مِن نواحِي بغدادَ ، كما ضَبَطَه ياقُوتُ في المُعْجَم ، فَلْيُنْظَرْ ويُتَأَمَّلْ.
[بشر] : البَشَرُ : الخَلْقُ ، يَقَعُ على الأُنْثَى والذَّكَرِ ، والواحِد والاثْنيْنِ والجَمْعِ ، لا يُثَنَّى ولا يُجمَعُ ، يقال هي بَشَرٌ ، وهو بَشَرٌ ، وهما بَشَرٌ ، وهم بَشَرٌ ، كذا في الصّحاح (١). وفي المُحْكَم : البَشَرُ ، مُحَرَّكَةً : الإِنسانُ ، ذَكَرَاً أَو أُنْثَى ، واحداً أَو جمعاً ، وقد يُثَنَّى ، وفي التَّنْزِيل العزيز :
(أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنا) (٢) قال شيخُنا : ولعلَّ العَرَبَ حين ثَنَّوْه قَصَدُوا به حين إِرادةِ التَّثْنِيَةِ الواحِدَ ، كما هو ظاهرٌ ، ويُجْمَعُ أَبشاراً ، قياساً. وفي المِصْباح : لكنّ العَرَبَ ثَنَّوْه ولم يَجْمَعُوه. قال شيخُنا ، نَقْلاً عن بعض أَهْلِ الاشتقاق : سُمِّيَ الإِنسانُ بَشَراً ؛ لِتَجرُّدِ بَشَرَتِه من الشَّعَر والصُّوف والوَبَر.
ومِن فُصُوله الممتازِ بها عن جميعِ الحيوانِ بادِي البَشَر ، وهو ظاهِرُ جِلْدِ الإِنسانِ ، قيل : وغيرِه كالحَيَّة ، وقد أَنكَرَه الجَمَاهِيرُ ورَدُّوه. جَمعُ بَشَرَةٍ ، وأَبْشَارٌ ججٍ ، أَي جَمْعُ الجَمْعِ ، وفي المُحْكَم : البشَرةُ أَعلَى جِلْدَةِ الرَّأسِ والوَجْهِ والجَسَدِ من الإِنسان ، وهي التي عليها الشَّعرُ ، وقيل : هي التي تَلِي اللَّحْمَ. وعن اللَّيْث : البَشَرَةُ أَعلَى جِلْدَةِ الوَجهِ والجسدِ من الإِنسانِ ، ويُعْنَى به اللَّوْنُ والرِّقَّةُ ، ومنه اشْتُقَّتْ مُباشَرَةُ الرَّجُلِ المرأَةَ : لتَضامِّ أَبشارِهما. وفي الحديث : «لم أَبْعثْ عُمّالِي لِيضْرِبُوا أَبشارَكم». وقال أَبو صَفْوَانَ : يُقَال لظاهِرِ جِلْدَةِ الرأْسِ الذي يَنْبُتُ فيه الشَّعرُ : البشَرةُ ، والأَدَمَةُ ، والشَّوَاةُ.
وفي المِصْباح : البَشَرَةُ ظاهِرُ الجِلْدِ ، والجمعُ البَشَرُ ، مثلُ قَصَبَةٍ وقَصَبٍ ، ثم أُطْلِقَ على الإِنسان واحِدِه وجَمْعِه.
قال شيخُنا : كلامُه كالصَّرِيح في أَنّ إِطلاقَ البَشَرِ على الإِنسان مَجازٌ لا حقيقةٌ ، وإن كَتَبَ بعضٌ على قوله ؛ «ثم أُطْلِقَ إِلخ» ما نَصُّه : بحيثُ صار حقيقةً عُرْفِيَّةً ، فلا تَتوقَّفُ إِرادتُه منه على قَرِينَةٍ ، أَي والمرادُ من العُرْفِيَّة عُرْفُ اللُّغَةِ.
وكلامُ الجوهريِّ كالمصنِّف صريحٌ في الحقيقة ؛ ولذلك فَسَّره الجوهريُّ بالخَلْق ، وهو ظاهرُ كلامِ الجَمَاهِيرِ. والبَشْرُ بفتحٍ فسكونٍ : القَشْرُ ، كالإِبْشَارِ ، وهذه عن الزَّجّاج ، يقال : بَشَرَ الأَدِيمَ يَبْشُرُه بَشْراً ، وأَبْشَرَه : قَشَرَ بَشَرَتَه التي يَنْبُتُ عليها الشَّعَرُ ، وقيل : هو أَن يَأْخُذَ باطِنَه بشَفْرَةٍ.
وعن ابن بُزُرْجَ : من العَرَبِ مَن يَقُولُ : بَشَرْتُ الأَدِيمَ أَبْشِرُه ـ بكسرِ الشِّينِ ـ إِذا أَخَذْتَ بَشَرَتَه.
وأَبْشُرُه ـ بالضمِّ ـ : أُظْهِرُ بَشَرَتَه ، وأَبْشَرْتُ الأَدِيمَ فَهو مُبْشَرٌ ، إِذا ظَهَرَتْ بَشَرَتُه التي تَلِي اللَّحْمَ ، وآدَمْتُهُ ؛ إِذا أَظْهَرْتَ أَدَمَتَه التي يَنْبُتُ عليها الشَّعَرُ. وفي التَّكْمِلَةِ : بَشَرْتُ الأَدِيمَ أَبْشِرُه ـ بالكسر ـ لغةٌ في أَبْشُرُه بالضَّمِّ.
والبَشْر : إِحْفَاءُ الشّارِبِ حتَّى تَظْهَرَ البَشَرَةُ ، وفي حديث عبدِ اللهِ بن عَمْرٍو : «أُمِرْنَا أَنْ نَبْشُرَ الشَّوَارِبَ بَشْراً» أَي نُحْفِيِها (٣) حتى تَتَبَيَّنَ بَشَرتُها ، وهي ظاهِرُ الجِلْدِ.
والبَشْرُ : أَكْلُ الجَرَادِ ما على وَجْهِ الأَرضِ (٤). وقد بَشَرَها بَشْراً : قَشَرَهَا وأَكَلَ ما عليها ؛ كأَنَّ ظاهِرَ الأَرضِ بَشَرَتُها.
والمُبَاشَرَةُ والتَّبْشِيرُ ، كالإِبشارِ والبُشُورِ والاستبشارِ.
والبِشَارةُ الاسمُ منه ، كالبُشْرَى.
وقد بشرَه بالأَمْرِ ـ يَبْشُرُه ، بالضمِّ ـ بَشْراً وبُشُوراً وبِشْراً ، وبَشرَه به (٥) ، عن اللِّحْيَانيِّ ، وبَشَّرَه وأَبْشَرَه فبَشِرَ به ، وبَشَرَ يَبْشُرُ بَشْراً وبُشُوراً ، يقال : بَشَرْتُه ، فأَبْشَرَ ، واسْتَبْشَرَ وتَبَشَّرَ وبَشِرَ : فرِحَ ، وفي التَّنزِيل : (فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بايَعْتُمْ بِهِ) (٦) ، وفيه أَيضاً : (وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ) (٧) ، واسْتَبْشَرَه كبَشَّرَهُ. وفي الصّحاح : بَشَرْتُ الرَّجُلَ أَبْشُرُه ـ بالضمِّ ـ بَشْراً وبُشُوراً ، مِن البُشْرَى ، وكذلك الإِبشارُ ، والتَّبْشِيرُ : ثلاثُ لُغَاتٍ.
والبِشَارةُ : اسمُ ما يُعْطَاه المُبَشِّرُ بالأَمْر. ويُضَمُّ فيهما.
يقال : بَشَرْتُه بِمَوْلُودٍ فأَبْشَرَ إِبشاراً ، أَي سُرَّ ، وتقولُ :
__________________
(١) كذا بالأصل ، والعبارة لم ترد في الصحاح ، وهي في اللسان.
(٢) سورة «المؤمنون» الآية ٤٧.
(٣) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : نحفيها ، في اللسان : نحفها ، وليحرر» وفي النهاية فكالأصل.
(٤) في اللسان : وبَشْرُ الجرادِ الأَرضَ : أكلُه ما عليها.
(٥) في اللسان : وبشره به بَشْراً.
(٦) سورة التوبة الآية ١١١.
(٧) سورة فصلت الآية ٣٠.