الحَضِيرَةُ : الَّذينَ يَحْضُرُون المِيَاهَ (١) ، والنَّفِيضَة الّذينَ يَتقدَّمون الخَيلَ ؛ وهم الطَّلائِع.
قال الأَزهريّ : وقولُ ابنِ الأَعرابِيِّ أَحسنُ.
قال ابنُ بَرِّيّ : النفِيضَةُ : جماعةٌ يُبْعَثُونَ ليَكْشِفُوا هل ثَمَّ عدوٌّ أَو خَوْفٌ ، والتُّبَّع : الظِّلُّ. واسمَأَلَّ : قَصُرَ ، وذلك عند نِصْفِ النَّهَار وقبلَه.
سَبّاقُ عَادِيَةِ ورأْسُ سَرِيَّةٍ |
|
ومُقَاتِلٌ بطَلٌ وهَادٍ مِسْلَعُ (٢) |
واسمُ المَرْثِيِّ أَسْعَدُ ، وهو أَخُو سَلْمَى ، ولهذا تَقولُ بعد البَيْت :
أَجَعَلْتَ أَسْعَدَ للرِّماحِ دَرِيئَةً (٣) |
|
هَبَلَتْكَ أُمُّك أَيَّ جَرْدٍ تَرْقَعُ؟ |
وجمْعُ الحَضِيرَةِ الحَضَائِرُ. قال أَبو ذُؤَيب الهُذَلِيّ (٤) :
رِجَالُ حُرُوبٍ يَسْعَرُونَ وحَلْقَةٌ |
|
من الدّارِ لا تَمْضِي عليها الحَضائِرُ |
وفي المُحْكَم : قال الفارِسِيُّ : والحَضِيرَةُ : مُقَدَّمَةُ الجَيْشِ.
والحَضِيرَة : ما تُلْقِيهِ المَرْأَةُ مِنْ وِلَادِهَا (٥) ، وحَضِيرةُ النَّاقَةِ : ما أَلْقَتْه بعْدَ الوِلادَةِ. وقال أَبو عُبَيْدَة : الحَضِيرَة لِفَافةُ الوَلدِ. والحَضِيرَةُ : انْقِطَاعِ دَمِهَا. والحَضِيرُ جَمْعُهَا ، أَي الحَضِيرَةِ ، بإِسقاط الهاءِ ، أَو الحَضِيرُ : دَمٌ غَلِيظٌ يَجْتَمِع في السَّلَى. والحَضِيرُ : ما اجْتَمَعَ في الجُرْح من [جاسِئَةِ] (٦) المَادّةِ ، وفي السَّلَى من السُّخْدِ ، ونحْو ذلِك.
والمُحَاضَرَةُ : المُجَالَدَةُ ، والمُحَاضَرَة المُجَاثَاةُ.
وحاضَرْتُه : جاثَيْتُه عِنْدَ السُّلْطَانِ ، وهو كالمُغالَبة والمُكَاثَرة.
المُحَاضَرَةُ : أَنْ يَعْدُوَ مَعَك ، وقال اللَّيْثُ : هو أَن يُحَاضِرَك إِنسانٌ بحَقِّك فيذهَبَ به مُغالَبةً أَو مُكابَرَةً. وقال غيرُه : المُحَاضَرَةُ والمُجَالَدَةُ (٧) أَنْ يُغَالِبَكَ عَلَى حَقِّك فَيَغْلِبَك عليه ويَذْهَبَ به.
وحَضَارِ ، كقَطَامِ ، أَي مَبْنِيّة مُؤَنَّثَة مَجْرُورَة : نَجْمٌ يَطلُع قبْلَ سُهَيْل فيَظُنّ النّاسُ به أَنَّه سُهَيْلٌ ، وهو أَحد المُحْلِفَيْنِ ، قاله ابنُ سِيدَه.
وفي التَّهذيب ، قال أَبُو عَمْرِو بنُ العَلاءِ : يقال : طَلَعَت حَضَارِ والوَزْنُ ، وهما كَوْكَبَانِ يَطْلُعانِ قبل سُهَيْلٍ ، فإِذا طَلَعَ أَحدُهما ظُنَّ أَنّه سُهَيْلٌ ، للشَّبَه وكَذلِكَ الوَزْنُ إِذا طَلَع ، وهما مُحْلِفَانِ عند العرب ، سُمِّيَا مُحْلِفَيْن (٨) لاخْتِلافِ النّاظِرِين لَهُمَا (٩) إِذا طَلَعَا ، فيَحْلف أَحدُهما أَنّه سُهَيْل ، ويَحْلِف الآخَرُ أَنّه ليس بسُهَيْل. وقال ثَعْلب : حَضَارِ نَجمٌ خَفِيُّ في بُعْدٍ ، وأَنشد :
أَرَى نَارَ لَيْلَى بالعَقِيقِ كأَنَّهَا |
|
حَضَارِ إِذَا مَا أَعرَضَت وفُرُودُها |
الفُرُودُ : نُجومٌ تَخْفَى حَولَ حَضَارِ ، يُرِيد أَنّ النَّارَ تَخْفَى لبعْدِها كهذا النَّجْمِ الّذِي يَخْفَى في بُعْدٍ.
وحَضْرَمَوتُ بفَتْح فَسُكُون وقد تُضَمُّ المِيمُ ، مثال عَنْكَبُوت ، عن الصَّاغانِيّ : د ، بل إِقليم واسعٌ مُشْتَمِلٌ على بِلادٍ وقُرًى ومِيَاهٍ وجِبالٍ وأَودِيَةٍ باليَمَن ، حَرَسَهُ الله تعالى ، طُولُها مَرْحَلتانِ أَو ثَلاثٌ إِلى قَبْرِ هُودٍ عليهالسلام. كذا في تارِيخ العَلَّامَة مُحَدِّثِ الدِّيارِ اليَمَنِيَّة عبدُ الرَّحْمن بن الدَّيْبَع.
وقال القزْوِينيّ في عَجائِبِ المَخْلُوقَاتِ : حَضْرَمَوْتُ : ناحِيَةٌ باليَمَن ، مُشْتَمِلَةٌ على مَدِينَتَينِ ، يقال لهما شِبَامُ وتَرِيمُ (١٠) ، وهي بلاد قديمة ، وبها القَصْر المَشِيد. وأَطالَ في وَصْفها. ونقل شَيخُنا عن تَفْسِير أَبِي الحَسَن البَكريّ في قوله تعالى : (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلّا وارِدُها) (١١) قال : يُسْتَثْنَى من ذلك أَهْلُ حَضْرَمَوْت ، لأَنَّهُم أَهلُ ضَنْك وشِدَّة ، وهي تُنْبِتُ
__________________
(١) الأصل واللسان ، وفي التهذيب : الماء.
(٢) المسلع : الذي يشق الغلاة شقًّا.
(٣) الدريئة : الحلقة التي يتعلم عليها الطعن.
(٤) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : أبو ذؤيب ، الذي في اللسان : أبو شهاب ، وليحرر».
(٥) عن القاموس ، وبالأصل «أولادها».
(٦) زيادة عن اللسان.
(٧) في اللسان : المجالدة بحذف واو العطف.
(٨) «محلفان .. محلفين» ضبطت عن اللسان ، وضبطت في التهذيب : «مُحَلِّفان .. مُحَلِّفين».
(٩) في التهذيب : إليهما.
(١٠) ضبطت عن معجم البلدان ، وفيه : ومدينتاها شبام وتريم وهما قبيلتان سميت المدينتان باسميهما. وضبطت في المطبوعة الكويتية «تِرْيَم».
(١١) سورة مريم الآية ٧١.