ومن المَجاز : التَّوْقيرُ أَنْ تُصَيِّرَ له ، أَي للشَّيْءِ وَقَرَاتٍ ، محرّكةً ، أَي آثاراً وهَزَمَاتٍ ، فهو مُوَقَّر كمُعظَّم ، وهو مخالفٌ لمَا في الأَساس ، وشيءٌ مَوْقُورٌ (١) : فيه وَقَراتٌ : هَزَمَاتٌ.
والوَقْرُ : الصَّدْعُ في السَّاق ، وهو مَجاز. وفي اللّسَان : الوَقْرُ كالوَكْتَة أَو الهَزْمَةِ تكون في الحَجَر أَو العَيْنِ أَو الحافرِ أَوالعَظْمِ ، كالوَقْرَةِ ، بزيادة هاءٍ. والوَقْرَةُ : أَعظمُ من الوَكْتة. وقال الجوهَريّ : الوَقْرَة : أَنْ يُصيب الحافِرَ حَجَرٌ أَو غيرُه فَيَنْكُبَه. تقول : وَقِرَت الدّابَّةُ ، بالكَسْر ، وأَوْقَرَ الله الدّابَّةَ ، مثْل رَهِضَت وأَرْهَصَها الله : أَصابَها بوَقْرَةٍ ، قال العَجّاج :
وأْبًا حَمَتْ نُسُورُه الأَوْقارَا
ويقال في الصَّبر على المُصيبَة : كانتْ وَقْرَةً في صَخْرَة ، يعني ثُلْمَة وهَزْمَةً ، أَي أَنَّه احْتَمَل المُصيبةَ ولم تُؤَثِّر فيه إِلّا مثْل تلك الهَزْمَةِ في الصَّخْرة.
ووُقِرَ العَظْمُ ، كعُنِيَ ؛ وَقْراً فهو مَوْقُورٌ ووَقيرٌ ؛ كذا في المُحْكَم ، وقد وَقَرَهُ كوَعَدَهُ : صَدَعَه ، فهو مَوْقُورٌ قال الحَارثُ (٢) بن وَعْلَة الذَّهْليّ :
يا دَهْرُ قد أَكْثَرْت فَجْعَتَنا |
بسَرَاتِنَا ووَقَرْتَ في العَظْمِ |
والوَقْر في العَظْم شيءٌ من الكَسْر ، وهو الهَزْم ، وربّمَا كُسِرَت يَدُ الرجُلِ أَو رِجْلُه إِذا كان بها وَقْرٌ ثمّ تُجْبَر فهو أَصلَبُ لها ؛ والوَقْرُ لا يَزَال وَاهِناً (٣) أَبداً.
والوَقِيرُ ؛ كأَمير : النُّقْرَةُ العَظيمةُ في الصَّخْرَة. وفي التَّهْذيب : النُّقْرَة في الصَّخْرة العَظيمة تُمْسِكُ المَاءَ. وفي الصّحاح : نُقْرَةٌ في الجَبَل عظيمَة ، كالوَقِيرَة ؛ والوَقْرِ والوَقْرَةِ. وفي الحديث : «التَّعَلُّم في الصِّغَر (٤) كالوَقْرةِ في الحَجَر».
الوَقْرَةُ والوَقْر : النُّقْرة التي في الصَّخْرة ، أَرادَ أَنه يَثْبُت في القَلْب ثَبَاتَ هذه النُّقْرَةِ في الحَجَر. وفي حديث طَهْفَةَ : «ووَقِير كثير الرَّسَلِ» ، قيل : الوَقِيرُ : القَطِيعُ من الضَّأْن خاصّةً ، وقيل : الغَنَم. وفي المحكم : الضّخْمُ من الغَنَم ، أَو هو من الشّاءِ صِغَارُها ، أَو خَمْسُمِائة منها ، على ما زَعمَه اللِّحْيَانيّ ، أَو عامٌّ في الغَنَم ، وبه فسَّر ابنُ الأَعْرَابيّ قولَ جَرير :
كَأَنَّ سَلِيطاً في جَوَانِبها الحَصَى |
إِذَا حَلَّ بينَ الأَمْلَحَيْنِ وَقِيرُهَا |
أَو هي غَنَمُ أَهْلِ السَّوَادِ. وقال الزِّيَاديّ : دَخلْت على الأَصمعيّ في مَرضِه الذي مات فيه فقلْتُ : يا أَبا سَعيد ، ما الوَقِيرُ؟ فأَجابني بضَعْفِ صَوْتٍ فقال : الوَقيرُ : الغَنَمُ بكَلْبها وحِمَارها ورَاعِيها ، لا يَكُون وَقِيراً إِلّا كذلك. ومعنَى حديثِ طَهْفَة أَي أَنَّهَا كثيرة الإِرْسال في المَرْعَى. كالقِرَةِ ، كعِدَة ، قيل : هي الصِّغَار من الشّاءِ ، وقيل : القِرَة : الشّاءُ والمالُ. والهاءُ عِوَضٌ عن الواو ، وقال ذو الرُّمَّة يَصِف بَقرةَ الوَحْشِ :
مُوَلَّعَةً خَنْسَاءَ ليْسَتْ بنَعْجَةٍ |
يُدَمِّنُ أَجْوَافَ المِيَاهِ وَقِيرُهَا |
وقال الأَغْلَبُ العجْليّ :
ما إِنْ رَأَيْنَا مَلِكاً أَغَارَا |
أَكْثَرَ منه قِرَةً وقَارَا |
ووَقِيرٌ (٥) : ع ، أَو جَبَلٌ ؛ قال أَبو ذؤيب :
فإِنّكَ حقَّا أَيَّ نَظْرَةِ عاشقٍ |
نَظَرْتَ وقُدْسٌ دُونَهَا (٦) ووَقِيرُ |
والوَقَرِيُّ ، محرَّكَةً : راعِي الوَقيرِ نسَب على غَيْر قياس ، أَو مُقْتَنِي الشّاءِ ، وعبارة الصاغانيّ : الوَقَرِيّ : صاحبُ الشّاءِ الذي يَقتنِيها. وكذلك صاحبُ الحَمِير ، وساكِنُو المِصْرِ ، وأَنشدَ صاحبُ اللِّسَان للكُمَيْت :
ولا وَقَرِيِّينَ في ثَلَّةٍ |
يُجَاوِبُ فيها الثُّؤَاجُ اليُعَارَا |
ويروَى : ولا قَرَوِيّينَ ، نسْبَة إِلى القَرْية التي هي المِصْر ،
__________________
(١) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : وشيء موقور ، الذي في نسخة الأساس التي بأيدينا : وشيء موقر» ومثلها في الأساس المطبوع.
(٢) بهامش المطبوعة المصرية : «... كذا في التكملة قال : وليس البيت للأعشى كما نسبه له الجوهري».
(٣) في التهذيب : واهياً.
(٤) الأصل والنهاية ، وفي اللسان : الصبا.
(٥) عن معجم البلدان وبالأصل «قير» تحريف.
(٦) معجم البلدان : «دوننا» ونسبه للهذلي.