حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ قال في الكِلَابِ : «إِذا وَرَدْنَ (١) الحَكَرَ القَلِيلَ فلا تَطْعَمْه» ، أَي لا تَشْرَبْه ، وكَذلك القَلِيل من الطَّعَام واللَّبَن وهو فَعَلٌ بمعنى مَفْعُول ، أَي مَجْمُوع.
والتَّحَكُّر : الاحْتِكارُ. قال ابنُ شُمَيْل : إِنّهم ليتَحَكَّرُون في بَيْعِهم ، أَي يَنْظُرُونَ ويَتَرَبَّصُون. وفي الحديث : «من احتَكَر طَعاماً فهو كَذَا» أَي اشْتَراه وحَبَسَه ليَقِلَّ فيَغْلُوَ.
والتَّحَكُّر : التَّحَسُّر ، وإِنَّه ليتَحكَّر عليه ، أَي يتَحَسَّر. قال رُؤْبَةُ :
لا يَنظُرُ النَّحْوِيُّ فيها نَظَرِي |
|
ون لَوَى لَحْيَيْه بالتَّحَكُّرِ |
والمُحَاكَرَةُ : المُلَاحَّةُ (٢) والمُماراةُ.
والحُكْرَةُ ، بالضَّمِّ : اسمٌ مِنَ الاحْتِكَارِ ، وكذلك الحُكْر ، ومِنْه الحَدِيث «[أَنَّه] (٣) نَهَى عَنِ الحُكْرة».
والحُكْرَةُ : الجُمْلَة ، وقِيلَ : الجُزَافُ ، وأَصْلُ الحُكْرَةِ الجَمْع والإِمْسَاكُ ، كما قاله الراغِبُ وغَيْرُه (٤). [ومِخْلافٌ بالطَّائف] *.
* ومما يُسْتدْرك عليه :
الحِكْر ، بالكَسْر : ما يُجْعَل عَلَى العَقَارَاتِ ويُحْبَسُ ، مُوَلَّدةٌ.
والحَاكُورَة : قِطْعَةُ أَرضٍ تُحْكَر لزَرْع الأَشْجَارِ قَرِيبَة مِنَ الدُّورِ والمَنَازِل ، شاميّة.
والشّيخُ شمْسُ الدِّين محمّدُ بنُ أَحْمَد بن الحِكْريّ المعروف بالخازِن ، مُحَدِّث الدِّيَار المِصْرِية ومُقرِئُها ، كأَنَّه منسوب إِلى مُنْيَة حِكْرِ من قُرَى مِصْر بالسَّمَنُّودِيَّة ، روى عنه شَيْخُ الإِسلام زَكَرِيَّا الأَنْصَاريّ وغيره.
والحُكْرَة ، بالضَّمّ من مَخالِيف الطَّائِف (٥).
[حمر] : الأَحْمَر : ما لَوْنُه الحُمْرَةُ ، يَكونُ في الحَيَوانِ والثِّيَاب وغَيْرِ ذلك مما يَقْبَلُها. ومن المَجاز : الأَحمَرُ : مَنْ لا سِلَاحَ مَعَه في الحَرْبِ ، نقلَه الصَّاغانِيّ ، جَمْعُهُمَا حُمْرٌ وحُمْرَانٌ ، بضمّ أَوَّلِهِمَا يقال : ثِيابٌ حُمْرٌ وحُمْرانٌ ، ورِجَالٌ حُمْرٌ.
والأَحْمر : تَمْرٌ ، لِلَوْنِه. والأَحْمَرُ : الأَبْيَضُ ، ضِدّ. وبه فَسَّر بَعْضٌ الحَدِيث : «بُعِثْتُ إِلَى الأَحْمَر والأَسْوَدِ».
والعَربُ تَقُولُ امرأَةٌ حَمْرَاءُ ، أَي بيضاءُ. وسُئل ثَعْلَب : لِمَ خَصَّ الأَحمر دُونَ الأَبْيض ، فَقَالَ : لأَنَّ العرب لا تَقولُ : رجُلٌ أَبيضُ من بَيَاضِ اللَّوْنِ ، إِنَّمَا الأَبيضُ عِنْدَهم الطّاهِرُ النَّقِيُّ من العُيُوبِ ، فإِذا أَرادُوا الأَبيضَ مِنَ اللَّوْن قالوا أَحْمر. قال ابنُ الأَثِير : وفي هذا القَوْل نَظَر ، فإِنَّهم قد استَعْمَلُوا الأَبيضَ فِي أَلْوانِ النَّاس وغَيْرِهم. ومِنْهُ الحَدِيث «قال عَلِيٌّ لعائِشَةَ رَضِي الله عَنْهُمَا : إِيّاكِ أَن تَكُوِنيها يا حُمَيْراءُ» أَي يا بيضاءُ. وفي حَدِيثٍ آخَر «خُذُوا شَطْر دِينِكم مِن الحُمَيْرَاءِ» يَعْنَي عائِشَة. كانَ يَقُولُ لهَا أَحْيَاناً ذلِك ، وهو تَصْغِير الحَمْرَاءِ ، يُرِيد البَيْضَاءَ. قال الأَزْهَرِيّ : والقَولُ في الأَسْوَدِ والأَحْمَر إِنَّهما الأَسودُ والأَبيضُ ، لأَنَّ هذَين النَّعْتَيْن يَعُمَّانِ الآدمِيِّين أَجْمَعِين. هذا
كَقَوْلِه : بُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً. وقَولُ الشَّاعر :
جَمَعْتُمْ فَأَوْعَيْتُمْ وجِئْتُمْ بمَعْشَرٍ |
|
تَوافَتْ به حُمْرانُ عَبْدٍ وسُودُها |
يرِيد بعَبْدٍ عَبْدَ بْنَ أَبِي بَكْر بْنِ كِلَاب (٦).
وقولُه أَنْشَدَه ثَعْلَب :
نَضْخ العُلُوجِ الحُمْرِ في حَمَّامِها
إِنَّمَا عَنَى البِيضَ.
وحُكِيَ عنِ الأَصْمَعِيّ : يُقَال : أَتَانِي كُلُّ أَسْوَدَ منْهم وأَحْمَر ، ولا يُقَالُ أَبْيَض. مَعْنَاه جَمِيعُ النَّاسِ عربهم وعجمهم.
وقال شَمِرٌ : الأَحْمَر : الأَبيضُ تَطَيُّراً بالأَبْرص ، يَحْكِيه عن أَبي عمْرِو بْنِ العَلاءِ.
وقال الأَزهَرِيُّ في قَوْلهم : أَهْلَك النِّسَاءَ الأَحْمرانِ ،
__________________
(١) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : وردن ، كذا بخطه بالنون ، والذي في اللسان ، بالتاء ، وليحرر» وفي النهاية فكالأصل.
(٢) في التكملة : الملاجُة بالجيم.
(٣) زيادة عن النهاية.
(٤) العبارة في اللسان ، ولم ترد «الحكرة» بهذا المعنى في المفردات.
(٧) (*) سقط في المطبوعتين المصرية والكويتية وما أثبتناه من القاموس.
(٥) كذا بالأصل ، وهي موجود في القاموس ونص عبارته : والحكرة بالضم اسم من الاحتكار ومخلاف بالطائف. وقيدها ياقوت بالضم وسكون الكاف.
(٦) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : ابن أبي بكر ، كذا بخطه والذي في اللسان : ابن بكر ، بحذف أبي ، وليحرر».