وكانَ إِذا مَا الْتَمَّ منْها بحَاجَةٍ |
يُرَاجِعُ هِتْراً من تُمَاضِرَ هَاتِرَا (١) |
يُراجِع هِتْراً ، أَي يعود إِلى أَن يَهْذِيَ بذِكْرها.
* وممّا يُسْتَدْرَك عليه :
رَجلٌ مُهْتَرٌ : مُخْطِىءٌ في كَلامه.
واستُهْتِر الرجلُ : لم يَعْقِل من الكِبَرِ ، عن أَبي زيد.
وهَتْرُونَةُ ، بالفَتْح ـ : ناحِيةٌ بالأَندَلُس من بَطْن سرَقُصْطَة (٢).
والهِتَارُ ، ككتَابٍ : لَقَب قُطْبِ اليَمن طَلْحة بن عيسى بن إِبراهيمَ ، دَفِينُ التَّريْبَةِ إِحدَى قُرَى زَبيدَ ، توفِّي سنة ٧٨٠ وآل بَيْته مَشْهُورُون ، وفيهم رِيَاسةٌ وجَلالةٌ ، وكان منهم الشّيخ العالم المُرْتاض المُنْجَمِع عن الناس ، الطّاهِر بن المُحَجَّب الهِتَاريّ ، بكَفْر الحِمَى بمقام سَيْدي أُويْسٍ القَرَنيّ بالقُرْب من زَبِيد.
ومحمّد بن يوسف بن المِهْتار ، كمحْرَاب ، حَدّثَ ، وأَبوه صاحبُ الخَطّ الفائق.
وكمِنْبَر مع تثقيل الراءِ ، أَبو البَدْر عبَد الرّحيم بن محمّد بن المِهْتَرّ النَّهاوَنْدِيّ ، سمعَ أَبا البَدر الَكْرخِي ومحمّدَ بن أَبي العلاءِ بن أَبي بَكْر بن المُبَارَك النَّجْميّ المصريّ ، يُعرَف بابن أَخي المِهْتَرّ ، سمِع من مُكرم بن أَبي الصَّقْر ، مات بالقاهرة سنة ٦٦٢ عن ثمانين سنة ، ذكرَه الشريف في الوَفَيَات.
تذنيب : في الحديث : «سبق المُفْرِدُونَ (٣) ، قالُوا. وما المُفْرِدون؟ قال : الّذين أُهْتِرُوا في ذِكْر الله ، يَضَعُ الذِّكْرُ عنهم أَثْقَالَهم فيَأْتُون يَومَ القيامَةِ خِفَافاً» والمُفْردُون : الشُّيُوخ الهَرْمَى ، معناه أَنّهُم كَبِرُوا في طاعِة الله وماتتْ لَذّاتُهم ، وذَهبَ القَرْنُ الذين كانُوا فيهم ، ومعنَى أُهْتِرُوا في ذِكْر الله ، أَي خَرِفُوا وهم يَذكرونَ الله ، يقال : خَرِفَ في طاعةِ الله ، أَي خِرِف وهو يُطِيع الله. ويجوز أَن يَكُونَ عنَى بالمُفْرِدين المُتَفَرِّدين المُتخَلِّين لذِكْر الله. والمُسْتَهْتَرُون : المُولعُون بالذِّكْر والتَّسبْيح ، وجاءَ في حديث آخَرَ : «هم الَّذين استُهْتِرُوا بذكْر الله» أَي أُولِعُوا به ، يقال : استُهْتِرَ بأَمْرِ كذا وكذا ، أَي أُولِعَ به لا يَتحَدّث بغيره ولا يَفعَل غَيْرَه. والله أعلم.
[هتكر] : الهَيْتَكُور (٤) أَهمله الجَوْهريّ ، وقال يُونُس : هو من الرِّجَال الَّذي لا يَسْتَيْقِظُ لَيْلاً ولا نَهَاراً ، كذا في التَّهْذيب والتّكْملَة.
[هتمر] : الهَتْمَرَة ، على فَعْلَلَة ، أَهمله الجوهريّ ، وقال ابن دُرَيْد (٥) : هو كَثْرَةُ الكلامِ ، وقد هَتْمَرَ. كذا في التكملة واللسان.
* وممّا يستدرك عليه :
[هثمر] : الهَثْمرة بالمُثلَّثَة وهو مثْل الهتْمرة وزْناً ومعنًى.
نَقَلَه ابنُ القَطّاع في التهذيب :
[هجر] : هَجَرَه يَهْجُره هَجْراً ، بالفَتْح ، وهِجْراناً ، بالكسر : صَرَمهُ وقَطَعَه. والهَجْرُ : ضِدّ الوَصْل. وهَجَر الشَّيْءَ يَهْجُره هجْراً. تَركَه وأَغْفَلَه وأَعرَضَ عنه ، ومنهحَديثُ أَبي الدَّرْدَاءِ : «ولا يسْمَعُون القُرْآنَ إِلَّا هجْراً» يريد التَّرْكَ له والإِعراضَ عنه ، ورَواه ابنُ قُتَيْبَة في كتَابه : إِلَّا هُجْراً ، بالضّمّ ، وقال ، هو الخَنَا والقَبِيح من القَوْل ، وقد غَلَّطَه الخَطّابيّ في الرِّوَاية والمَعْنَى ، راجِع النِّهَايةَ لابن الأَثير ، كَأَهْجَرَهُ ، وهذه هُذَليَّة ، قال أُسامَةُ :
كَأَنِّي أُصَادِيها على غُبْرِ مانعٍ |
مُقلَّصَةً قد أَهْجَرتْهَا فُحُولُهَا |
وهَجَرَ الرَّجلُ هَجْراً ، إِذا تَباعَدَ ونَأَى. وقال اللَّيْث : الهَجْرُ من الهِجْرَان ، وهو تَرْكُ ما لا يَلْزمُكَ تَعَاهُدُه. وهَجَر في الصَّوْم يَهْجُر هِجْرَاناً : اعتَزَلَ فيه عن النِّكَاح. ولو قال اعتزلَ فيه النِّكاح كانَ أَخْضَر.
ويقال : هُمَا يَهْتَجِرَان ويَتَهَاجَرانِ : [يَتَقاطعان]* والاسْمُ الهِجْرَةُ ، بالكَسْر ، وفي الحديث «لا هِجْرَةَ بعدَ ثَلاثٍ» ، يريد به الهَجْرَ ضِدّ الوَصْلِ ، يَعْنِي فيما يَكُون بَيْن المُسْلمين من عَتْب ومَوْجِدَة أَو تَقْصير يَقَع في حُقُوقِ العِشْرَةِ والصُّحْبَة ، دونَ ما كانَ من ذلك في جانِبِ
__________________
(١) قوله هدواً أَي بعد هدءٍ من الليل. وقوله : التمّ افتعل من الإلمام ، يريد أنه إذا ألمّ خيالها عاوده خباله فقدَ كلامه. وثمة أكثر من رواية للبيتين.
(٢) في معجم البلدان : سرقسطة.
(٣) كذا ضبطت في اللسان بالكسر والتخفيف ، وفي التهذيب والنهاية : بكسر الراء المشددة. وفي الهروي : بالفتح والتخفيف.
(٤) في القاموس : «الهَيْثَكُور» وعلى هامشه عن نسخة أخرى : «الهَيْتَكُور» كالأصل والتكملة.
(٥) الجمهرة ٣ / ٣١٥.
(*) ما بين معكوفتين سقط بالمصرية والكويتية.