والأَظْفَارُ ، كأَنَّه جَمْع ظُفْر : كَوَاكِبُ صِغَارٌ قُدّامَ النَّسْرِ.
والأَظْفَارُ : كِبَارُ القِرْدَانِ.
وقوله تعالى : (وَعَلَى الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا) كُلَّ ذِي ظُفُرٍ (١) دَخَلَ فيهِ ، أَي في ذِي ظُفُرٍ ذواتُ المَنَاسِمِ من الإِبِلِ والأَنْعَامِ ؛ لأَنّها كالأَظْفارِ لَهَا. هكذا في سائر النُّسَخ ، «والأَنْعَام» وهو خطأٌ ، والصوابُ والنَّعَامُ ، كما في التهذيبِ (٢) والمُحْكَمِ واللِّسانِ والتَّكْمِلَةِ ، وقد رَدَّه عليه البَلْقِينِيّ في حواشيه والبَدْر القَرَافيّ ، وتَبِعَهُم شَيخُنَا ، قال : لأَنَّ الأَنْعَامَ هي الإِبِلُ ، أَو معها غيرُهَا ، فالأَوّلُ مُوجِبٌ لعَطْفِ التّرادُفِ بِلا حاجَةٍ ، والثاني قد يَدْخُلُ فيه الشّاءُ مع أَنّه (٣) من ذَوَاتِ المَناسِم ، انتهى. ونقل القَرَافِيّ عن تَفْسِير القُرْطُبِيّ ، عن مُجَاهِدٍ وقَتَادَةَ أَنّ كُلّ ذِي الظُّفُرِ هُوَ ما لَيْسَ بمُنْفَرِجِ الأَصابِعِ من البهائِمِ والطَّيْرِ ، كالإِبِلِ ، والنَّعامِ والإِوَزّ والبَطّ.
وعن ابن عبّاس : الإِبِل والنَّعام ؛ لأَنّها ذاتُ ظُفُرٍ كالإِبِل ، أَو كل ذِي مِخْلَبٍ من الطّائِرِ ، وحافِرٍ من البَهَائِم ؛ لأَنّهَا كالأَظْفارِ لها.
* ومما يستدرك عليه :
تَظَافَرَ القَوْمُ ، وتَظَاهَرُوا بمعنًى واحدٍ ، قاله الصاغانيّ.
قلْتُ : وفي إِضاءَة الأُدموس لشيخِ مشايخِنا أَحْمَدَ بنِ عبدِ العَزِيزِ الفيلالي ما نَصُّه : وقد نَبَّه السَّعْدُ في شَرْح العَضُدِ أَن التّظافُرَ بالظَّاءِ لَحْن ، قال : لكِنّي رأَيْتُ في تأْليفٍ لطيف لابن مالِكٍ فيما جاءَ بالوَجْهَيْنِ أَنّ التضافر مما يُقَالُ بالضَّادِ وبالظّاءِ ، انتهى. قلْت : يَعِني بذلك التأْليفِ اللطيف كتابَه : الاعْتِضاد في الفَرْقِ بين الظاء والضّاد ، واختصرَه أَبو حَيّان ، فسماه : الارتضاء ، وهذا القولُ مذكور فيهما.
وكلُّ أَرْضٍ ذاتِ مَغَرَّةٍ ظَفَارِ. وظَفُورٌ ، كصَبُورٍ : من أَسمائه صلىاللهعليهوسلم ، نقله شيخُنَا من سيرة الشّاميّ.
ورجل ظَفِرٌ ، ككَتِفٍ : حَدِيدُ الظُّفُرِ قالَه الزَّمَخْشَرِيّ.
ومن المَجَاز : ظَفِرَت النّاقَةُ لَقْحاً : أَخَذَتْهُ وقَبِلَتْه.
ويُقَال : به ظُفُرٌ من مَرَضٍ.
وأَفْرحْته من ظُفْرِه إِلى شُفْرِه ، كما تقولُ : من قَدَمِه إِلى قَرْنه ، كما في الأَساس.
وأَظْفَارُ : أُبَيْرِقَاتٌ حُمْرٌ في دِيَارِ فَزَارَةَ.
وظَفَرٌ ، محركةً : مكانٌ مُطمَئنٌّ يُنْبِتُ.
وظُفِرَت العَيْنُ كعُنِيَ ، فهي مَظْفُورَةٌ ، إِذا حَدَثَتْ فيها الظَّفَرَةُ.
وظَفَرَه : كَسَرَ ظُفْرَه ، أَو قَلَعَه.
وهو كَلِيلُ الظُّفْرِ ، أَي ذَلِيلٌ (٤).
والتَّظْفِيرُ : دَلْكُ الرْجُلِ الجِلْدَ.
والظُّفْرُ ، بالضمِّ : ظَفَرَةُ العَيْنِ ورأْسُ الكُظْر.
[ظهر] : الظَّهْرُ من كلّ شيْءٍ : خلافُ البَطْنِ.
والظَّهْرُ من الإِنْسَانِ : من لَدُنْ مُؤَخَّرِ الكاهلِ إِلى أَدْنَى العَجُزِ عند آخِرِه ، مُذَكَّرٌ لا غيرُ ، صَرَّح به اللِّحْيَانِيّ ، وهو من الأَسماءِ التي وُضِعَتْ مَوضِعَ الظُّرُوفِ ، ج أَظْهُرٌ ، وظُهُورٌ ، وظُهْرَانٌ ، بضمّهما.
ومن المَجَاز : الظَّهْرُ : الرّكابُ التي تَحْمِلُ الأَثْقَالَ في السَّفَرِ على ظُهورِهَا.
ويقال : هُمْ مُظْهِرُونَ ، أَي لهم ظَهْرٌ يَنْقُلُون عليه ، كما يقال : مُنْجِبُون ، إِذا كانُوا أَصحابَ نَجائِب.
وفي حديث عَرْفَجَةَ : «فتَنَاوَلَ السَّيْفَ من الظَّهْرِ ، فحَذَفَه بهِ» المرادُ به الإِبلُ التي يُحْمَلُ عليها ويُركَب ، يقال عند فُلانٍ ظَهْرٌ ، أَي إِبِلٌ ، ومنهالحديثِ : «أَتَأْذَنُ لنا في نَحْرِ ظَهْرِنا» أَي إِبِلِنا التي نَرْكَبُها ، ويُجمَع على ظُهْرَانٍ ، بالضّمّ ، ومنهالحديث : «فجَعَل رِجالٌ يَستَأْذِنُونَه في ظُهْرَانِهم في عُلْوِ المَدِينَةِ».
__________________
(١) سورة الأنعام الآية ١٤٦.
(٢) في التهذيب : والنَّعمَ.
(٣) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : مع أنه من ذوات المناسم هكذا في خطه ولعل لفظة ليس ساقطة ، والأصل : مع أنه ليس من ذوات المناسم تأمل اهـ».
(٤) في الأساس : وإنه لكليل الظفُر : للمَهين.