وبُسَيْرُ بنُ أُبَيٍّ كزُبَيْرٍ : مِن شُعَراءِ الحَمَاسَةِ ، ضَبَطَه المَرْزُبانِيُّ ، ولا نَظِيرَ له ، هكذا قالُوه ، ولكنْ ذَكَرَ الأَمِيرُ بُسَيْرَ بنَ جُبَيْرِ بنِ سَلَمَةَ القُشَيْرِيَّ ، مِن أَجدادِ ظَلامةَ بنتِ مُرَّةَ جَدَّةِ عِكْرِمَةَ بنِ خالدِ بنِ العاص ، نقلَه الحافظُ.
وبُسْرٌ ، بالضَّمِّ : اسمٌ ، قال :
ويُدْعَى ابنَ مَنْجُوفٍ سُلَيْمٌ وأَشْيَمٌ |
|
ولو كان بُسْرٌ رَاءَ ذلك أَنْكَرَا |
ومن المَجاز : ابْتَسَرَ الجارِيَةَ ، إِذا ابْتَكَرَها قبل إِدْراكِها (١).
وباسُورِين : ناحيةٌ من أَعمال المَوْصِل ، في شرقيّ دجْلَتها ، كذا في مُعجَم ياقُوت.
وأَهلُ اليمن يُسَمُّون أَيّامَ انقطاعِ السُّفُنِ عنهم : أَيام البِسَارة.
[بسكر] : بَسْكَرَةُ ، أَهملَه الجماعةُ ، وهو بالكَسْر ويُفْتَحُ (٢) ـ ومثلُه في المَراصِد ، والمَسْمُوعُ مِن أَهلها خاصَّةً ومِن الشُّيُوخِ الفَتْحُ دُونَ الكَسْرِ ، قالَه شيخُنَا. قلتُ : وبالفَتْحِ ضَبَطَهُ الشَّرَف الدُّمْيَاطِيُّ في السِّفْرِ الثاني مِن مُعْجَم شُيُوخِه في ترجمةِ شَيْخِه الفَضْلِ بنِ القاسم البَسْكَرِيِّ ـ : د ، بالمَغْرِب ، هي أُمُّ بلادِ الزّابِ ، وقاعدةُ أَمْصَارِ الجَرِيدِ ، وتُعرَفُ بِبَسْكَرَةِ النَّخِيلِ وفي «الاسْتبْصَار في أَخبارِ الأَمْصَار» : بَسْكَرَةُ : كُورَةٌ فيها مُدُنٌ ، وقاعِدَتُها بِسْكَرَةُ النَّخِيلِ ، وهي مدينةٌ كبيرةٌ ، كثيرةُ النَّخْل والزَّيْتُونِ وأَصنافِ الثِّمَار ، وهي مدينةٌ مُسَوَّرَةٌ عليها خَنْدَقٌ ، وبها جامعٌ ومساجدُ وحَمّامَاتٌ كثيرةٌ ، وحَوَالَيْهَا بساتينُ كثيرةٌ ، وفيها غابةٌ كبيرةٌ مِقدار سِتَّةِ أَميالٍ ، فيها أَجناسُ الثِّمَارِ ، حولَها رياضٌ خارجةٌ عن الخَنْدَقِ ، وداخِلُها آبارٌ كثيرةٌ ، وفي داخلِ المدينةِ جَنّاتٌ يَدْخُلُ إِليها الماءُ مِن النَّهْر ، وبها جَبَلُ مِلْح يُقْطَعُ منه صَخْرٌ كبيرٌ جَلِيلٌ ، وشُرْبُها مِن نَهْرٍ كبيرٍ ، يَجْري في جَوْفِها ، يَنْحَدِرُ مِن جَبَلِ أُوراسَ. نقله شيخُنا. منها : الحافِظُ الضَّابِطُ عليُّ بنُ جُبَارةَ بنِ محمّدِ بنِ عُقَيْلِ بنِ سَوادةَ أَبو القاسمِ الهُذَلِيُّ ، هكذا في النُّسَخ التي بأَيدِينا ، والصَّوابُ أَنه يُوسُفُ بنُ عليِّ بنِ جُبَارَةَ ، كما في تاريخ الذَّهَبِيَّ وابن عَسَاكر ، وهو الذي كُنْيَتُه أَبو القاسِمِ ، قيل : هو مِن ذُرِّيَّةِ أَبي ذُؤَيْبِ الهُذَلِيِّ ، وساق نَسَبَه ابنُ ماكُولا ، وُلِدَ سنة ٤٠٣ ، وأَخَذَ عن أَبي نُعَيمٍ الأَصْبَهَانيِّ ، وقَرَأَ على أَبي عليٍّ الواسِطِيِّ ، وعَمِلَ اختياراً في القِراءَات. قلتُ : وفي تاريخ الذَّهَبِيّ : هو أَحَدُ الجَوّالِينَ في الدُّنيا في طَلَبِ القِراءَات ، لَقِيَ في هذا الشَّأْنِ في رِحْلَتِه ثَلاثِمَائَةٍ وخمسينَ شيْخاً ، وصَنَّف الكامِلَ في المَشْهُورة والشَّواذّ ، وفيه خمسون روايةً مِن أَلْفِ طَرِيقٍ وأَكثرَ ، وكانَ يَحْضُرُ مَجلسَ أَبي القاسِمِ القُشَيْرِيِّ. تُوُفِّيَ تقريباً في سنة ٤٦٠.
قلتُ : ويُنْسَبُ إِلى هذا البلد أَيضاً : أَبو العَبّاس أَحمدُ بنُ مَكِّيِّ بنِ أَحمدَ البِسْكَرِيُّ ، قَدِمَ مصرَ سنة ٥١٦ ، هو بخطِّ المُنْذِرِيِّ بكسرِ أَوَّلِه.
وأَبو جعفرٍ محمّدُ بنُ عُمَرَ البِسْكَرِيُّ ، سَمِعَ الكثيرَ ، مات سنةَ ٨٠٤ بمصر.
[بشتر] : البُشْتِيرِيُّ ، أَهملَه الجماعَةُ ، وهو بالضَّمِّ وسُكُونِ الشِّين وكسرِ المُثَنّاةِ الفَوْقِيَّةِ وسُكُون التَّحْتِيَّةِ ، هكذا في نُسْخَتِنَا ، وفي بعضِهَا : البُشْتَبْرِيُّ ، بضمِّ المُثَنّاةِ وسُكُونِ المُوَحَّدةِ ، هو شيخُ الإِسلامِ والمِنَّةُ الكُبْرَى مِن الله تعالَى على الأَنام ، القُطْبُ مُحْيِى الدِّين عبدُ القادرِ بنُ أَبي صالحٍ موسى بنِ جنكى دوست الجِيليّ الحَسَنِيُّ ، ولد سنة ٤٧٠ ، وتوفِّي سنة ٥٦١ ، كذا بخطِّ الذِّهَبِيِّ ، كذا نَسَبَه حَفِيدُه الإِمامُ المحدِّثُ عمادُ الدِّينِ القاضي أَبو صالحٍ نصرُ بنُ عبد الرَّزّاقِ بنِ عبد القادرِ الجِيلِيُّ ، تُوُفِّي في سنة ٦٣٣ ، درسَ في مدرسةِ جَدِّه ، ورَوَى الحديثَ ، وأَعْقَبَ (٣) عن ثلاثة.
قلتُ : ولم يَذْكُر أَنّ المنسوبَ إِليه قَريةٌ أَو مَوضِعٌ ، والذي يَظهرُ لي أَنّه تَصْحِيفٌ عن النَّشْتَبْرِيِّ ، ـ بفتحِ النُّونِ وسُكُونِ الشِّين المُعْجَمَةِ وفتحِ تاءٍ مُثَنّاةٍ فَوْقِيَّةٍ ، وباءٍ مُوَحَّدَةٍ مفتوحةٍ (٤) ـ إِلى نَشْتَبْرَى ، بأَلف القَصْرِ : قريةٌ قُرْبَ شَهْرابانَ
__________________
(١) عبارة الأساس : وابتسر الجارية وابتكرها واختضرها : افتضها قبل الإدراك.
(٢) قيدها في معجم البلدان بكسر الكاف عن الحازمي ، قال : وغيره يقول : بفتح أوله وكافه.
(٣) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : عن ثلاثة ، كذا بخطه بزيادة : عن».
(٤) كذا ، وفي معجم البلدان : وباء موحدة وراء مفتوحة.