والفِقْهِ ، لِاسْتِحْضاره مَسَائِلَه ، ويُقَال : إِنّه لحَضُرٌ بالنّوادر وبالجَواب ، وحاضِرٌ.
والحَضِرُ ككَتِفٍ : الّذِي لا يُرِيدُ السَّفَر. والذي في التَّهْذِيب وغَيْرِه : ورَجلٌ حَضِرٌ : لا يَصْلُحُ للسَّفَرِ. أَو رَجلٌ حَضِرٌ. حَضَرِيٌّ نقلَه الصَّاغانِيّ عن الفَرَّاءِ ، أَي من أَهْلِ الحاضِرَةِ.
وفي التَّهْذِيب : المَحْضَرُ عند العرب : المَرْجِعُ إِلَى أَعْدَادِ المِيَاهِ. والمُنْتَجَعُ : المَذْهَبُ في طَلبِ الكَلَإِ. وكُلُّ مُنْتَجَعٍ مَبْدىً وجَمْعه مَبَادٍ. ويقال للمَنَاهِلِ : المَحَاضِرُ للاجتماعِ والحُضُورِ عليها. والمَحْضَرُ : خَطٌّ يُكْتَبُ في واقِعَة خُطُوط الشُّهُودِ في آخِرِه بِصِحَّةِ ما تَضَمَّنَه صَدْرُهُ.
قال شيخُنَا : وهو اصطِلاح حادِثٌ للشُّهُود الَّذِين أَحْدثَهُم القُضَاةُ في الزَّمَن الأَخِيرِ ، فعَدُّه من اللُّغَة ممَّا لا مَعْنَى له ، والظَّاهِرُ أَنَّ عَطْفَ السِّجِلِّ بعدَه عليه ، وعَدَّه من معانِي المَحْضَر ، من هذا القَبيلِ ، فتأَمَّل.
قُلتُ : أَما تَفْسِيره بما يُكتَب في واقِعَة حالٍ فكَمَا قَالَ : لا يَكاد يُوجدُ في لُغَةِ العَرَب الفُصْحَى. وأَما تَفْسِيرُه بما بَعْدَه وهو السِّجِلّ فقد سُمِعَ عن العَرَب ، وذكره ابنُ سِيدَه وغيرُه ، فلا يُنكَر عليه.
والمَحْضَرُ : القَوْمُ الحُضُورُ ، أَي الحَاضِرين النَّازلين (١) على المِيَاه تَجَوُّزاً ، والمَحْضَرُ : السِّجِلُّ الَّذِي يُكْتب.
والمَحْضَرُ : المَشْهَدُ للقَوْم.
والمَحْضَرُ (٢) : ة بأَجأَ ، لبَنِي طَيّئِ.
ومَحْضَرَةُ : مَاءٌ لِبَنِي عِجْل بنِ لُجَيْمٍ بَيْنَ طَرِيقَيِ الكُوفَة والبَصْرَةِ إِلَى مَكَّةَ ، زِيدَتْ شَرَفاً.
وحَاضُوراءُ : مَاءٌ (٣) ، قال شيخُنَا : هو من الأَوْزَانِ الغَرِيبَة ، حتّى قيل لا ثانِيَ له غيرَ عَاشُورَاءَ. وأَنكَره جماعَةٌ وقالوا : عاشُورَاءُ لا ثَانِيَ لَهُ. وأَما تَاسُوعَاءُ فيَأْتي أَنَّهُ مُوَلَّد ، والله أَعلمُ. وقيل : إِنَّ حَاضُورَاءَ بَلدٌ بنَاه صالِحٌ ، عليهالسلام ، والذين آمنوا به ، ونَجّاها الله من العذاب ببرَكتِه.
وفي المَرَاصِد أَنَّه بالصَّاد المُهْمَلَة ، ويقال : بالضَّاد المُعْجَمَة بغير أَلِف ، فتَأَمَّلْ.
والحَضِيرَةُ ، كسَفِينَة : مَوْضِعُ التَّمْرِ ، وأَهلُ الفَلْحِ (٤) يُسَمُّونها الصُّوبَةَ ، وتُسَمَّى أَيضاً الجُرْنَ والجَرِينَ. وذَكره المُصَنِّف أَيضاً في الصّادِ المُهْمَلة ، وقد تَقَدَّمَتْ الإِشارةُ إِليه.
والحَضِيرَةُ : جَمَاعَةُ القَوْمِ ، وبه فَسَّر بعضٌ قولَ سَلْمَى بنْت مَجْدَعَةَ الجُهَنِيَّة (٥) تمدَحُ رَجُلاً ، وقيل تَرْثِيه :
يَرِدُ المِيَاهَ حَضِيرَةً ونَفِيضَةً |
|
وِرْدَ القَطَاةِ إِذا اسْمَأَلَّ التُّبَّعُ |
أَوِ الحَضِيرَةُ مِنَ الرِّجَالِ : الأَربعَةُ أَو الخَمْسَةُ أَو الثَّمَانِيَة أَو التِّسْعَةُ ، وفي بعض النُّسخ : السَّبْعَة ، بتَقْدِيم السِّين على المُوحَّدة ، والصّوابُ الأُوَلى. أَو الْعَشَرَةُ فمَن دُونَهم ، وقيل : السَّبْعَة أَو الثّمانِية ، وقيل : الأَربعَة والخمسة يَغْزُونَ. أَو هُم النَّفَرُ يُغْزَى بِهِم.
وقال أَبو عُبَيْد في بَيْت الجُهَنِيَّة : الحَضِيرةُ : ما بين سَبْعة (٦) رجالٍ إِلى ثمانية ، والنَّفِيضَة الواحِدُ (٧) وهم الّذِي يَنْفُضُون ، وروى سَلَمَة عن الفَرَّاءِ قال : حَضِيرةُ النّاس وهي الجَمَاعَة (٨) ، ونَفِيضَتُهم وهي الجَمَاعة.
وقال شَمِرٌ في قوله : حَضِيرةً ونَفِيضَةً قال : حَضِيرة يَحضُرها النّاسُ ، يَعْني المياهَ ، ونَفِيضَة : ليس عَلَيْهَا أَحَد ، حَكَى ذلك عن ابن الأَعْرَابيّ (٩). ورُوِيَ عن الأَصْمَعِيّ :
__________________
(١) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : أي الحاضرين النازلين ، لعل الأولى : الحاضرون النازلون».
(٢) قيدت في معجم البلدان بدون ألف ولام ، وبالفتح قرية بأجأ.
(٣) في معجم البلدان قيدها بالصاد وآخره ألف مقصورة عن العمراني وقال : موضع. قال ياقوت : وجاء به ابن القطاع بالضاد المعجمة بغير ألف في آخره وقال : اسم ماء. ولا أدري أهما موضعان أم أحدهما تصحيف.
(٤) في التهذيب : الفلج ، بالجيم.
(٥) قيل اسمها سلمى بنت مخدعة الجهنية ، قال ابن بري : وهو الصحيح. وقال الجاحظ : هي سعدى بنت الشمردل الجهنية.
(٦) عن التهذيب ، وبالأصل «سبع».
(٧) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله الواحد ، كذا بخطه ، ولعل الأولى : الجماعة ، كما في اللسان» وفي أصل التهذيب «الواحد».
(٨) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : وروى سلمة الخ ، عبارته كما في اللسان : حضيرة الناس ونفيضتهم الجماعة» وفي التهذيب فكالأصل.
(٩) زيد في التهذيب : ونصب حضيرة «ونفيضة» على الحال ، أي خارجة من المياه.