ويُقَالُ : قَدَرْتُ الثَّوْبَ عليه قَدْراً ، فانْقَدَرَ ، أَي جاءَ على المِقْدَارِ.
وفي الأَساسِ : تَقَدَّرَ الثَّوْبُ عليه : جاءَ على مِقْدَارِه.
ومن المَجَازِ : قولُهُم : بَيْنَنَا ـ ونصُّ يَعْقُوبَ : بَيْنَ أَرضِك وأَرْضِ فلان ـ لَيْلَةٌ قادِرَةٌ ، أَي هَيِّنَة ، ونَصُّ يَعْقُوبَ والزَّمَخْشَرِيّ (١) : لَيِّنَةُ السَّيْرِ لا تَعَبَ فيها ، زادَ يعقُوبُ : مِثْل قاصِدَةٍ ورَافِهَة.
وقَيْدَارُ : اسمٌ ، قال ابنُ دُرَيْد (٢) : فإِنْ كان عرَبِيًّا فاليَاءُ زائدَة ، وهو فَيْعَالٌ من القُدْرَة.
والقَدْرَاءُ من الآذانِ : الّتي لَيْسَتْ بصَغِيرةٍ ولا كَبِيرةٍ ، نقله الصَّاغانِيّ (٣).
وقال ابنُ القَطّاع قَدِرَت الأُذُنُ قَدَراً : حَسُنَتْ.
ويُقَال كَمْ قَدَرَةُ نَخْلِك؟ محرَّكَةً. ويُقَال أَيضاً : غُرِسَ نخْلُك على القَدَرَة ، مُحَرّكةً أَيضاً ، وهي ـ ونَصُّ الصاغانِيّ : وهُوَ ـ أَنْ يُغْرَسَ على حَدٍّ مَعْلُومٍ بَيْنَ كُلِّ نَخْلَتَيْن ، هذا نَصّ الصاغانِيّ.
وقَدَّرَه تَقْدِيراً : جَعَلَهُ قَدَرِيًّا ، نقله الصاغانيّ عن الفَرّاءِ ، وهي مُوَلَّدَةٌ.
ودَارٌ مُقَادَرَةٌ ، بفتح الدال : ضَيِّقَةٌ ، سُمّيَ بالمَصْدَر ، من قادَرَ الرَّجُلَ.
وعن شَمِرٍ : قَدَرْتُه أَقْدِرُه ، من حَدِّ ضَرَبَ ، قَدَارَةً ، بالفَتْح : هَيَّأْتُ. وقَدَرْتُ : وَقَّتُّ ، قال الأَعْشى :
فاقْدِرْ بذَرْعِك بَيْنَنَا |
إِنْ كُنْتَ بَوّأْتَ القَدَارَهْ |
بَوَّأْت : هَيَّأْت. وقَال أَبو عُبَيْدَةَ : اقْدِرْ بذَرْعِك بَيْنَنا ، أَي أَبْصِرْ واعْرِفْ قَدْرَكَ. وقال لَبِيدٌ :
فقَدَرْتُ للوِرْدِ المُغَلِّس غُدْوَةً |
فَوَرَدْتُ قَبْلَ تَبَيُّنِ الأَلْوَانِ |
* ومّما يُسْتَدْرَك عليه : القَدِيرُ ، والقَادِرُ : من صِفَاتِ الله عَزَّ وجَلَّ ، يكونَان من القُدْرَة ، ويَكُونانِ من التَّقْدِير. قال ابنُ الأَثِير : القَادِرُ : اسمُ فاعِل من قَدَرَ يَقْدِرُ ؛ والقَدِيرُ فَعِيلٌ منه ، وهو للمُبَالَغَةِ ، والمُقْتَدِرُ مُفْتَعِلٌ من اقْتَدر ، وهو أَبْلغُ. وفي البَصائر للمُصَنِّف : القَدِيرُ : هو الفَاعِلُ لِمَا يَشَاءُ على قَدْرِ ما تقْضِي (٤) الحِكْمَة ، لا زائداً عليه ولا ناقِصاً عنه ، ولذلك لا يَصِحُّ أَنُ يُوصَفَ به إِلَّا الله تعالى ، والمُقْتَدِرُ يُقَارِبُه إِلّا أَنَّهُ قد يُوصَفُ به البَشَرُ ، ويكونُ مَعْنَاهُ المُتَكَلِّف والمُكْتَسِبُ للقُدْرَةِ ، ولا أَحَدَ يُوصَفُ بالقُدْرَة من وَجْهٍ إِلّا ويَصِحّ أَنْ يُوصَفَ بالعَجْز من وَجْهٍ ، غَيْرَ الله تعالَى ، فهُوَ الَّذِي يَنْتَفِي عنه العَجْزُ من كلّ وَجْهٍ ، تعالَى شَأْنُه.
وفي الأَساس : صانِعٌ مُقْتَدِرٌ : رَفِيقٌ بالعَمَل. قال [امرؤ القيس] (٥).
لَهَا جَبْهَةٌ كسَرَاةِ المِجَنِّ |
حَذَّقَه الصانِعُ المُقْتَدِرْ |
والأُمورُ تَجْرِي بقَدَرِ الله ومِقْدَارِه وتَقْدِيرِه وأَقْدَارِه ومَقَادِيرِه.
وفَرَسٌ بَعِيدُ القَدْرِ : بَعِيدُ الخَطْوِ. قال :
بِبَعِيدٍ قَدْرُهُ ذِي جُبَبٍ (٦) |
سَبِطِ السُّنْبُكِ في رُسْغٍ عَجُرْ |
وهو مَجاز :
والقَدْرُ : الشَّرَف ، والعَظَمةُ ، والتَّزيِينُ ، وتَحْسِينُ الصُّورَة. وبه فُسِّر قولُه تعالَى : (فَقَدَرْنا فَنِعْمَ الْقادِرُونَ) (٧) أَي صَوّرْنَا فنِعْمَ المُصَوِّرُونَ.
قال الفَرّاءُ : قَرَأَهَا عليٌّ كرَّمَ الله وَجْهَه «فَقدَّرْنا» بالتَّشْدِيدِ وخَفَّفها عاصِمٌ. قال : ولا يَبْعُدُ أَنْ يكونَ المعنَى في التَّخْفِيفِ والتَّشْدِيدِ وَاحِداً ، لأَنَّ العَرَب تقولُ : قُدِّرَ عليه وقُدِرَ عَلَيْه. واحتجَّ الّذِين خَفَّفُوا فقالوا : لو كانَتْ كذلك لَقَالَ : فنِعْمَ المُقَدِّرُون. وقد تَجْمَع العربُ بَيْنَ اللُّغَتَيْن ، قال الله تَعَالَى : (فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً) (٨). والتَّقْدِيرُ : الجَعْلُ والصُّنْع ، ومنه قولُه تعالى :
__________________
(١) نص الأساس : وليلة قادرة : قاصدة لينة السير.
(٢) الجمهرة ٢ / ٣٥٣.
(٣) في القاموس : والقدراء : الُأذُن.
(٤) في المفردات للراغب ـ والنص فيه ـ تقتضي.
(٥) زيادة عن الأساس.
(٦) عن الأساس وبالأصل «خبب».
(٧) سورة المرسلات الآية ٢٣.
(٨) سورة الطارق الآية ١٧.