الأَزهريّ : وهو غيرُ محفوظٍ (١) ، والمعروف بهذا المعْنَى الهَرْتُ إِلّا أَن يكون مَقْلُوباً كما قالوا : جَبَذَ وجَذَب ، وقد مَتَرَه يَهْتِرُه هَتْراً ، إِذا مَزَقَ عِرْضَه ، وهَتَّرَهُ تَهْتيراً ، إِذا بالَغ في مَزْقِه.
والهِتْرُ ، بالكَسْر : الكَذِبُ. يقال : قَولٌ هِتْرٌ ، أَي كذِبٌ.
والْهِتْرُ : لدّاهِيةُ والأَمْرُ العَجبُ. والهِترُ : السَّقَطُ من الكلامِ والخَطأُ فيه والبَاطِلُ ، ويقولون : مَضَى هِتْرٌ من اللَّيْل ، أَي النِّصْف الأَوّلُ من اللَّيْل ، وقال ابنُ الأَعرابيّ : إِذا مضَى أَقَلُّ من نِصْفه.
والهُتْرُ ، بالضَّمِّ : ذَهَابُ العَقْلِ من كِبَرٍ أَو مَرَض أَو حُزْن ، عن ابن الأَعْرَابيّ ، وقد أَهْتَرَ الرَّجلُ فهو مُهْتَرٌ ، بفتح التاءِ : فَقَدَ عَقلَه من أَحدِ هذه الأَشياءِ ، وهو شاذٌّ فيُلحَق بمُسْهَب ومُحْصَن ومُفْلَج ونَخلَة مُوقَرَة ، وأَنظارها ممّا مَرّ ، وقد قِيلَ : أُهْتِرَ ، بالضَمّ فهو مُهْتَرٌ ، ولم يَذْكُر الجوهريُّ غَيْرَه ، أَي خَرِفَ. وأُهْتِرَ الرَّجلُ ، بالضّمّ فهو مُهْتَرٌ ، إِذا أُولِعَ بالقَوْل في الشَّيْءِ.
وهَتَرَهُ الكِبَرُ يَهْتِرهُ ، من حدِّ ضَرَب ، وكذا المَرَضُ والحُزْنُ ، وروَى أَبو عُبَيْد عن أَبي زَيْد أَنّه قال : إِذا لم يَعْقِلْ من الكِبَرِ قيل : أُهْتِرَ فهو مُهْتَرٌ.
والتَّهْتَار ، بالفَتْح : الحُمْقُ والجَهْلُ ، كالتَّهَتُّر ، والذي في التّهذيب قال اللَّيْث : التَّهْتَارُ من الحُمْق والجهْل ، وأَنشد لسَالِم بن دارةَ :
إِنّ الفَزَاريَّ لا يَنْفَكُّ مُغْتَلِماً |
من النَّوَاكَةِ تَهْتَاراً بتهْتَارِ |
قال : يريد التَّهَتُّرَ بالتَّهَتُّر ، قال : ولُغة العرب في هذه الكَلمة خاصّة دَهْدَاراً بدَهْدَار ، وذلك أَنّ منهم منْ يجْعَل (٢) بعضَ التّاآت في الصّدورِ دَالاً ، نحو الدِّرْيَاق والدِّخْرِيص ، لغة في التِّرْياق والتِّخْرِيص ، وهما مُعربّان ، انتهى. وقيل : التَّهْتَار : تَفْعَالٌ من هَتره الكِبَرُ. وهذا البِناءُ يُجَاءُ به لتَكْثيرِ المَصْدر. وعن ابن الأَعْرَابيّ : الهُتَيْرَة : تَصغيرُ لهَتْرَة (٣) وهي : لحمْقَةُ البالِغَة لمُحْكَمَةُ.
والمُسْتَهْتَرُ بالشْيءِ بالفَتْح ، أَي بفتح التّاءِ الثّانيَة : المُولَعُ به ، لا يَتَحدَّث بغَيْره ، لا يُبالي بما فُعِلَ فيه ، وهو مَجاز. واسْتُهْتِرَ بفُلانةَ وأُهْتِرَ بهَا : لا يُبالي بما قِيلَ فيه لأَجْلها ، وشُتِمَ له ، وهو مَجازٌ.
وفي حَديث ابن عُمَرَ «اللهُمَّ إِنّي أَعُوذ بك أَنْ أَكُونَ من المُسْتهْتَرِين» ، المُسْتَهْتَرُ : الَّذي كثُرَت أَبَاطِيلُه. يقال : اسْتُهْتِرَ فُلانٌ فهو مُسْتَهْتَرٌ ، إِذا كان كَثِيرَ الأَبَاطيلِ. وقال ابنُ الأَثير : أَي المُبْطِلِين في القَوْل والمُسْقِطين في الكَلام ، وقيل : الذين لا يُبَالُون ما قِيلَ لهم وما شُتِمُوا به ؛ وقيل : أَراد المُسْتَهْتَرِين بالدُّنيا ، وقد اسْتُهْتِرَ بكذا ، على ما لَمْ يُسمَّ فاعِلُه ، إِذا فُتِنَ به وذهَب عَقلُه فيه ، وانصرفَتْ هِمَمُه (٤) إِليه.
حتى أَكثرَ القَوْلَ فيه بالبَاطل. وهو مَجاز.
وتهاتَرَا : ادَّعَى كُلٌّ على صاحِبه باطلاً ، ومنهالحَديثُ : «المُسْتَبّان شَيْطَانَانِ يَتَهَاتَرَان ويَتَكَاذَبَان ويَتقاوَلان (٥) وَيَتقابَحان في القَول ، من الهِتْر ، بالكَسْر ، وهو البَاطلُ والسَّقَطُ من الكلامِ.
وهَاتَرَهُ : سَابَّهُ بالبَاطِل من القول ، نقلَه ابنُ الأَنْبَاريّ ، عن أَبي زَيْد ، قال ثعْلَب : وأَما غيره فقال المُهَاتَرَة : القَولُ الذي يَنقُض بعضُه بَعضاً ، يقال من ذلك : دَع الهِتَارَ. ومن ذلك لتَّهاتِرُ ، بكسر التّاءِ الثّانية ، وهي الشَّهاداتُ التي يُكذِّبُ بَعضُها بَعضُاً ، كأَنّهَا جمْع تَهْتَرٍ كجَعْفَر ؛ وتهاترَت البَيِّنَتَان : سَقَطَتَا وبَطَلَتَا.
ورَجُلٌ هِتْرُ أَهْتَارٍ : مَوصُوفٌ بالنَّكْراءِ ، أَي دَاهِيةُ دَوَاهٍ ، وهِتْرٌ هَاتِرٌ ، مبالَغةٌ ، وفي الصّحاح : تَوْكيد له ، قال أَوْسُ بن حجَر :
أَلمَّ خَيَالٌ من تُمَاضِرَ مَوْهِناً |
هُدُوًّا ولم يَطْرُقْ منَ اللّيْل بَاكِرَا |
__________________
(١) عبارته في التهذيب : قال : أما قوله الهتر : مزق العرض فغير معتمد ، والذي سمع من الثقات بهذا المعنى : الهرت ...
(٢) التهذيب : يقلب.
(٣) ضبطت في اللسان ، بكسر الهاء ، وفي التهذيب فكالأصل.
(٤) التهذيب : همته ، واللسان فكالأصل.
(٥) كذا بالأصل واللسان ، وفي النهاية : أي يتقاولان على اعتبار أن الحديث ينتهي عنده «يتكاذبان» وما بعدها شرح وتفسير للحديث. ومثله في التهذيب.