْرُ والذُّلُّ ، وقد أَيِسَ أَيْساً : قُهِرَ وذَلَّ ولَانَ ، قاله الأَصْمَعيُّ.
وقال ابنُ بُزُرْجَ : إِسْتُ أَئِيسُ ، بكَسْرهمَا ، أَيْساً ، بالفَتْح ، أَي لِنْتُ.
وحَكَى اللِّحْيَانيُّ أَنَّ الإِيسان* بالكَسْر والتَّحْتيَّة : لُغَةٌ في الإِنْسَان طائيَّة ، قال عامرُ بنُ جُوَيْن (٢) الطّائيُّ :
فيَا لَيْتَني من بَعدِ ما طَافَ أَهْلُهَا |
|
هَلَكْتُ ولم أَسْمَعْ بهَا صَوْتَ إِيسانِ |
قال ابنُ سيدَه : وكذا أَنْشَدَه ابنُ جِنِّي ، وقال : إِلاّ أَنَّهُمْ قد قالُوا في جمْعه أَيَاسِيّ ، بياءٍ قبلَ الأَلف ، فعَلَى هذا [لَا] يَجُوزُ أَن تَكُونَ الياءُ غيرَ مُبْدَلَة ، وجائزٌ أَيضاً أَن يكونَ من البَدَل الّلازمِ نحو عِيدٍ ، وأَعْيَادٍ ، وعُيَيْد ، وقال اللِّحْيَانيُّ : أَي يَجْمَعُونَه أَياسينَ ، وقال في كتَاب الله عَزَّ وجَلَّ (يس.)
(وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ) (٣) بلُغَة طَيِّىءٍ ، قال الأَزْهَريُّ : وقَولُ العُلَمَاءِ : إِنّه من الحُرُوف المُقَطَّعَةِ. وقال الفَرّاءُ : العَرَبُ جَميعاً يَقُولُونَ الإِنْسَان ، إِلا طَيِّئاً ، فإِنّهم يَجْعَلُون مكانَ النُّون ياءً ، قالَ الصّاغَانيُّ : وقرأَ الزُّهْريُّ وعِكْرمَةُ والكَلْبيُّ ويَحْيَى بنُ يَعْمُرَ ، واليَمَانيُّ ، بضمِّ النون على أَنّه نداءٌ مُفْردٌ ، معناه يا إِنْسَانُ. قلت : وقد رَوَى في ذلك قَيْسُ بنُ سَعْد عن ابن عَبّاس أَيْضاً. ورَواهُ هَارُونُ عن أَبي بَكْر الهُذَليِّ عن الكَلْبيِّ.
والتَّأْييسُ : الاسْتقْلالُ ، قالَه اللّيْثُ ، يُقَال : ما أَيَّسْنَا فُلاناً خَيْراً : أَي ما اسْتَقْلَلْنَا منْه خَيْراً ؛ أَي أَرَدْتُه لأَسْتَخْرِجَ منه شَيْئاً فما قَدَرْتُ عليه.
والتَّأْييسُ أَيضاً : التَّأْثيرُ في الشَّيْءِ ، أَنْشَدَ أَبو عُبَيْد للشّمّاخ :
وجِلْدُها منْ أَطُومٍ لا (٤) يُؤَيِّسُه |
|
طِلْحٌ بضَاحِيَةِ الصَّيْداءِ مَهْزُولُ |
أَي لا يُؤَثِّرُ فيه ، والطِّلْحُ المهْزُولُ من القِرْدانِ.
والتَّأْيِيسُ أَيضاً : التَّلْيِينُ والتَّذْليلُ ، وقد أَيَّسهُ : ذَلَّلَه ، قال العَبّاسُ بنُ مِرْدَاس ، رضيَ الله تَعَالَى عنه :
__________________
(١) وفي التهذيب : «للعنز والبقر».
(*) بعدها في القاموس : ج أَياسِينُ.
(٢) عن المطبوعة الكويتية وبالأصل «جرير» تحريف.
(٣) الآيتان ١ و ٢ من سورة يس.
(٤) اللسان والتكملة : «ما».