اللّيْث. وفي اللّسَان : على الرَّمْضاءِ. والوَغِيرُ أَيضاً : اللَّبَن تُرْمَى (١) فيه الحِجَارَةُ المُحْماةُ ثمّ يُشْرَب ، وقيل : الوَغيرُ : اللَّبَنُ يُغْلَى ويُطْبَخُ. وقال الجوهريّ : الوَغِيرَةُ : اللّبَنُ يُسَخَّن بالحِجَارة المُحْمَاةِ ، وكذلك الوَغِير ، وقال ابن سيده : الوَغيرَةُ : اللّبَنُ وَحْدَه مَحْضاً يُسَخَّن حتّى يَنْضَج وربّمَا جُعِلَ فيه السَّمْنُ ، وقد أَوْغَرَه ، ووَغَّرهُ (٢) توْغيراً ، قال الشاعر :
فسائِلْ مُرَاداً عن ثَلَاثَةِ فِتْيَةٍ |
وعن إِثْرِ ما أَبْقَى الصَّرِيحُ المُوَغَّرُ |
وفي كلام المصنّف قُصورٌ لا يَخْفَى.
وأَوْغَرَ المَاءَ : سَخَّنَهُ ، وذلك أَنْ تُسَخِّنَ الحِجَارَةَ وتَحرِقَها وتُلْقِيهَا في الماءِ لتُسَخِّنه ، وهو الإِيغارُ ، وقيل : أَوْغَرَ المَاءَ : أَحْرَقَه وأَغْلَاهُ ، ومنه المثلُ : «كَرهَتِ الخَنَازيرُ الحَمِيمَ المُوغَر» ، وذلك لأَنّه رُبَّمَا يُسْمَطُ فيه الخنْزيرُ وهو حَيٌّ ثم يُذْبَحُ ، ومثله في الأَساس ، وفي بعض الأصول ثمّ يُشْوَى ، وهو فِعْلُ قَوْمٍ من النَّصَارَى ، قال الشاعر :
ولقدْ رَأَيتُ مَكانَهم فكَرِهْتُهُمْ |
ككَرَاهَةِ الخِنْزيرِ للإِيغارِ(٣) |
وعن أَبي سعيد : يقال : أَوْغَرَ فلاناً إِلَيْه ، أَي أَلْجَأَهُ ، وأَنشد :
وتَطاوَلَتْ بك هِمَّةٌ مَحْطوطةٌ |
قد أَوْغَرَتْكَ إِلى صِباً ومُجُونِ |
قال : واشتقاقه من إِيغار الخَراجِ ، ثمّ ذَكرَ المَعنَى الذي ذَكرَه المصنّف آخِراً. ويقال أَوْغَرَ العامِلُ الخَراجَ ، إِذا اسْتَوْفاهُ. وفي التهذيب : «وغر» (٤) : أَوْ هَو أَنْ يُوغِرَ المَلِكُ الرجُلَ الأَرضَ فيَجْعَلَها له من غِير خَرَاج ، وقيل : الإِيغارُ : أَن يُسْقِطَ الخَرَاجَ عن صاحِبه في بَلدٍ ويُحَوِّلَ مِثلَه إِلى بَلَدٍ آخَرَ ، فيكون ساقِطاً عن الأَوّل وراجعاً إِلى بَيْت المالِ ؛ أَو هو أَن يُؤَدِّىَ الخَرَاجَ إِلى السُّلْطَانِ الأَكْبَرِ فِرَاراً من العُمّالِ.
يقال : أَوغَرَ الرجُلُ خَراجَه ، إِذا فعلَ ذلك ، نقله أَبو سَعِيد ، قال : ومنه أُخِذَ معنَى الإِلجاءِ. وقيل : سُمِّيَ الإِيغارَ لأَنّه يُوغِرُ صُدورَ الذين (٥) يُزَاد عليهم خَراجٌ لا يَلزَمُهم. وقال الأَزهريّ (٦) : وقَدْ يُسَمَّى ضَمَانُ الخَراجِ إِيغاراً ، وهي لفظة مُوَلَّدَةٌ. وقال ابنُ دُرَيْد : والإِيغارُ المستعمَلُ في باب الخَرَاجِ لا أَحسَبُه عَربيًّا صَحيحاً.
ووَغْرُ الجَيْشِ : صَوْتُهم وجَلَبَتُهم ، قال ابنُ مُقْبل :
في ظَهْرِ مَرْتٍ عَساقِيلُ السَّرَابِ به |
كَأَنَّ وَغْرَ قَطَاهُ وَغْرُ حادِينَا |
وقال الراجز :
كَأَنَّمَا زُهَاؤُهَا لمَنْ جَهَرْ |
لَيْلٌ ورِزُّ وَغْرِه إِذا وَغَرْ |
ويُحَرَّك ، ولم يَحْكِ ابنُ الأَعْرَبيّ في وَغْرِ الجَيْش إِلّا الإِسْكَان فقط ، وصرّحَ بأَنّ الفتح لا يجوز.
وتَوَغَّرَ الرّجُلُ : تَلَهَّبَ غَيْظاً وتَوَقَّدَ وحَمِيَ.
وعَمْرُو بن رَبيعَةَ بن كَعْب الشّاعرُ المشهورُ لُقِّبَ مُسْتَوْغِراً وفي بعض النُّسخ المُسْتَوْغِر لقوله يَصِفُ فَرساً عَرِقَت :
يَنِشُّ الماءُ في الرَّبَلاتِ منْهَا |
نَشِيشَ الرَّضْفِ في اللَّبَنِ الوَغِيرِ |
والرَّبَلات : جمع رَبَلَة ، وهي باطِنُ الفَخذِ. والرَّضْفُ : حِجارةٌ تُحْمَى وتُطرَح في اللَّبَن ليَجْمُدَ.
وفي التكملة : المِيغَرُ : المِيقاتُ والمِيعَادُ وقد أَوْغَرُوا بَينَهم مِيغَراً ، أَي مِيعاداً.
والغِرَةُ ، مثل العِدَة وَزْناً ومعنًى ، نقله الصاغانيّ.
* وممّا يُسْتَدْرَك عليه :
وَغَرَتْه الشَّمسُ ، أَي اشتَدَّ وَقْعُها عليه. والوَغْر : الذَّحْلُ.
[وفر] : الوَفْرُ : الغِنَى ، والوَفْر من المَالِ والمَتَاعِ : الكَثيرُ الوَاسعُ الذي لم يَنْقُصْ منه شيءٌ أَو العامُّ من كلّ
__________________
(١) في القاموس : «يُرمى» والأصل فكاللسان.
(٢) القاموس : وأوغره : صَنَعَه ، كوَغَّرَه.
(٣) تقدم في مادة ج ر د ونسب هناك إلى أدهم النعامي الكلبي. والبيت في اللسان غ ن ط ونسب إلى جرير ، وليس في ديوانه.
(٤) كذا ، والعبارة التالية ليست في التهذيب وغر ، وهي مثبتة في اللسان ولم ينسبها إلى التهذيب ، وفيه : «ويقال ..» وهي عبارة الصحاح.
(٥) عن اللسان وبالأصل «الذي».
(٦) القول التالي لم يرد في التهذيب ، وهو عبارة الصحاح ونقلها صاحب اللسان ولم يعزها.