لمّا لقينَا بالفلاة أَوْسَا |
|
لم أَدْعُ إِلاّ أَسْهُماً وقَوْسَا |
وقال أَبو عُبَيْدٍ : يُقَال للذِّئْب : هذا أَوْسٌ عادِياً ، وأَنشدَ :
كَمَا خامَرَتْ في حِضْنهَا أُمُّ عامِرٍ |
|
لَدَى الحَبْلِ حتّى عالَ أَوْسٌ عِيالَها (١) |
يعني أَكَلَ جرَاءها. كأُوَيْس ، وجاءَ مُصغّراً مثل الكُميْت واللُّجَيْنِ ، قال الهُذَليُّ :
يا لَيْتَ شِعْري عَنْكَ والأَمْرُ أَمَمْ |
|
مَا فَعَلَ اليَوْمَ أُوَيْسٌ في الغَنَمْ |
كذا أَنشدَه الجَوْهَريُّ ، وهو لأَبي خِراش في رِوَايَة أَبي عَمْرو ، وقيلَ : لعَمْرو ذي الكَلْب في روايَة الأَصْمَعيِّ ، وقيل : لرجُل من هُذَيْل غير مُسَمًّى في رواية ابن الأَعْرَابيِّ (٢) ، وقال ابنُ سيدَه : وأُوَيْسٌ حَقَّرُوه مُتَفَئِّلينَ أَنَّهُم يَقْدِرُونَ عليه.
والأَوْسُ : النُّهْزَةُ ، نقله الصّاغَانيُّ في كتَابَيْه.
وأَوْسٌ ، بلا لامِ ، وفي المُحْكَم ، والأَوْسُ : أَبُو قَبيلَة ، وهو أَوْسُ بنُ قَيْلَةُ أَخو الخَزْرَج ، منهما الأَنْصارُ ، وقَيْلَةُ أُمُّهُمَا ، سُمِّيَ بأَحَد أَمْرَيْن : أَن يكونَ مَصْدَرَ أُسْتُه ، أَي أَعْطَيْتُه ، كما سَمَّوْا عَطَاءً ، وعَطِيَّةَ ، وأَن يكُونَ سُمِّيَ به كما سَمَّوْا ذِئْباً ، وكَنَوْا بأَبي ذُؤَيْب.
وأُوَيْسُ بنُ عامرٍ ، وقيلَ : عَمْرٍو القَرَنيُّ ، محرَّكَةً ، من بَني قَرَن بن رَوْمَانَ بن ناجيَةَ بن مُرَاد : من ساداتِ التّابعينَ زُهْداً وعبَادَةً ، أَما روايَتُه فقليلةٌ ، ذكَرَهُ ابنُ حِبّان في الكامل ، وقد أَفْرَدْت لتَرْجَمته رِسَالَةً ، وقُتِلَ بصِفِّينَ مع عليًّ ، رضيَ الله تعالى عنهُمَا ، كما ذَكَرَه ابنُ حَبيب في كتَابِ عُقَلاءِ المَجَانين ، كذا في المُقَدِّمَة الفاضليَّة للجَوّانيِّ النّسّابَة ، وهو الّذي قال فيه النَّبّي صلىاللهعليهوسلم ، لعُمَرَ رضيَ الله عنه : «يَأْتي عليكَ أُوَيْسُ بنُ عامرٍ مَعَ أَمْدَادِ أَهلِ اليَمَنِ منْ مُرادٍ ثُمّ من قَرَنٍ ، كانَ به بَرَصٌ فبَرَأَ منه إِلا مَوْضِعَ دِرْهَم ، له وَالدَةٌ هو بها بَرٌّ ، لو أَقْسَمَ على الله لأَبَرَّهُ ، فإِنْ شئْتَ أَن يَسْتَغْفرَ لَكَ فافْعَلْ».
والآسُ ، بالمَدِّ : شَجَرَة (٣) م ، معروفَةٌ ، قالَ أَبُو حَنيفَةَ : الآسَ بأَرضِ العَرَب كثيرٌ ، يَنْبُتُ في السَّهْل والجَبل ، وخُضْرَتُه دَائمَةٌ (٤) أَبَداً ، ويَنْمُو حتّى يكونَ شَجَراً عِظَاماً الواحدَةُ آسَةٌ ، قال : وفي دَوَامِ خُضْرَته يَقُولُ رُؤْبَةُ :
يَخْضَرُّ ما اخْضَرَّ الأَلَا والآسْ
وقالَ ابنُ دُرَيْد : الآسُ لهذا المَشْمُوم أَحْسبه دَخيلاً ، غيرَ أَنَّ العَرَبَ قد تَكَلَّمَتْ به ، وجاءَ في الشِّعْر الفَصيح ، قال الهُذَليُّ :
بمُشْمَخِرٍّ به الظَّيَّانُ والآسُ (٥)
والآسُ : بَقيَّةُ الرَّمادِ في المَوْقِدِ ، قال النّابغَةُ :
فلَمْ يَبْقَ إِلاّ آلُ خَيْمٍ مُنَضَّدٍ |
|
وسُفْعٌ على آسٍ ونُؤْيٌ مُعَثْلَبُ |
وقد تَقَدَّمَ في «أَسس».
والآسُ : العَسَلُ نَفْسُه ، أَو هو بَقيَّتُه في الخَليَّة ، كالكَعْب (٦) من السَّمْن.
والآسُ : القَبْرُ.
والآسُ : الصّاحبُ ، قالَ الأَزْهَريّ : لا أَعْرفُ الآسَ بالمَعَانِي الثَّلاثةِ في جِهَةٍ تَصِحُّ ، أَو رِوَايَة عن الثِّقَة ، وقد احتَجَّ اللَّيْثُ لَهَا بشِعر أَحْسَبُه مَصْنُوعاً :
بَانَتْ سُلَيْمَى فالفُؤَادُ آسِي |
|
أَشْكُو كُلُوماً مالَهُنَّ آسِي |
من أَجْل حَوْرَاءَ كغُصْنِ الآسِ |
|
رِيقَتُهَا كمِثْل طَعْمِ الآسِ |
وما اسْتَأَسْتُ بَعْدَهَا من آسِ |
|
وَيْلِي فإِنِّي لَاحِقٌ بالآسِ |
وقالَ الأَصْمَعيُّ : الآسُ : آثَارُ الدّارِ ومَا يُعْرَفُ من عَلَامَاتِهَا
__________________
(١) ويروى غال بدل عال ، والبيت للكميت.
(٢) الشطران من ١٥ مشطوراً في ديوان الهذليين ٣ / ٩٦ ولم يعرف الهذلي قائلها.
(٣) في القاموس : «شجر».
(٤) عن اللسان وبالأصل «دائماً».
(٥) البيت في التكملة ونسبه لمالك بن خالد الخناعي ، وصدره :
تالله يبقى على الأيام ذو حِيَدٍ
وهو في ديوان الهذليين ٣ / ٢ وروايته :
والخنس لن يعجز الأيام ذو حيَدٍ
(٦) عن المطبوعة الكويتية وبالأصل «العكب».