وفي الحديث : «أَنّ رَجُلاً فَجَرَ بامرأَة عَكْوَرَةً» ، أَي عَكَرَ عليها فتَسنَّمَها وغَلَبَها على نَفْسِهَا.
وعَكَرَ به بَعِيرُه ، مثْل عَجَرَ به بَعِيرُه ، إِذا عَطَفَ به على أَهْله وغَلَبَهُ. وعَكَرَ الزَّمانُ عليه بخَيْر : عَطَفَ ، قاله ابن القَطّاع.
واعْتَكَرُوا : اخْتَلَطُوا في الحَرْبِ ، كتَعاكَرُوا ، واعْتَكَرَ العسكرُ : رَجَعَ بعضُه على بعض فلم يُقْدَرْ على عَدِّهِ ، قال رؤْبة :
إِذا أَرادُوا أَنْ يَعُدُّوهُ اعْتَكَرْ
واعْتَكَر اللَّيْلُ : اشْتَدّ سَوادُه وفي الأَساس : كَثُف (١) ظَلامُه واخْتَلَطَ والْتَبَس ، وكَرّ بعضُه على بَعْض. قال عبدُ المَلِكِ بن عُمَيرٍ : عادَ عَمْرُو بنُ حُرَيْث أَبا العُرْيانِ الأَسَديّ فقال له : كَيْفَ تَجِدُكَ؟ فأَنْشَدَهُ :
تَقَارُبُ المَشْيِ وسُوءٌ في البَصَرْ |
وكَثْرَةُ النِّسْيَانِ فَيمَا يُدَّكَرْ |
|
وقِلَّةُ النَّوْمِ إِذا اللَّيْلُ اعْتَكَرْ (٢) |
واعْتَكَرَ الظَّلامُ : اخْتَلطَ ، كأَنّه كَرَّ بعضُه على بعض من بُطءِ انْجِلائِه ، كأَعْكَرَ ، إِذا اشْتَدَّ سَوادُه ، نقله الصاغانيّ ، واعْتَكَرَ المَطَرُ : اشْتَدَّ وكَثُرَ ، واعْتَكَرَت الرَّيحُ : جَاءَتْ بالغُبَارِ. واعْتَكَرَ الشَّبَابُ : دامَ وثَبَتَ حتَّى يَنْتَهِيَ مُنْتَهاه ؛ أَورَدَه الصاغانيّ.
وتَعَاكَرُوا : تَشاجَرُوا في الخُصُومَة ، كاعْتَكَرُوا.
والعَكَرُ ، مُحَرَّكَةً : ما فَوْقَ خَمسِمِائَةٍ من الإِبِلِ ، نقله الصاغانيّ ، أَو السِتُّون منها ، أَو ما بَيْنَ الخَمْسِينَ إِلى السَّبْعِينَ ، عن ابنِ القَطّاع ، أَو إِلى المِائَة ، هذا قَوْلُ أَبِي عُبَيْد وتُسَكَّنُ الكافُ ، عن ابن دُرَيْد ، وقال : هو اسمٌ لجَمَاعَةِ الإِبِل. وقال الأَصمعِيّ : العَكَرُ : الخَمْسُونَ إِلى السِّتّينَ إِلى السَّبْعِينَ.
وعَكَرٌ : اسمٌ.
والعَكَرُ : صَدَأُ السَّيْفِ وغَيْرِه ، عن ابنِ الأَعْرَابيّ ، وأَنشد للمُفَضَّل :
فصِرْتُ كالسَّيْفِ لا فِرِنْدَ لَهُ |
وقَدْ عَلاهُ الخَبَاطُ والعَكَرُ(٣) |
والعَكَرُ : دُرْدِيُّ كلِّ شيْءٍ وعَكَرُ ، الشَّرَابِ والماءِ والدُّهْنِ : آخِرُه وخاثِره.
وقد عَكِرَ الماءُ والنَّبِيذُ ، كفَرِحَ ، عَكَراً ، إِذا كَدِرَ.
وعَكَّره تَعْكِيراً وأَعْكَرَهُ : جَعَلَه عَكِراً ، أَي كَدِراً ، وعَكَّرَهُ وأَعْكَرَهُ : جَعَلَ فيه العَكَرَ ، محرَّكةً ، وهي التُّرْبَة ؛ قاله ابنُ القَطّاع ، وقال أَيضاً : أَعْكَرْتُ النَّبِيذَ وعَكَرْتُهُ عَكْراً كذلك.
ويقال : عَكِرَت المِسْرَجَةُ تَعْكَرُ عَكَراً ، إِذا اجْتَمَعَ فيها الدُّرْدِيّ. والعَكَرَةُ ، مُحَرَّكةً : القِطْعَة من الإِبِلِ ، وقيل : السِّتُّون منها ، وقيل : هي القَطِيعُ الضَّخْمُ من الإِبِلِ .. وقد أَعْكَرَ. وبه فُسِّرَ الحديثُ : «أَنَّه مَرَّ برَجُل له عَكَرَةٌ فلم يَذْبَحْ له شَيْئاً» والعَكَرَةُ : أَصْلُ اللّسَانِ ، كالعَكَدَةِ ، بالدال ، وقد تَقَدَّم ، ج عَكَرٌ.
والعِكْرُ ، بالكَسْرِ : الأَصْلُ ، مِثْلُ العِتْرِ. ورَجَعَ فُلانٌ إِلى عِكْرِه ، قال الأَعْشَى :
لَيَعُودَنْ (٤) لِمَعَدٍّ عِكْرُها |
دَلَجُ اللَّيْلِ وتَأْخاذُ المِنَحْ |
ويقال : باعَ فلانٌ عِكْرَةَ أَرْضِه ، أَي أَصلَها. وفي الصّحاح : باعَ فلانٌ عِكْرَهُ ، أَي أَصْلَ أَرْضِه. وفي الحديث : «لَمّا نزلَ قولُه تعالَى : (اقْتَرَبَ لِلنّاسِ حِسابُهُمْ) (٥) تناهَى أَهلُ الضَّلالَة قليلَا ثم عادُوا إِلى عِكْرِهم» ، أَي أَصْلِ مَذْهَبِهم الرّدِيءِ وأَعمالِهم السوءِ ، ورُوِيَ : «إِلى عَكَرِهم» محرّكَةً ، ذَهاباً إِلى الدَّنَسِ والدَّرَنِ ، من عَكَرِ الزَّيْت ؛ والأَوّلُ الوَجْهُ.
والعَكَرْكَرُ : اللَّبَنُ الغَلِيظُ ، قال بِجَادٌ الخَيْبَرِيّ :
فَجَّعَهمْ باللَّبَنِ العَكَرْكَرِ |
عِضٌّ (٦) لئيمُ المُنْتَمَى والعُنْصُرِ |
__________________
(١) عن الأساس وبالأصل : «كشف».
(٢) بعده في التهذيب واللسان :
وتركي الحسناء في قُبل الطُّهر
(٣) ضبطت في التهذيب «والعكرا» قال : الخباط : الغبار ، ونسق بالعكر على الهاء فكأنه قال : وقد علاه يعني السيف وعكره الغبار ، قال : ومن جعل الهاء للخباط فقد لحن ، لأن العرب لا تقدم المكنّى على الظاهر.
(٤) في الديوان : ليعيدن.
(٥) الآية الأولى من سورة الأنبياء.
(٦) العِضّ : الداهية والسيء الخلق.